داعيا إلى الوقوف جميعا في وجه كل الأصوات الشاذة مهما كان مصدرها، .. د.محمد الهرفي يروي قصته مع الحبيب
زاوية الكتابكتب سبتمبر 14, 2010, 12:30 ص 2084 مشاهدات 0
قصتي مع ياسر الحبيب
د.محمد علي أحمد الهرفي
الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 - الأنباء
بدأت قصتي مع ذلك المخلوق عام 2004م عندما تلقيت رسالة من الرياض ومن شخص لا أعرفه حتى الآن وكانت محتويات الرسالة تضم شريطا وورقة مكتوبا فيها ما معناه: يا دكتور محمد استمع الى هذا الشريط لتعرف حقيقة القوم الذين أضعت وقتك وانت تعمل على التقريب بينهم وبين السنة.
وفعلا استمعت الى ذلك الشريط الذي كان عبارة عن محاضرة ألقاها ذلك الكائن في إحدى حسينيات الكويت واستمعت الى كلام تشيب من هوله الولدان! وما كنت أعتقد ان إنسانا مهما بلغ به الحقد أو الغباء أو أي شيء آخر ان يتلفظ بمثل تلك الأقوال أو حتى قريبا منها، فقد وصف أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – بأوصاف يندى لها الجبين، وعندما تحدث عن النار أكد ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبع في أسفلها، يعلوه أبوبكر الصديق رضي الله عنه ويعلوهما الشيطان! أي ان الشيطان في مفهومه أفضل منهما! وكلام آخر في هذا الاتجاه الخطير، وقال في نهاية كلمته – فضّ الله فاه – إن جميع ما ذكره إنما يمثل رأي الشيعة وطالبهم بالإفصاح عن ذلك علانية! هذا الكائن يرى ان من حق الشيعة سبي السنة لكنه يرى – أعماه الله – ان هذا الحق يمكن تأجيله بسبب الظروف العالمية الحالية!
زرت الكويت بعد ذلك لحضور مؤتمر أقامه التحالف الإسلامي الوطني هدفه بحث وسائل التقارب بين السنة والشيعة، وفي بداية كلمتي قلت للحاضرين: كيف تريدون منا نحن السنة أن نتقارب مع الشيعة وفي بلدكم مثل ياسر الحبيب وقد قال ما قال ولم نعرف ماذا فعلتم به؟! ثم أكملت كلمتي المقررة.
وبعد نهاية الكلمة أخبرني بعض الفضلاء ومنهم الشيخ حسين المعتوق وبعض أعضاء مجلس الأمة بأن الشيعة كانوا أكثر المستنكرين لما قاله ذلك المخلوق، وانهم رفعوا دعوى ضده، وتبرأوا منه في وسائل الإعلام وطالبوا بمحاكمته لأنه أساء لهم بصورة لا مثيل لها.
سررت بما سمعته، وتعاهدنا آنذاك على الوقوف في وجه كل الأصوات الحاقدة التي تبعد طوائف المسلمين بعضهم عن البعض الآخر.
عرفت بعد ذلك ان ذلك المخلوق غادر الكويت بطريقة مشبوهة وأقام في بريطانيا واستمر في بث سمومه بطرق متنوعة.
ولكن ذلك الكائن المعتوه عاد قبل بضعة أيام وبحسب ما نشرته «الأنباء» في 28 من رمضان يتحدث عن أم المؤمنين عائشة وعن صحابة رسولنا الكريم بحديث لا يقل سوءا عما قاله قبل سنوات، وكان ذلك بمناسبة احتفاله – أخزاه الله – بموت أم المؤمنين رضي الله عنها.
الصحافة الكويتية عبرت عن حالة الغضب التي سادت الشارع الكويتي، فوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أكد ان الجهات المختصة ستتخذ الاجراءات القانونية ضده، ومجموعة من أعضاء مجلس الأمة – سنة وشيعة – استنكروا وطالبوا بجلبه وعقوبته، وستون أكاديميا شيعيا وقعوا بيان استنكار وطالبوا بالتصدي للفتنة الطائفية، أما الشيخ حسين المعتوق أمين عام التحالف الإسلامي فقد أكد في بيان أصدره ان الحبيب لا يمثل الشيعة بأي وجه من الوجوه وان عامة المسلمين متفقون على حرمة المساس بعرض الرسول الكريم.
جمعية الإصلاح الاجتماعي استنكرت ذلك الفعل ومثلها منظمة النصرة العالمية التي طالبت بتوعية الطلاب بسيرة أمهات المؤمنين، وكذلك بمعاقبة ذلك الكائن على ما فعل، مطالبات بسحب جنسيته، وجلبه عن طريق البوليس الدولي، وغير ذلك من الأفعال التي شهدتها الساحة الكويتية إثر تلك الأقوال البشعة.
أمثال ذلك الكائن موجودون في كل مكان، وهم عبء على مجتمعاتهم، ولعلي أشبه ذلك الكائن بالمعتوه «تيري جونز» قس فلوريدا الذي أعلن انه سيحرق المصحف الشريف، أظنه كان يبحث عن الشهرة لأنه مغمور لا يشعر به أحد مثله مثل ياسر البغيض.. لكن كلا المعتوهين لم يعرفا نتيجة أقوالهما على الآخرين، بل على من ينتمي إليهما.. للأسف مثل تلك الأقوال الشاذة هي التي تنشر ويكون لها فعل السحر في نفوس عامة الناس.
أقوال المعتوه – ياسر – انتشرت في سائر أنحاء العالم خاصة بين المسلمين – سنتهم وشيعتهم – وسيقول الكثيرون: انظروا ماذا يقول الشيعة عن السنة وعن رموزهم.
المشكلة هنا ليست كويتية، بل وليست خليجية، ومن هنا تأتي خطورة تلك الأقوال الشاذة.
من أجل ذلك لابد من مواجهة هذه الفتنة بحزم وسرعة قبل استفحال خطرها، وحسن جدا ما قام به إخواننا في الكويت على المستوى الشعبي، وبقي ما يجب أن تقوم به الدولة.
ولعلي هنا أنوه بالبيان الذي صدر عن الشيخ حسن الصفار والذي نشرته بعض الصحف السعودية حيث استنكر ما قام به ذلك المعتوه وأكد انه لا يمثل الشيعة بأي حال.
من المهم محاصرة ذلك الكائن ومشروعه الآثم، من المهم معرفة مصادر تمويله والتضييق عليها أسوة بما يحصل مع الإرهابيين لأنه أكثر خطورة منهم.
ومن المهم ان تشرح جهات الاختصاص في الكويت للبوليس الدولي الذي يرفض التعاون معها خطورة ما يقوم به ذلك المخلوق ضد أمن الدولة ودول أخرى يعيش فيها المجتمع بكل طوائفه بأمن وسلام.
إن من مصلحتنا جميعا أن نقف في وجه كل الأصوات الشاذة مهما كان مصدرها، وعلى عقلائنا أن يعملوا على وحدة الصف لا تمزيقه، ويتفقوا على القضاء على الفتنة كي يعيش المجتمع بسلام.
تعليقات