مصختوها ..عنوان مقالة عبداللطيف الدعيج متهما الجماعات الدينية باستغلال واقعة الحبيب من أجل التكسب السياسي والإعلامي

زاوية الكتاب

كتب 2770 مشاهدات 0





ترى مصختوها 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
الجماعات الدينية ونوابهم ممن ازعجونا باستنكار تفاهات السيد ياسر الحبيب وخرابيطه مطالبون قبل التعبير عن شعورهم وانتصارهم «الزائف» للدين ولرموزه ان يثبتوا لنا اين الاساءة المباشرة التي يزعمونها للدين او للرسول او للصحابة. كيف يؤثر لغو ياسر الحبيب وسفاهته في من هو مبشر بالجنة اصلا؟ وما الضير الذي سيسببه شتمه هذا او ذاك؟! أليس كفرا بحد ذاته تصور ان ياسر الحبيب سيغير خاتمة الائمة والصحابة وزوجات الرسول؟! أليس كفرا الايحاء بان ما يتفوه به سيحدد مصير امهات المؤمنين او يؤثر في ميزان هذا الصحابي او ذاك..؟! ان الذين يتناولهم ويتعرض لهم توفاهم الله، وحدد قدرهم منذ زمن.. فكيف ستسيء اليهم او الى شعورهم رسالة «فاكس» او تعليق في «اليوتيوب».؟! الله اصطفى رسوله، فكيف يؤثر في الرسول او عليه رسم في هولندا او النرويج..؟! كيف يكون لكلمة من نكرة في اقصى بقاع الارض هذا التأثير والفعل الجبار؟! كيف لرسم في جريدة مغمورة باللغة «الدنسكوية» - لمن لا يعرف ما هي- و%99.999 ممن استنكروا او تظاهروا انتصارا للرسول لا يعرفون ما هي، فإنها لغة الدانمرك او الجريدة التي يشاع انها شتمت الرسول، كيف لرسم بالجريدة واللغة المغمورتين ان يقلب الدنيا وان يسيء، كما يزعم، الى مليارات المسلمين، وقبلهم بالطبع الرسول وزوجاته وصحابته؟!
الجماعات الدينية تستغل سذاجة البعض وجهل الكثيرين من اجل التكسب السياسي والحضور الاعلامي. المؤسف ان هذا التكسب يجري على حساب الوطن وفي تعارض والمصلحة الوطنية التي يتشدق بحمايتها وتأصيلها الكثير من النواب.
أعلنوها صريحة وواضحة كما هي. انتم تدافعون عن معتقداتكم، وتنتصرون لطريقة فهمكم وتفسيركم للدين. وتحمون ما ألفتموه صدقا او تلفيقا، تحمونه من نقد الاخرين وتفنيدهم. لهذا فان الصراع الدائم بين السنة والشيعة او حاليا بينكم وبين ياسر الحبيب هو حول حقائق يعتقد بها هذا الطرف ووقائع ينكرها ذاك. ليس هناك خلاف على المبادئ او تعارض في الاعتقاد بالاصول، فالكل يدّعي الايمان «بالله واليوم الآخر»، والكل يقدر الصحابة واهل البيت.. وفهم الاكثرية الساحقة من المؤمنين يختلف عن فهمكم الايديولوجي، وهنا بيت القصيد وهنا الخلاف والشقاق الوحيد.

عبداللطيف الدعيج

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك