الطفل الثاني وغيرة الأول
محليات وبرلمانتجاهل بعض الأسر لمشاعره يؤدي لمخاطر عديدة
سبتمبر 14, 2010, 3:58 ص 2314 مشاهدات 0
يحاول الطفل 'خالد' أن يستغل فترة غياب والدته ليتسلل إلى غرفة أخته الصغرى 'منى' النائمة في سبات عميق، نظراته المصوبة نحوها مليئة بالحسد والغيرة والغضب الشديد، وكأن هذه الطفلة البريئة هي سبب تغير الأوضاع في منزله، لأنها أخذت كل شيء منه دون معرفتها، فالكل سعيد بقدومها إلا أخاها الأكبر، وأمامه لحظات سانحة ليبعدها عن طريقه ليسترجع مكانته الطبيعية التي فقدها بقدوم أخته الصغرى .
حكاية تتكرر دوما لدى بعض الأسر، فالأطفال لا يميزون بين الأخطاء عندما تختلط بهم مشاعر الغيرة والغضب ممن حولهم، ولصغر سنهم فهم لا يلامون على تصرفاتهم خاصة ان كانت الأسرة لاتعي ذلك، فالطفل الثاني يحضر للمنزل ليثير غيرة من سبقه بالحضور سواء كان أخاه الأكبر أو شقيقته الكبرى، و هي حالة تجلب السعادة والخوف في آن واحد ، حيث تشعر الأسرة بتغير تصرفات طفلهم منذ دخول هذا الفرد الجديد عليهم، فقد لا يتمالك بعض الأطفال من أنفسهم ويحاولون ايذاء أشقائهم بكل ما يسهل حمله، فتظهر تصرفاتهم واضحة للعيان و شدة الغيرة أبرزها، وربما تصل للكراهية من قلوبهم على الرغم ما يستلزم عليهم أن يبادلوا أخوتهم مشاعر الحب و الأخوة، و لكنهم لا يميزون هذه السلوكيات بسبب شعورهم بأن حقوق كثيرة سلبت منهم بمجرد قدومهم للحياة، وأهم المميزات التي يظنون أنها انتزعت منهم هي مقدار الاهتمام الذي كانوا يلاقونه قد قل بقدوم طفل آخر يليهم ، مما يجعلهم يظنون أنهم أصبحوا في المرتبة الثانية بعد أن كانوا ينالون كل الاهتمام و الحب من والديهم وخاصة من الأم.
وقد يتناسى بعض الآباء لتصرفاتهم، فتجد الأم تبالغ في إظهار فرحتها أمام طفلها الأول، وتجد الأب يبدأ مقارنته بمن هو الأجمل والأفضل لديه، حتى يكاد الطفل أن يصل لمحاولة التخلص منه بأي طريقة كانت حتى لو تصل للجريمة لعدم إدراكه لخطورة هذا الأمر، و لكنه يقوم بها لرغبته بإزاحته عن طريقه واسترجاع مكانته التي كان يتمتع بها قبل ظهور هذا المنافس له .
الطفل في هذه المواقف لا يجد أحدا من أسرته قادرا على فهم الحالة النفسية التي يمر بها، من خلال احتوائه من خلال التعامل وإعطائه المحبة والاهتمام من قبل والديه، ولا يتغير تعاملهم معه بعذر الانشغال بالطفل الجديد، أو إحداث بعض التغيرات في حياتهم بحضوره، إضافة يرى الطفل الأول الذي قد تصيبه الصدمة من هذه التغيرات أنه تمت إزاحة جميع المميزات عنه من قبل والديه، ومن المفترض أن تستمر معه نفس المعاملة بل يتم التركيز أكثر ويتم شرح و إيضاح أهميته ومكانته لدى أبويه التي لا يغيرها أي ظرف من الظروف، و محاولة بث المحبة في نفسه تجاه أخيه أو أخته الصغرى وأنه سيبقى الطفل الأول والأكبر والذي لا ينافسه بهذه المكانة أحد غيره، ولعل مع قدوم أطفال آخرين في المستقبل تبدأ حالة من تقبل وجودهم و يشعر بأهميتهم له ولوالديه معا وتبتعد عنه حالة الغيرة والغضب التي تنتابه في بداية الأمر.
الوسائل كثيرة لمعالجة هذه الحالة ولكن البعض يثير التساؤلات أو قد لا يبدي أي اهتمام لهذا الأمر، و تترك أحيانا للزمن لمعالجة الوضع وقد تكون نتائجها مجهولة وخفية، وربما تأخذ منحنى سلبي أو ايجابي على حسب شخصية الطفل وعمره وتأقلمه مع الأوضاع في منزله، إلا أن الاستعداد والتهيؤ لاستقبال طفل جديد في المنزل ومساعدة الطفل الأول على تقبله بهدوء دون إثارة حالة من الغضب أو الحزن أو العنف الذي قد ينتاب بعض الأطفال، وكل أسرة تتعامل مع طفلها بما تراه مناسبا أفضل بكثير من ترك الأمور على حالها و الصمت دون معالجة المشاكل التي يمرون بها خاصة الأطفال، فالأولاد لديهم احاسيس ومشاعر وليسوا دمى.
تعليقات