160 ألف مصلٍّ شهدوا ليلة الـ 27 بالمسجد الكبير

مقالات وأخبار أرشيفية

3046 مشاهدات 0


في محفل إيماني مهيب حفته الخشية والتبتل بين يدي رب العالمين، وفي ظل أجواء روحانية صافية، ازدان مسجد الدولة الكبير بـ160 ألف مصل شهدوا ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك امتلأت بهم ساحاته، حسب تصريح رئيس اللجنة الإعلامية للعشر الأواخر بالمسجد علي عبد الله شداد الذي أشاد بالتنسيق المبهر والتنظيم الذي ساهم في اخراج هذه الليلة المباركة على اكمل صورة ، مؤكدا أن كل  الجهات الرسمية والأهلية المشاركة في العشر الأواخر، بالإضافة إلى إدارة مسجد الدولة الكبير، استنفرت لهذه الليلة التي تشهد سيلًا من المتهجدين يتوافدون من شتى أنحاء الكويت للعيش في هذه الفيوضات الربانية بهدف التماس ليلة القدر التي وُعد من أقامها إيمانا واحتسابا بمغفرة ما تقدم من ذنوبه.
وبالفعل كما يقول شداد : كان المشهد مغايرًا هذه الليلة، فقد بدأت جموع المصلين تتوافد إلى ساحات المسجد، من قبل صلاة العشاء، وانهمر سيل المصلين بشكل ملحوظ بعد انتهاء صلاة التراويح في مساجد الكويت، في حوالي الساعة الثامنة والنصف، استعدادا لصلاة التهجد التي ستقام بعد منتصف الليل بربع الساعة! وقبل دقات الحادية عشرة كانت ساحات المسجد قد امتلأت عن آخرها، واضطر القائمون على فرش السجاد لبسطه أمام المصلين في الساحات والطرقات المحيطة بالمسجد والتي زودت بمكبرات صوت عملاقة ليتسنى للمصلين فيها متابعة الإمام والتمتع بالقراءة.
وثمن شداد جهود رجال البث التلفزيوني الذي شهد تميزا وإبداعا هذا العام طوال ليالي العشر الأواخر من رمضان، مشيرا إلى الإقبال الشديد على متابعة هذا النقل الحي ممن لا تواتيهم الفرصة للحضور، ومن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إذ كثيرا ما يتساءل الأشقاء في بعض الدول العربية والإسلامية في مكالمات هاتفية خاصة عن كيفية إدارة هذه الجموع الغفيرة والتعامل معها وتقديم كل هذه الخدمات لها، منبهرين بهذا العمل الدؤوب المخلص.
وكانت الصيحة التي نظمت هذه الجموع الهائلة في صفوف متراصة خلال ثوان معدودة هي 'الله أكبر' التي أعلنها القارئ الشيخ خالد السعيدي الذي يتميز بالانفعال المعبر بمعاني آيات القرآن الكريم ليؤم المصلين في الركعات الأربع الأولى، وقد قرأ من بداية سورة الأحقاف، وفي الركعات الأخر أمتع القارئ الشيخ مشاري بن راشد العفاسي الجميع بأدائه الخاشع الراقي من سور الفتح والحجرات وق، وأبكاهم في الدعاء وبكى بكاء صاحبه اختناق أوقفه عن الدعاء أكثر من مرة، وفي القراءة حتى عاشوا في حياة أخرى، ناسين كل ما حولهم، في حالة من التبتل وتوديع شهر رمضان.
أما الداعية اللامع ذو الجماهيرية العريضة الشيخ أحمد القطان فقد ألقى خاطرة إيمانية بين الركعات نادى فيها جموع المصلين، قائلا: أيها المجاهدون، في تأكيد على أن حضور هذا المشهد العظيم هم عند الله من المجاهدين، محلقا بهم في سورة الأحقاف التي تناولت فضيلة من أعظم فضائل الإيمان ألا وهي بر الوالدين، لافتاً إلى أن من أعظم البر بالوالدين صلاح الأبناء وحرصهم على الوقوف في صفوف المصلين بين يدي رب العالمين، وأولئك لا خوف عليهم مما هو آت، ولا حزن عليهم مما فات.
وذكر القطان جملة من الآلام والمصاعب التي تواجهها الأم في الحمل والولادة، فهي حملت ثم وضعت ثم أرضعت، ولذلك استحقت الوصاية بها ثلاث مرات، أمك ثم أمك ثم أمك، داعياً المصلين إلى أن يتخيلوا أمًّا تترك ولدها ساعة ولادته، فكيف له أن يأكل ويشرب وينظف نفسه ويتفاعل مع بيئته، وقال إنه يتغذى من دمها لبنًا، ولما تشتد أسنانه تتحمل عضه دون سأم أو ملل، داعيا جمهور المصلين إلى حمد الله على أعظم نعمة ألا وهي أنهم ولدوا لآباء مسلمين.
وختم القطان بأن مثل هذه الأعمال الصالحة هي التي تستحق الفخر بها، في إشارة إلى قول الله عز وجل 'إني تبت إليك وإني من المسلمين'، وليس المسلمون الذين يفجرون الناس ويؤذونهم، ويروعون أمنهم.  

ومن جهته ثمَّن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل عبد الله الفلاح أداء الوزارة والجهات المشاركة في الليالي العشر الأواخر من رمضان بالمسجد الكبير، لاسيما في ليلة السابع والعشرين التي استقبل المسجد خلالها عددا هائلا من المواطنين والمقيمين على أرض الكويت، والذين توافدوا مبكرا تلمسا لليلة القدر المباركة، ولم يكن من السهل أبدا إدارتهم وخدمتهم وتيسير انتقالهم من المسجد وإليه، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم للوقوف بين يدي الله إلا بعد جهد جهيد وترتيب مسبق يضمن سلامة الجميع .
واعتبر الفلاح الجهود المبذولة في المسجد الكبير في العشر الأواخر من رمضان صورة من الصور الحقيقية للمجتمع الكويتي الذي يتميز بوسطيته وترابط لُحمته المجتمعية، وبيَّن أن المسجد الكبير بما فيه من عمل رائد يعد مفخرة للأمة كلها، سائلا المولى عز وجل أن يكلل أعمال الخير هذه بالنجاح ويصبغها بصبغة الإخلاص.
وأشار الفلاح إلى الترابط الوثيق الذي يميز الشعب الكويتي بكل أطيافه وطوائفه، والذي تمثل جليا في حضور رجل الدين الشيعي راضي الحبيب إلى المسجد الكبير وصلاته خلف الإمام ، لتصل إلى العالم أجمع رسالة تدحر من يريد إثارة النعرات الطائفية والقبلية في دولة الكويت، وتظهر هذا التلاحم الكويتي الكبير، متقدما بالشكر إلى الشيخ الحبيب على هذه المبادرة الطيبة.
وختم الفلاح بالدعاء إلى الله عز وجل أن يبلغ الجميع ليلة القدر، وأن يديم على الكويت وأهلها هذه النعم، وهذا الترابط الأخوي، في ظل القيادة الحكيمة لنوخذة الكويت سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، وأن يعيد هذه الأيام المباركة على الكويت والأمة الإسلامية جمعاء بالخير واليمن والبركات.

بدوره أبدى الشيخ فهد جابر الأحمد إعجابه بالجهود المبذولة في المسجد الكبير، مؤكدا أنه علامة مميزة لأهل الكويت، قائلا: 'ولله الحمد فإني من الحريصين والمواظبين على اغتنام فرصة العشر الأواخر، وخاصة ليلة السابع والعشرين، ولا أترك صلاتها بالمسجد الكبير منذ سنين طويلة'.
وشدد الشيخ فهد على ضرورة التماس فضائل رمضان المبارك الذي جعل الله تعالى أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، مشيرا إلى أنه شهر التراحم والتزاور، لاسيما مع أولي الأرحام الذين وصى بهم المولى عز وجل.  
وشكر الشيخ فهد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على حسن ترتيبها ورعايتها لهذا الحدث الإيماني المتميز، كما شكر وسائل الإعلام الكويتية على تغطيتها وتفاعلها مع هذا العرس الإيماني المبارك.
وتقدم بأسمى التهاني إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء والشيوخ وأعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتي والمقيمين والأمة الإسلامية بمناسبة الليلة الفضيلة واقتراب حلول عيد الفطر السعيد أعاده الله على الجميع بالصحة والعافية، داعيا الله عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه. 

ومن جهته أعلن منسق الطوارئ الطبية عبدالعزيزبوحيمد أن عدد الحالات التي راجعت عيادات الطوارئ الطبية في المسجد الكبير ليلة أمس السابع والعشرون هي 178 حالة نقل منها خمس حالات الى المستشفيات المجاورة. 

الآن:فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك