كانت مدينتنا ذهبا لانها لم يكن بها أناس يتكسبون على حساب الوطن وليس بها نواب طائفيون ولا قبليون ولا فئويون.. محمد الرويحل

زاوية الكتاب

كتب 1228 مشاهدات 0




 


كانت مدينتنا ذهبا! 
 
كتب محمد الرويحل
من منكم يتذكر الكويت قبل سنوات حين كنا لا نعرف الطائفية ولا القبلية ولا الفئوية، حين كنا نتفاخر بانتمائنا للكويت، من منكم يتذكر الكلمة الشهيرة التي كنا نتلفظ بها في كل مناسبة «كويتي وبكيفي» من منا يتذكر الساحات الترابية التي كنا نجتمع بها سنة وشيعة بدوا وحضرا لنلعب الكرة دون ان نشعر بان هناك فرقا بيننا من منكم يتذكر ويتحدث لابنائه عن تلك الايام التي كانت تجمعنا بكل اطيافنا دون ان يشعر أي منا انه غريب أو شاذ، ومن منا يحدث ابناءه عن تلك الايام الجميلة التي كنا اذا أخطأ كائن من كان اخوك أو قريبك أو ابن طائفتك أو ابن قبيلتك تقول له أخطأت دون ان ننجرف خلف تلك العصبيات الجاهلية.
لم نكن نسمع بفلان شيعي أو علان سني ولا هذا حضري أو ذاك بدوي، بل حتى القبليون لم نكن نسميهم بقبيلتهم، فعلا كانت مدينتنا ذهبا كانت ذهبا لانها لم يكن بها أناس يتكسبون على حساب الوطن وليس بها نواب طائفيون ولا قبليون ولا فئويون، كانت مدينتنا ذهبا حين كانت حكومتنا لا تساوم على وحدة المجتمع ولا تعبث بنسيجه الاجتماعي من أجل السياسة وكانت مدينتنا ذهبا حين كانت وسائل الإعلام تكرس كل إمكانياتها للحفاظ على الوحدة الوطنية، كانت مدينتنا ذهبا قبل خروج قنوات الفتن وصحافة المصالح الضيقة، كانت مدينتنا ذهبا قبل هذا العبث الخطير الذي ان استمر بهذه الطريقة سيجعل مدينتنا حطبا وليست كما كانت ذهبا، مدينتنا جميلة تتسع للجميع بشرط أن تكون هي الأول والأخير وهي السنة والشيعة وهي البدو والحضر بمعنى انها ذهب خالص لا تشوبه شوائب الطائفية والقبلية والفئوية فهل ننتفض لها ونرفض كل من يحاول ان يفرقنا ويشغلنا عنها لندمرها وندمر أنفسنا هل نقبل بان نكون أدوات سياسية أو أجندات اقليمية لندمر وطننا الذي احتوانا بكل فئاتنا وتكويناتنا؟ طبعا لا يمكن ان نقبل بذلك فالكويت ليست للبيع ولا هي بمسرح للفرقة والتشرذم وكانت وستبقى ذهبا رغم أنف الحاقدين والمرتزقة ذهب ذهب.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك