45 ألف مصلًّ احتشدوا في المسجد الكبير
مقالات وأخبار أرشيفيةسبتمبر 8, 2010, 5:49 م 6079 مشاهدات 0
في ليلة قد تكون الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أو الختامية لليالي الأواخر من رمضان هذا العام، احتشد 45 ألف مصلٍ في مسجد الدولة الكبير وفقا لما أعلنه نائب رئيس اللجنة الإعلامية في العشر الأواخر بالمسجد فلاج العجمي لتوديع هذا الشهر الكريم والتضرع بين يدي الله سبحانه وتعالى أن يبلغهم رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وقد رُدَّ إلى الأمة ما سلب منها واستعادت قدسها الشريف، وأن يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وأن يرد العصاة منهم إليه ردًّا جميلًا.
وقد اعتاد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على اعتبار ليلة التاسع والعشرين الليلة الختامية، تحسبا لما قد يظهر لهيئات الرؤية الشرعية الرسمية ، فيحرص قرَّاء كتاب الله على ختمه والتبتل بدعاء الختم بين يدي رب العالمين سبحانه وتعالى، وتوديع ليالي وأيام ذلك الشهر العظيم بالعَبَرات المسكوبة والحزن على فراق النفحات الربانية التي تعم جموع المسلمين .
هذه الأجواء التي عاشها ليل المسجد الكبير مساء أمس، إذ بدت أعمدة المسجد وأركانه باكية لفراق الضيف الحبيب، مودعة مع المصلين ليالي جميلة تزوره في العام مرة واحدة ... ومن يدري أنه ستدركها مرة أخرى أولا.
وفي صوت مختلط بحزن عميق كبًّر إمام المسجد في ليلة التاسع والعشرين الشيخ القارئ مشاري العفاسي تكبيرة الإحرام ليعلن البدء في الصلاة، وقد قرأ من بداية جزء تبارك إلى نهاية سورة نوح وأمَّ المصلين في الركعات الأربع الأولى، أما الركعات الأربع الثانية وركعات الشفع والوتر فقد أمَّ المصلين فيها القارئ الشيخ خالد السعيدي، وقد شهد دعاء القنوت بكاء وعويلا وصياحا وتذللا لله رب العالمين.
وقد تخللت خاطرة إيمانية للداعية الشيخ أحمد القطان دعا فيها جموع المصلين إلى المحافظة على فريضة الصلاة طوال العام وليس في رمضان فقط، لأنه 'من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت'، مستغربا من الذين يحرصون على صلاة القيام ثم هم ينامون عن صلاة الفجر والذين يحرصون على الصلاة في رمضان ثم لا تراهم في المساجد إلا في رمضان المقبل!.
ودعا القطان الأمة الإسلامية إلى حسن توديع شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن الصحابة كانوا يودعون رمضان في ستة أشهر ويستقبلونه في ستة أشهر لتكون السنة كلها عندهم رمضان، ولفت إلى قول مأثور لابن مسعود رضي الله عنه يقول 'من هذ المقبول فنهنيه؟ ومن هذا العاصي فنعزيه؟' في إشارة إلى الرابحين والخاسرين في هذا الشهر العظيم.
وعطر القطان خاطرته بأبيات شعر ودع بها الشهر الكريم، وقد طرب لها الحضور، لا سيما مع أدائه الخلاب لها.
ومن جهته أكد الشيخ خالد السعيدي أهمية الساعات القلائل المتبقية من عمر رمضان، مبينا أنها من أعظم الأوقات التي تمر بها الأمة الإسلامية، وقال : إن ما تتيحه العشر الأواخر من زاد تربوي وإيماني للمسلم الصائم القائم تعين الأمة كلها على مواصلة مسيرتها ودورها في الشهود الحضاري وقيادة الإنسانية نحو طريق ربها.
وأشاد السعيدي بالروح الإيمانية التي تعم الشارع الكويتي في تلك الأيام المباركة، داعياً الله عز وجل أن تدوم وتعم الجميع طوال العام.
وأشار السعيدي إلى أن المسجد الكبير يزداد إشعاعاً كل يوم، بل صار معلماً لدولة الكويت، وأضاف : إن جهود القائمين على المسجد الكبير وتهيئتهم لكل المرافق للعبادة فضيلة ستظل زاخرة في قلوب المصلين، وأجرها وفضلها محفوظ عند رب العالمين.
كما وجه الشيخ السعيدي التهنئة إلى سمو أمير البلاد وسمو وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية والشعب الكويتي بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، متضرعاً إلى الله بالقبول من الجميع وأن تعم بلاد الإسلام والمسلمين البركة ودوام الطاعة.
بدورها أكدت رئيسة اللجنة النسائية العاملة في العشر الأواخر بالمسجد الكبير العنود البطي أن العشر الاواخر في مسجد الدولة تعتبر أهم الأحداث الايمانبة التي يمر بها المسجد الكبير بل الكويت قاطبة، اذ تجتمع فيه عشرات الالوف من المصلين والمصليات الذين يحرصون على احياء هذه الليالي المباركة ،مشيرة الى التفاعل الايجابي من جموع المصلين لا سيما النساء اللائي يكن عادة الاكثر عددا لحرصهن على مشاهدة العرس الايماني ومعايشة لحظاته المباركة .
وكشفت العنود عن وجود اكثر من 230 متطوعة من الفتيات والاخوات الحريصات على المساهمة في هذا الحدث بجانب 21 موظفة تابعة للمسجد الكبير شكلوا خلية نحمل تعمل دون كلل او ملل ابتغاء الاجر والمثوبة من الله تعالى ،مشيدة بدور المرأة الكويتية التي تعتبر سباقة الى التنمية المجتمعية ومساهماتها الفاعلة في كافة الأنشطة الوطنية والإيمانية .
وقالت البطي : بفضل الله تعالى وتوفيقة تمكنت فرق العمل النسائبة العاملة والمتطوعة بالمسجد الكبير من اداء رسالتها على اكمل صورة ،مشيرة الى ان هذا النجاح انما جاء ثمرة جهد جهيد بعد توفيق الله عز وجل وترتيب منذ عدة أشهر ، وبينت ان اللجنة النسائية قسمت المتطوعات الى عدة لجان باشراف الموظفات المتمرسات كلجنة التنظيم ولجنة الخدمات ولجنة التوثيق والمتابعة ، لتعمل في عدة قطاعات في جهة الابواب والممرات والموجهات وغيرها .
وشكرت البطي كافة المتطوعات والعاملات اللائي ضربن مثالا طيبا للمرأة الكويتية للعمل الايماني المبارك ،كما شكرت المتهجدات على تعاونهن المثمر والذي سهل مهمه الجميع وخرجن من هذا العرس الايماني بصورة مشرفة .
ومن جهته كشف الموجه العام لفريق الجوالة الكويتية إبراهيم العيد عن عدد المشاركين في خدمة المصلين في العشر الأواخر من رمضان بالمسجد الكبير، قائلا إنه بلغ 150 جوالا بينهم 15 فتاة، وتم تقسيم الفريق إلى قسمين أحدهما لليالي الفردية، والآخر لليالي الزوجية، مؤكدا أن مشاركة الجوالة في خدمة المصلين في مسجد الدولة الكبير هي إحدى مجالات الخدمة العامة وتنمية المجتمع، وتعتبر جزءا من منهج الجوالة، إلى جانب المجالات الوطنية والاجتماعية والرياضية والصحية... إلخ، وأضاف العيد أن هذه المشاركة قائمة منذ أن أسس المسجد الكبير.
وأكد العيد أهمية دور الجوالة الذين يعملون من أجل راحة المصلين، كما يقومون بتنظيم مواقف السيارات التي تحيط بالمسجد الكبير، ومنها مواقف بنك الكويت الوطني والساحة الترابية لبنك الكويت المركزي ومواقف حسينية معرفي.
كذلك يقوم الشباب بتوزيع مياه الشرب على المصلين في الشوارع الجانبية ونقل المصلين بالحافلات من مواقفهم البعيدة إلى مسجد الدولة ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عملية الإرشاد إلى المرافق والأماكن الخاصة بالرجال أو النساء وتوزيع المصاحف وكتيبات الأدعية وفرش السجاد للمصلين في ليلة الـ27 من رمضان، والليالي التي تشهد زحاما كبيرا، وغير ذلك من الخدمات التي يقوم بها الجوالة والدليلات وقادة فرق الجوالة.
تعليقات