للمرة الثانية.. استقالة الفضالة برأى عبدالعزيز القناعي تكشف أن التيارات السياسية ماهى إلا واجهات للدعارة الكلامية والكذب الرخيص!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 9, 2010, 12:30 ص 756 مشاهدات 0
التحالف الوطني واللعب مع الكبار
Thursday, 09 September 2010
عبدالعزيز القناعي
تعتبر التيارات السياسية في الكويت وهي قريبة نوعا ما إلى عمل الأحزاب السياسية غير المنظمة بمثابة حالة تبين مسيرة الوضع العام للمجتمع الكويتي ومدى نفوذ أو انحسار الإقبال الجماهيري على الأفكار والمبادئ التي يطلقها أصحاب هذه التيارات ومنها ما هو وطني أو طائفي بشقيه، أو متلون وعلى حسب الحاجة، وحادثة خالد الفضالة واستقالته من التحالف الوطني، أو كما يروج على الساحة المحلية بوجود خلافات ومصالح طغت على العمل الوطني الصحيح مما حدا بسقوط هذا التحالف وإعادة الانتخابات، تعتبر هذه الحادثة دليلا صحيا ومؤشرا قويا على وجود المصالح والاختلافات في الرؤية لأعضاء التجمعات السياسية المختلفة في الكويت، وقد يكون للشعارات البراقة مفعولها فقد خدعت المواطنين بما يسمعونه أو يرونه من مظاهرات واعتصامات حتى الليل المتأخر، ولكن وبنفس الوقت هناك من يعقد الصفقات ويبيع الوطن من أجل حفنة من المال أو من أجل المناصب القيادية والنفوذ، إن تداعيات هذه الأخبار لاشك سوف تلقي الضوء على باقي التيارات السياسية ومن يساندهم، سواء كانوا أطراف حكومية أو برلمانية، وستضعهم أمام المواطنين بصورة غير التي يريدون، فقد اقتنعوا ـ أي أصحاب التيارات والأحزاباً أن المواطن الكويتي راعي شعارات وأوهام يكفيه شعارات حب الوطن والحفاظ على المال العام وحماية النشء والأسرة الكويتية وبالمقابل فان أصحاب هذه الدعايات الإعلامية هم المستفيدون حقيقة من الثمن وما يقبض من أجل رفع الأصوات أو خفضها، إن التحالف الوطني كغيره من التيارات السياسية ظهر على الساحة لظروف الإصلاح ومعالجة الأخطاء من وجهة نظر معينة، ولكن ما يشوب مسيرة أي تيار سياسي أو حزبي من الاستمرار هو في تغيير الأهداف لمصالح فئات خاصة وفقدان البوصلة الصحيحة لقياس الرأي العام وما يريده المواطن الكويتي فيصبح درب الخديعة واللعب مع الكبار ونسيان الصغار هو السمة الغالبة .
لقد وضعت الأحداث المحلية الأخيرة ومنها خطة التنمية ومشاكلها الاقتصادية وأيضا بروز الجانب الوطني وما يعصف بالوحدة الوطنية للمجتمع الكويتي من تعصب طائفي وبروز عناصر القبلية والإسلامية، جميع التيارات السياسية أمام معضلات حقيقية تمثلت بتضارب المصالح واختلاف الرؤى والتوجهات، هناك قيادات في تيارات لها مصالح مشتركة مع الحكومة وأجهزتها من خلال المناقصات أو الشركات المسيطرة على السوق وفي نفس المكاتب التنفيذية لهذه التيارات ظهر ما يعرف بالإصلاحيين أو الدماء الجديدة والتي غالبا ما تكون ليس لها علاقة بالمصالح التجارية وهذا ما خلق نزاعات وتضاربا في التوجهات .
لقد أثبتت حادثة الاستقالة بان التيارات السياسية في الكويت وربما جميعها ما هي إلا واجهات للدعارة الكلامية والكذب الرخيص والمملوء بأقبح الصفات وأذمها تصرفا، فجميع التيارات السياسية من إسلامية ووطنية تحكمها في تصرفاتها أجندات مختلفة ودوافع عديدة لآرائها ومواقفها، وقد كان لدور مجلس الأمة ونوابه في احتضان ورعاية التيارات السياسية ذلك الدعم السخي في تقوية هذه الشبكات العنكبوتية وإظهارها بصورة مغايرة عن حقيقتها، لقد أصبح الوطن سلعة تباع وتشترى في فترات مختلفة من الزمن وعلى أيدي هذه التيارات السياسية وبحسب مصالحهم، لقد فقد الكل الطريقة الصحيحة للتعامل مع هموم ومشاكل المواطنين، فأفرزت لنا الساحة المحلية ذلك الزبد المر والذي يعبر عن حالة من الإخفاقات المتتالية، فاختفت الدعائم الحقيقية للديمقراطية والحريات وباسم هذه التيارات السياسية مرة أخرى، وظهرت من بعدها الصفقات والتحالفات لبيع الوطن باسم الوطنية، فالكل يريد أن يربح ويستفيد والجميع يريد أن يلعب مع الكبار .
تعليقات