د.حسن عباس يستهجن ويستنكر تمسك «الشاب» المعمم بالسب والشتم ، ويؤكد أن ذلك مناقضا للرأى الشيعي بضرورة التقريب والوحدة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 9, 2010, 12:37 ص 2197 مشاهدات 0
د. حسن عبدالله عباس / ياسر الحبيب وشتائمه
د. حسن عبد الله عباس
إصرار عجيب لدى ياسر الحبيب على السب والشتم وقول البذاءات، إصرار أقل ما يقال بشأنه انه غير مقبول ومستنكر ومستهجن ولا يمت إلى المذهب الشيعي بصلة! فهذا الرجل يدعي أنه يحمل عمامة المشيخة ورجال الدين ولكنه في الوقت نفسه يُصر على الشتم وكأن رجال الدين الشيعة غير متخصصين ولا هم لهم سوى هذا!
أعلم أن أكثر ما يلفت بالرجل هو صورته كشيخ دين، ولكن للأمانة ليس المهم مقدار ما يحمله الرجل من علم، أو الأشواط الدراسية التي قطعها في الحوزات العلمية بمقدار فهمنا للسبب والقصد من وراء الإصرار على قول البذاءات، والتي بسببها حُكم عليه بالسجن وبات اليوم هارباً ويعيش خارج الكويت! فلو كانت مسألة السب لدى الشيعة مبدئية ومصيرية ولأجلها يموت الإنسان المخلص والمتفاني في المذهب واعتقاده أنه عمل رسالي وبهذا الاسلوب يقدر على إيصال صوت الحق عالياً، فلو كان الأمر كذلك ويعتقد الحبيب بهذا الشكل لكان لزاماً عليه ومن باب نشر هذا الفكر ولخدمة ما يدعيه أن يقبل بحكم القضاء الكويتي ويدخل السجن ويُنفذ الحُكم ليكون مثالاً يُحتذى به عند أصحاب المبادئ ولا يخشى وبحسب اعتقاده في الله لومة لائم!
طبعاً هذا النقاش والاستفهام لم أقصد منه عدم استيعاب ما يريده الحبيب ولكن من باب «وما تلك بيمينك يا موسى». بمعنى أن الشيعة لا يعتقدون بالسب كأصل من أصول مذهبهم بل على العكس تماماً لأن مساحة التسامح لديهم واسعة جداً. فأكثر ما يميز مذهبهم عن غيره هو مسألة التقية والتي تجيز للمرء أن يُخفي معتقداته في حالات الضرورة وفيما لو لزم التضييق السياسي والأمني وإن ما لُوحق وهُدد بالتعذيب والقتل!
المعروف عن العلماء الشيعة حثهم على التواصل والتقارب، ودفعهم لأتباعهم إقامة العلاقات، وتبادل الزيارات والأعمال الوطنية. بل أفتى بعضهم باستحباب مؤكد للصلاة الجماعية، وبهذه المناسبة توجد كلمة جميلة وأظنها تُنقل عن السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه بأن الصلاة خلف الإمام السُني مجزِئة وصحيحة كصحة الصلاة لمن صلى خلف الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم! والكثير من علمائهم توسع في مفاهيم الوحدة والسعي للتقارب بآراء فقهية مستحدثة تجيز للعوام الانخراط في مجتمعاتهم بصورة أكثر انسيابية دينياً، كجواز السجود على ما لم يُجز سابقاً مثل السجّاد، أو التغاضي عن بعض الأفعال الصلاتية المستحبة مثل القنوت (من المستحبات المؤكدة بحسب الرأي الشائع)! ما أقصده أن الآراء الفقهية العلمية كلها تصب في خانة التقارب والوحدة الإسلامية، ولقد أنشئت لهذا السبب مدارس ومراكز ومنتديات ومحافل إسلامية متخصصة للدعوة لوحدة المسلمين خصوصاً في هذا الوقت الذي تتكالب على الأمة مصائب ومكائد الصهاينة!
بالنتيجة أن تمسك «الشاب» المعمم بالسب والشتم مناقض للرأي الشيعي الشائع والسائد القائل بضرورة التقريب والوحدة، فهو عملٌ بلا شك مستغرب ومرفوض! فإصرار الحبيب على السب يقع خارج الإطار العقدي والمذهبي ورأيه الشخصي هذا ليس بأكثر من عقدة يحملها للتشفي ولغرض الانتقام السياسي!
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات