أحمد الديين مقدما عدة تفسيرات لحوار الخرافى للعربية ورد المحمد علي، معتقدا أن تداعيات الحوار ورده سيحدث نوع من الاستقطابات والانحيازات وتبدلات المواقف السياسية والنيابية، وكذلك في صفوف الأسرة

زاوية الكتاب

كتب 618 مشاهدات 0



ما بين الرئيسين! 
 
كتب أحمد الديين

الحديث التلفزيوني لرئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، الذي بثته «قناة العربية»، والردّ عليه الصادر عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد يشكلان حدثين سياسيين غير مسبوقين، بل لعلّهما بداية أحداث سياسية منتظرة قد تتداعى خلال الفترة المقبلة... فالمكانة السياسية والدستورية لرئيس المجلس أضفت على الحديث التلفزيوني أهمية مميزة، وفي الوقت ذاته فإنّ طبيعته الشخصية غير الصدامية وخطه السياسي غير المعارض أكسبتا الحديث طابعاً استثنائياً مختلفاً، خصوصاً ما أورده من نقد لسمو رئيس مجلس الوزراء... فما هو تفسير هذا الموقف المستجد والمعلن لرئيس مجلس الأمة، وكذلك ردّ سمو رئيس الحكومة عليه؟!
لعلّ هناك اتجاهين في التقييم والتفسير... فهناك مَنْ يرى أنّه لا جديد في الأمر، إذ سبق لرئيس المجلس أن عبّر عن نقده للحكومة في مواقف عدة بينها خطاباته خلال افتتاح دورات انعقاد مجلس الأمة، وكان آخرها خطابه يوم الثلاثاء الماضي... وقد يكون ما أضفى سخونة على الحديث التلفزيوني هي الأسئلة المثيرة، التي طرحها مراسل «قناة العربية» في الكويت الزميل سعد العجمي، والعناوين الأشد إثارة، التي أبرزتها الصحف عند نشرها المقابلة، وليس مضمون الحديث نفسه... أما ردّ سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد فهو ردّ متوقع وتوضيح مستحق، والأمر كله لا يتجاوز هذه الحدود!
ولكن في المقابل، هناك مَنْ يرى أنّ ما تضمّنه الحديث التلفزيوني الأخير لرئيس مجلس الأمة في لغته وصراحته وأسلوبه المباشر يتجاوز كل ما سبقه من أحاديث وخطب وتصريحات، ويشكّل سابقة، خصوصاً تلك العبارة الانتقادية: «أما قراراته فعليها علامة استفهام»... وكذلك فإنّ ردّ سمو رئيس مجلس الوزراء، الذي تضمّن تفسيراً لبعض قضايا الخلاف، خصوصاً ذلك الجزء الخاص بترشيحات رئيس مجلس الأمة لبعض الأشخاص للمشاركة في الحكومة، وبالتالي فإنّ هذا الحديث والردّ عليه يعكسان في واقع الحال مدى تدهور العلاقة بين رئيسي السلطتين.
وإذا ما انتقلنا إلى نقطة أخرى في محاولة التحليل فإنّ السؤال، الذي يبرز أمامنا: ترى، ماذا يعكس هذا التطور الجديد؟!
هل هو مجرد تعبير عن مقدار الاستياء من عدم استشارة سمو رئيس مجلس الوزراء لرئيس مجلس الأمة عند تشكيل حكومته؟... لو كان الأمر كذلك فقط لما وصف رئيس المجلس في حديثه التلفزيوني عدم استشارته بأنّ «هذا حق رئيس الوزراء لا جدال فيه»!
أم أنّ الحديث التلفزيوني والردّ عليه سيكونان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر بعير» العلاقة بين رئيسي السلطتين، وهما بالأساس نتاج تراكمات سلبية سابقة، وبالتالي فقد رمى رئيس المجلس وسمو رئيس الحكومة قفازي الدعوة للمبارزة إيذاناً بانتقال الصراع من منطقة ما وراء الكواليس إلى العلن عبر أجهزة الإعلام؟... وإلى أي مدى سيصل الصراع بين رئيسي السلطتين؟!
وكذلك تبرز تساؤلات أخرى حول تفسير الحديث التلفزيوني لرئيس مجلس الأمة وردّ سمو رئيس الحكومة عليه عما إذا كانا في واقع الأمر ليسا مجرد «القشة القاصمة للظهر» ولا هما مجرد «رمي قفازي المبارزة»، بل لقد أطلق الرئيس جاسم الخرافي «رصاصة الرحمة» على الحكومة المتداعية، وذلك على ضوء قراءة سياسية واضحة لديه ومعلومات متوافرة عنده تتصل بمستقبل الحكومة الحالية وطبيعة التكليف في حال تشكيل حكومة جديدة، قد يكون هذا ما يدركه أيضاً سمو رئيس الحكومة؟!
وأياً كان التفسير، فإنّ الحديث التلفزيوني لرئيس مجلس الأمة وردّ سمو رئيس مجلس الوزراء هما حدثان سياسيان استجدا، ويبدو أنّ الأحداث والتطورات مرشحة لأن تتداعى بعدهما على مستوى مستقبل الحكومة ومستقبل مجلس الأمة، كلاهما أو أحدهما... ولعلّ المؤشر الأول لما قد تتجه نحوه الأمور سيحدده قبول استقالة وزير النفط المدوّر بدر الحميضي أو تأجيلها ورفضها... وأما المؤشر الآخر فهو نوع الاستقطابات والانحيازات وتبدلات المواقف السياسية والنيابية، وكذلك في صفوف الأسرة، مع هذا الطرف أو ذاك.
الأيام المقبلة، بل الساعات القليلة قد تحمل معها جديداً... وفي الكويت علينا دوماً أن نتوقع غير المتوقع!
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك