إقبال الأحمد تنعي كويت الحضارة والتقدم والدستور.. اثر مرض عضال استشرى بها وشل حركتها
زاوية الكتابكتب أكتوبر 2, 2010, 11:15 ص 1219 مشاهدات 0
جاءنا هذا الخبر
كتب إقبال الأحمد :
تنعى دولة الكويت العصرية بمفهوم التخلف.. كويت الحضارة والتقدم والدستور.. اثر مرض عضال استشرى بها وشل حركتها.. ولا نملك نحن الكويتيين الذين نشأنا فيها ونهضنا مع نهضتها الفكرية، حين كانت مجلة «العربي» تجوب العالم العربي من المغرب الى السودان الى عمان.. يتخاطفها من كانوا يومها مشروعات مثقفين عرب في بلادهم.. حين كان عبدالحليم حافظ يفخر ان يغني لعيد استقلال الكويت، من الجهرا للسالمية.. رافعين علم الحرية.. وحين كانت كوكب الشرق ام كلثوم تصدح بأعلى صوتها «يا دارنا يا دار».. يا وحين حرية الكلمة عنوان كل معارض الكتاب انذاك.
حين كنا نتسابق لاقتناء فهرس معرض الكتاب لاختيار الكتب التي نرغب في قراءتها منذ اليوم الاول للمعرض في سنوات مضت.. كنا نعرف ان الثقافة تعني ان نختار ما نقرأ لا ان نقرأ ما يختارونه «هم».... والضمير «هم» هنا هو المشكلة.
فمستوى ثقافة وقناعة.. والمنهجية الفكرية والتوجهات الدينية والسياسية.. ونوعية الوعي واتساع الادراك عند «هم» هي التي تحدد نوع الكتاب الذي يجاز لي انا وغيري حتى اتمكن من اختياره وقراءته.. اما الكتاب الذي لا يتفق مع منهجية وفكر وتوجهات «هم» فلا يحق لي كقارئة، منحني الدستور الكويتي حرية الاختيار، ان اعثر عليه بين الكتب المعروضة.
حين وصف السيد خليفة الوقيان منع كتب مصرية من المشاركة في معرض الكتاب بالكويت بانه حلقة من حلقات الزحف المبرمج لتدمير النموذج الكويتي واقامة الدولة الطالبانية.. وحين اعتبره السيد سليمان الشطي بانه اختطاف كامل للكويت وتاريخها القريب والقديم.. فذلك يعني ان النعي بات ضروريا.. ولم يبق لنا سوى العزاء.
ولكن هل نكتفي بذلك؟.. اين اعضاء مجلس الامة الذين يتفقون مع التوجه الذي يدعو الى الانفتاح ومحاربة اي شكل من اشكال الانغلاق الفكري؟.. اين انتم يا اعضاء مما يجري في حملة تقطيع اوصال حرية الاختيار؟
اتفق مع السيد الشطي.. في ان الحماس الذي نجده في الدفاع عن الرياضة عند بعض النواب المحسوبين على التيار الليبرالي وطول النفس في هذا الدفاع المستميت تقابله حماسة خجولة في كل ما يتعلق بالحريات وعودة حرية الفكر ونشر الثقافة الصحية.
ألا يستحق هذا الموضوع الانتباه يا عضوات واعضاء مجلس الامة الذين نترجى منكم رص صفوفكم وتوحيد كلمتكم واعداد خططكم.. للحيلولة دون المزيد من الاهداف التي امطركم ويمطركم بها كل يوم اعضاء الفريق الاخر المضاد الداعي للمزيد من الانغلاق وكبت الحريات، فنغرق نحن في فيضان التخلف والانغلاق؟
اقترح عليكم يا زميلاتنا وزملاءنا الاعضاء دورة تنشيطية في دستور الكويت.. خاصة في المواد التي تتحدث عن الحريات.. التي سلبنا جزءا كبيرا منها اخوانكم في الفريق الاخر وانتم تتفرجون علينا من دون ان تحركوا ساكنا..
«يا عيب الشوم» كما يقول اخواننا اللبنانيون.
اقدر لبعض العضوات والاعضاء في مجلس الامة المحاولات الفردية بهذا الشأن بين وقت واخر، ولكن هذا لا يكفي.. فالعود الواحد يكسر بسرعة اما حزمة الاعواد فتكون عصية على الكسر.
إقبال الأحمد
تعليقات