'المقاهي الشعبية' ملتقى يحمل خصوصية كويتية، وأحد مظاهر الاحتفال بالعيد

محليات وبرلمان

2994 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

تعد المقاهي الشعبية احد المرافق التراثية الترفيهية والترويحية الفريدة من نوعها في الكويت وملتقى يحمل خصوصية لدى الشعب الكويتي وملاذا ليس للرعيل الأول من كبار السن والمتقاعدين فحسب بل للشباب والعائلات.
والمقاهي الشعبية التي كانت تنقل صور ومعالم الحياة الكويتية في الماضي وتصور حال 'الفريج' والساحات و'البراحات' التي كانت تعبر عن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر ايام زمان تجمع الناس لتجاذب أطراف الحديث والترفيه مع تناول استكانة الشاي 'بالغوري' والبيالات الصغيرة 'ام نقيطة' التي لاتزال تحتفظ بطعمها القديم دونما أي إضافات.
وقال الباحث في التراث الشعبي صالح المسباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) 'ان الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله كان صاحب فكرة اقامة المقاهي الشعبية وذلك تقديرا للرعيل الأول وبدأت النواة الاولى للمقاهي في عهده عام 1977 بانشاء مقهى القبلة الشعبي بجوار قصر السيف'.
وأضاف المسباح انه 'بعد ذلك شيدت الديوانيات العامة كديوانية الرعيل الاول منذ عام 1986 ثم ديوانية شعراء النبط والصيادين علما ان المقاهي الشعبية في البلاد لا يتجاوز عددها الثمانية وهي.. قبلة - شرق - السالمية - الصليبخات - ابوحليفة - يوم البحار - وكان آخر مقهيين افتتحا عام 2003 في الجهراء والفروانية'.
وذكر ان المقهى الثاني الذي تلا مقهى القبلة كان (الشرق) الذي دشن عام 1978 ثم (ابوحليفة) عام 1979 مشيرا الى ان مقهى الصليبخات الشعبي الذي انشئ بطلب وعلى نفقة الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله رحمه الله افتتح عام 1990 بينما اوقف العمل في مقهى فيلكا اثر الغزو العراقي الغاشم.
وبين ان هدف اقامة المقاهي الشعبية هو الحفاظ على الموروث الشعبي وعلى تقاليد المجتمع وعاداته اضافة الى تعزيز اطر التواصل والتكافل والترابط بين أفراد المجتمع الكويتي والأسرة الواحدة من خلال اللقاءات والتجمعات والاستمتاع بأوقات الفراغ.
وأشار الى ان تلك المقاهي أصبحت سمة يتميز بها الشعب الكويتي كجزء لا يتجزأ من عاداته و تقاليده ويمكن ملاحظة ذلك من شكل وتصميم واثاث المقاهي وكذلك نوع المشروبات والمأكولات وطبيعة الالعاب الشعبية التي تقدم بها باعتبارها تحفظ التراث من الاندثار واضاف ان هذه المقاهي تلقى استحسانا عند كبار السن والمتقاعدين كونها المكان الوحيد الأنسب لاستعادة الذكريات كما توفر لمرتاديها جميع الخدمات الترويحية من وسائل تسلية وترفيه مبينا ان الاقبال عليها يزداد في شهر رمضان بعد صلاة التراويح حيث تقدم فيها المشروبات الباردة والحارة والأكلات الشعبية التي توفر أجواء مميزة وخصوصا خلال أيام العيد.
واوضح المسباح ان المقاهي كانت سابقا مركزا لتجمع التجار والمواطنين والعمال الذين يتوجهون الى 'القهوة' حيث يجدون فيها النرجيلة والنامليت واستكانات الشاي فضلا عن تبادل الأحاديث الودية ومتابعة احوال الناس مشيرا الى ان المقهى الذي كان يقتصر انذاك على الرجال فقط شكل احدى صور التعارف.
واشار الى مظاهر العيد التي يمكن تلمسها في المقاهي الشعبية مثل وجود الألعاب الشعبية الكويتية القديمة المتمثلة بالمراجيح (الديارف) و(القلليبة) و(ام الحصن) وهي عبارة عن ألعاب قديمة تصنع من الخشب ثم توضع وتنصب في الساحات (البرايح) لاستخدامها في العيد.
وقال ان المقاهي الشعبية كانت تصور فرحة الأطفال سابقا وهم يعدون العيدية التي لم تكن تتجاوز آنذاك (الروبية) وتقدر حاليا ب75 فلسا كما كانت تمثل صورة معبرة عن حال 'الفريج' في السابق.
واضاف المسباح ان المقاهي اصبحت الآن توفر سبل الراحة لروادها من صالات كبيرة ومكيفة ومؤثثة بالكراسي الشعبية والمفروشات الخاصة بها اضافة الى التلفزيون ووسائل وأدوات التسلية الشعبية المعروفة لدى المجتمع الكويتي مثل (الدامة والدومنة والكوت بوستة).
واشار الى انها باتت تواكب جوانب التطور من خلال تخصيص أماكن للعائلات وصالات للعب وديوانيات للرجال كما توفر جميع المشروبات الساخنة الشعبية كالشاي والقهوة العربية والدارسين واللومي والزعتر والمرطبات بأسعار رمزية جدا لا تكاد تذكر كما يوجد فيها مسجد للرجال وآخر للنساء.
من جهتها تحدثت أم سالم نيابة عن النساء اللواتي يزرن المقاهي الشعبية قائلة انها اصبحت ملتقى للنساء وخصوصا كبيرات السن حيث تتوافر المطاعم وأماكن الترفيه 'والثيل' الأخضر.
وأضافت 'اننا وفضلا عن ذلك نمارس هواية المشي في الممشى الملاصق للمقهى بالهواء الطلق اذ اننا لا نفضل موضة المشي داخل المجمعات التجارية او الاسواق' داعية الى الاهتمام بالتراث الكويتي والمحافظة عليه.(

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك