سعود عبدالعزيز العصفور يتهم الحكومة بالتستر خلف قناع 'حماية الوحدة الوطنية' لقمع التجمعات

زاوية الكتاب

كتب 1224 مشاهدات 0



سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / حكومة تحالفات سياسية ... لا وحدة وطنية
 
 
 

 
لا أعتقد أن هنالك مصطلحاً تم استغلاله والركوب على ظهره مثل مصطلح «الوحدة الوطنية» في الكويت! هذه الوحدة التي أصبحت مثل فانيلة الخباز الإيراني شهباء باهتة لا لون لها من كثرة الغسيل واللبس. عندما تريد الحكومة إيقاف أحد، أوقفته بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعندما تريد منع ندوة، منعتها من أجل هذه الوحدة الوطنية، وعندما تشتهي قوى المنع وتقليص الحريات إعادة إحياء قانون التجمعات المقبور، تحييه تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية. ابحثوا لكم عن شعب آخر تمررون عليه هذه المسرحيات، هذه الوحدة لم تكن يوماً في سلم أولويات هذه الحكومة ولن تكون. هي مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية على أرض الواقع عجزت الحكومة عن تحقيقها بسبب فشلها وتخبطها وسوء إدارتها. لا أكثر ولا أقل ولا مزايدات ولا خطب نارية وعيون حمراء وخضراء وقوس قزحية.
هذه حكومة «تحالفات سياسية» لا علاقة لها بالوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي وحماية المجتمع من التطرف وإلى آخر ذلك الكلام الجميل الذي لا تعرفه الحكومة إلا في الأوقات التي يتضرر منها أحد حلفائها السياسيين. تعالوا معي نجرد كشف حساب هذه الحكومة الوطنية الوحدوية ونرى متى استخدمت مصطلحات الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والنظام العام؟ عندما عقد نواب الحركة الثقافية الشيعية تأبينهم الكارثي والمشهور لعماد مغنية، خرج وزير الداخلية يندد ويهدد ويزايد وخرجت وسائل الإعلام المقربة من السلطة ترفع سيوف التسفير والسجن للمؤبنين لأنهم ببساطة لم يكونوا في الجانب المتحالف مع السلطة آنذاك، وبمجرد دخولهم حظيرة السلطة مع الآخرين، انقلبت الأمور رأساً على عقب وظهرت مصطلحات الوحدة الوطنية في خطاب السلطة من جديد واتضح لهم أنه لا «دليل مادي» في القضية!
ثم تعالوا نقلب الصفحات أكثر وأكثر، عندما خرج التوافه على شاشات التلفاز للطعن في أبناء القبائل ونوابهم المعارضين، لم تحرك الحكومة ساكناً ولم توقف متحركاً لأن الأمر ببساطة يخدم تحالفاتها السياسية، وعندما أقيمت تجمعات الأندلس والعقيلة التاريخية، تحركت القوات الخاصة والسلطة من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، وكأن الوحدة الوطنية مهددة بآلاف المواطنين الذين تجمعوا للتنديد بمحاولات تقسيم المجتمع والطعن في مواطنة أبنائه، ولم تهددها وسائل الإعلام الفاسد التي ترعاها أو تغض النظر عنها أطراف في السلطة؟
هل تريدون المزيد؟ تعالوا نقارن بين ردة فعل الحكومة على الندوات الأخيرة المتعلقة بقضية ياسر الحبيب والندوات التي سبقت ضد مركز وذكر؟ أين استخدمت «الوحدة الوطنية» كشماعة لوأد الندوات؟ أتركها لذاكرتكم الحية.
رجاء كل الرجاء، لا تبيعوا علينا مسرحياتكم السامجة، فنحن وأنتم أعلم بما يدور على أرض الواقع. سمّو الأشياء بمسمياتها لعلكم تكسبون بعضاً من الثقة المفقودة.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك