آخر من كنت أتوقع أن يتهمني بمعاداة الحرية هو الأخ عبداللطيف الدعيج.. محمد الصقر يرد على الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1799 مشاهدات 0


 



محمد جاسم الصقر يرد على عبداللطيف الدعيج 

كتب محمد جاسم الصقر : 

 
تلقت القبس من النائب السابق محمد جاسم الصقر ردا على مقالة الزميل عبد اللطيف الدعيج المنشورة امس بعنوان {الحريات أولا} تنشره فيما يلي:
آخر من كنت أتوقع أن يتهمني بمعاداة الحرية هو الأخ عبداللطيف الدعيج، الذي زاملنا منذ التحرير حتى تركي رئاسة تحرير القبس، فهو يعرف جيداً من ساهم في رفع سقف الحريات ومن دافع عنها.
يحز في نفسي أن تأتي هذه الطعنة من عبداللطيف شخصياً، وعبر المنبر الذي أرسيت فيه هامشاً واسعاً من الحرية تمكن من خلاله من عرض أفكاره والكتابة في أمور كانت شبه محظورة إن لم تكن محظورة تماماً.
وعبداللطيف خير من يعرف كم تحملت من خصومات وعداوات دفاعاً عن حقه في التعبير، وحماية لمبدأ حرية الرأي والدفاع عنها... حتى حين تركت رئاسة تحرير القبس وأصبحت نائباً كنت أكثر النواب الذين رُفعت عنهم الحصانة بسبب حرية الرأي.
نحن نحترم رأي الأخ عبداللطيف في الدفاع عن الحريات ومبادئها، لكن أن يتهمنا بالعداء لها فهذا تجنٍ وادعاء في غير محله، وهو دليل على أنه قرأ كلمتنا الموجهة إلى رئيس الوزراء، المنشورة في «الجريدة» بعنوان «تشدّد ولا تتردد يا سمو الرئيس»، قراءة خاطئة.
نحن لا نعيش من دون حرية التعبير وحفظ كرامة الإنسان بضمان حقه في إبداء رأيه، لكننا لن نعيش بحرية التدمير أو التفجير، والوضع في الكويت قريب من هذه الحالة، إن كان عبداللطيف لا يدرك ذلك فنحن نؤكد له خطورة الوضع ونؤكد له ما لا يلمسه مباشرة.
لقد انتقلت المسألة من دائرة حرية التعبير إلى دائرة ظلامية وهي الانجراف نحو صراع طائفي إن اشتعل فلا قوة تردعه وسيأكل الأخضر واليابس، ويعرف عبداللطيف الذي يعيش في دول هي أم الحريات (فرنسا - أميركا) أن هناك ضوابط للحريات تقف عند حد المساس بالأمن الوطني، وها هي فرنسا تمنع النقاب (الذي هو حق شخصي وحرية شخصية) لعلاقته بأمنها، وها هي أميركا تضع ضوابط للنشر حول سلامة أمنها وأجهزتها الأمنية أحياناً.
نحن مع الحرية يا عبداللطيف، لكننا لسنا مع الفوضى، ولكي أكون أكثر تحديداً لست مع ما من شأنه أن يشعل فتنة طائفية ومذهبية، يكفينا ما شاهدناه وما نشاهده الآن من تجارب دول شقيقة وصديقة.
بقي أن يعرف عبداللطيف الدعيج أن طريق الحرية والدفاع عن الثوابت الدستورية طريق مشيناه منذ سنواتنا الأولى مثلما اختطه أهلنا وأجدادنا، وسنظل سائرين فيه بإحساس المسؤولية وحفظ الوطن وأهله من شرور أنفسهم.
وأخيراً يعز علينا أن من يتهمنا بالعداء للحريات هو من شاركنا هذا الطريق.

محمد جاسم الصقر

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك