منهجية الحكومة في التعامل مع نوابها تزكم الأنوف، براى د. مبارك الذروه الذي يضرب أمثلة على ذلك
زاوية الكتابكتب سبتمبر 22, 2010, 12:31 ص 590 مشاهدات 0
د.مبارك الذروة / ما فيش فايدة ... يا صفية!
كلمات الزعيم المصري سعد زغلول لا تزال حاضرة عند كثير من المراقبين للشأن العام... «ما فيش فايدة يا صفية» قالها لزوجته عندما يئس من اصلاح بلد انتشر فيه الفساد الإداري والمالي، والخيانات بين قيادات كبرى في العمل السياسي تحديداً!
أما عن تجاوزات النواب فقد أضحت واضحة لا تحتاج إلى تحريات وتحقيق، وقد تحولت هدايا الحكومة إلى نهج وسنة سيئة متبعة لأولي المقام العالي... تقدم إلى كل متعاون سلس القياد!
لست من المعترضين على تعيين الدكتور التمار فهو أكاديمي تربوي أحسن من غيره، وان لم يكن متخصصاً في التربية الخاصة، فالعمل الإداري ومعرفة اللوائح واتباع القانون تغلب على المنصب العام، وإن كانت المهنية تحديداً مع ذوي الاحتياجات الخاصة تستثنى من القاعدة!
لكن ما أزعجنا كيف وصل السيد التمار إلى هذا المنصب؟ والعجيب أن النائبة سلوى الجسار لم تخرج ولو مرة واحدة لتوضح لناخبيها ما الذي حدث، وكيف، أو ربما أن الحكومة وجدت ضالتها بالسيد التمار الذي سينقذ الهيئة ومشاكل المعاقين؟
منهجية الحكومة في التعامل مع نوابها تزكم الأنوف، فقد ساومت من قبل بعض النواب، ولا تزال، في مراحل ما قبل الاستجواب، مثلما حدث مع حسن جوهر في إقالة مدير الجامعة، وما حدث أيضاً مع أسيل العوضي في موضوع الاختلاط. الحكومة تلعب سياسة مع مجموعة معينة من النواب، وتحديداً غير الواضحين!
أخطر شيء أن تواجه الحكومة نوابها المعارضين بالتكنيك السياسي والحيل الدفاعية ذاتها التي يستخدمها بعض النواب المخضرمين، لأن المحصلة ستكون تجاوزات ودفع شيكات!
لقد أصبح العمل السياسي عملاً تجارياً حتى غدت ممارسات نوابه البطولية موسمية تتزامن مع التصعيد للاستجوابات مدفوعة الأجر. وان الناخب الحصيف ليجد عشرات من النواب الجوعى الذين اصيبوا بالسمنة بعد أعوام من العضوية!
والحكومة هي من أسست هذا النهج الذي يذكرنا بعصور الخلفاء وهدر أموال العامة وبيت مال المسلمين. وما ذكره أحد الكتاب أكبر دليل على ذلك، من أن نائباً اتصل عليه مستعداً خدمته في أن يعين أي أحد في جهاز أمني خطير!
وفي الحديث «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
وذكر آخر أن نائباً اتصل عليه في تمرير مناقصات في وزارات معينة كمكافأة له مقابل مواقفه في قانون الخصخصة!
لست مغالياً إن قلت ان هذه المنهجية المبتدعة أصبحت تؤصل لخلق سلوك نيابي يتحول مع الوقت إلى سلوك طبيعي غير مستهجن. وتصبح هذه الرشاوى من الشرهات والأعطيات التي ينفقها من لا يملكها أصلاً على من باع ذمته وناخبيه من الشعب!
وإلى هؤلاء المتنفعين جميعاً نقول... ستسألون يوم لا ينفع مال ولا بنون... وإلى كل من وقف وساند، عارفاً غير جاهل، نائباً أو وزيراً أو مسؤولاً، يخون الأمة وما أقسم عليه بنهب الثروات متذرعاً ومدعياً بأنها هدايا وأعطيات من المال العام نقول «ستكتب شهادتهم ويسألون».
*
النائب العتيق أحمد السعدون كبركان تسونامي الذي يفاجئنا بين فترة وأخرى بحمم بركانية نارية يختلف علماء الجيولوجيا في تفسير ما وراءها! فما هي شركات العفن، أو النفع على العكس، وهل المنتفعة متعفنة؟ ربما! ومعروف علمياً أن كل متعفن له رائحة، فكيف استطاع النائب الكبير شم الرائحة دون غيره؟ ولِمَ لم يفصح عن تلك الشركات... التي ربما سيزعم ملاكها لاحقاً أنها فوق الشبهات على اعتبار أن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث! فهل كل الشركات تبلغ ما بلغ الماء؟ الشيوخ أبخص!
*
تصريح النائب وليد الجري عن الأحزاب ثم خبر إنشاء الكتلة المستقلة، ثم امتداح السعدون للشيخ أحمد الفهد، وخبر انتقال سعدون حماد إلى الدائرة الثالثة، يفيد أن ثمة شغلا تحت الطاولة فما هو؟
د.مبارك الذروة
تعليقات