كلاكيت ثاني و.. مرة.. جليب الشيوخ منطقة منكوبة ..عبدالله بوير يروي لنا جانبا من نكبتها

 المنطقة المنكوبة
 

تعتبر منطقة الحساوي (جليب الشيوخ) من المناطق المنكوبة، لأن الرقابة مفقودة والتجاوزات مستمرة والفوضى في كل شيء، ورغم الصرخات المتكررة والنداءات المتواصلة حول أوضاع هذه المنطقة الحزينة، فإن لا شيء تغير، والوضع يزداد سوءا وتدهورا، وكأن هذه المنطقة خارج خريطة دولتنا الحبيبة الكويت، فهناك إهمال في نظافة هذه المنطقة وأمنها وأمانها، ما جعلها بيئة خصبة للجرائم من السرقات البسيطة ومن ثم الى المخدرات والمشروبات الروحية وانتهاء بالدعارة والقتل العمد، حتى أصبحت مرتعا خصبا للجريمة، القمامة، أعزكم الله، في هذه المنطقة في الحوش، أحد المنازل التي دخلها بعض الأشخاص وإذا بالقمامة تملأ المكان حيث يقول أحد العمال ان هذه القمامة تصفى ويعزل منها الكرتون وعلب المشروبات الغازية والبلاستيك والألمنيوم والأسلاك وهكذا لتباع كخردة في السكراب، وسمعت قبل أيام من إحدى القنوات الفضائية الكويتية الخاصة جزاها الله خير عن تجاوزات هؤلاء الخارجين على القانون حيث يقومون بتذويب فئة 5 فلوس و10 فلوس ومن ثم يتم تحويلها الى قطعة نحاس ومن ثم تباع الى التجار.
وفي إحدى الغرف في هذه المنطقة اكتشف أن العمال حوّلوها الى مطعم تقدم فيه الوجبات البنغالية، وهذا المكان بعد ان ينتهي العمل في السوق المجاور وبالتحديد عند التاسعة مساء يغلق بابه ليتحول الى غرفة نوم لعدد من البنغاليين القائمين على المطعم.

سوق الحرامية الذي تحدثت عنه في مقالي السابق هو ذاته السوق المجاور، وهذا السوق كل شيء يباع فيه من بطارية الهاتف المحمول الى قطع غيار السيارات ومن أعواد تنظيف الأذن الى الغسالة ومن مخدة النوم المستعملة الى غرفة المعيشة أو غرفة النوم الكاملة، وإذا بأحد الوافدين الذين يتسوقون هناك قال هنا كل ما يباع مسروق وكل شخص بإمكانه ان يسرق ويُسرق.

في هذه المنطقة خياط في الشارع، شيء طبيعي يكون من غير ترخيص، فكل متر مربع في منطقة جليب الشيوخ يستثمر ويتم تأجيره، هذه حقيقة وليست خيالا، وحتى الشارع يؤجر، وما فعله أحد البنــغال باستــئجار مكان لماكينة الخياطة أمام أحــد المحــال التجارية يؤكد ذلك، حيث يقول ان إيجــاره الشهري 30 دينارا ومدخوله ممتاز لاســـيما ان موقــعه على الشــارع الرئيــسي. العمالة الوافدة التي جاوز عددها في منطقة الجليب 280 ألفا تقــــريبا، وفق إحـــصائية المعلومات المدنية. هناك مدن ومنــــاطق تتميز بالشكل العمراني أو بعادة معيـــ-نة لأهلـهــا وهكذا أيضا منطقة جليب الشيوخ تحاول جــاهدة أن تضع بصمة في الأشكال العمرانية أو الزخرفة «البنغالية» والمتمثلة في توصيل الكيبلات وأسلاك التلفون والدش من عمارة الى عمارة أخرى ولمسافات بعيدة، وما يلفت الانتباه فعلا ان الشارع يتزخرف بالأسلاك.

فالمسؤولية مشتركة بين وزارة التجارة والبلدية ووزارة الشؤون والداخلية أيضا فالكل مسؤول عن سوء أوضاع هذه المنطقة بشكل خاص وسوء أوضاع البلاد بشكل عام جراء تكدس العمالة، وهم كذلك مسؤولون أيضا عن تشويه صورة حقوق العمالة أمام حقوق الإنسان ومنظمات العمل الدولية.

نتمنى أن نجد للمسؤولين دورا في هذه المنطقة المنكوبة وان تطبق فيها القوانين كما تطبق في باقي مناطق دولتنا الحبيبة الكويت دون استثناء.

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحكومتنا الرشيدة.