75 ألف مصل في ليلة الخامسة والعشرون
مقالات وأخبار أرشيفيةالعوضي: نحذر من الدعوات اللوطية باسم الحريات
سبتمبر 4, 2010, 12:51 م 1063 مشاهدات 0
رسم 75 ألف مصلٍّ زحفوا إلى مسجد الدولة الكبير حسب إعلان رئيس اللجنة الإعلامية علي عبد الله شداد رسموا لوحة إيمانية تصعب على ريشة أي فنان متميز مهما أوتي من مهارة وإبداع، لما حوته من فيوضات روحانية، ونفحات ربانية، كانت مرآة تعكس الوازع الديني الذي يحرك الجموع المؤمنة على أرض هذا البلد الطيب إلى هذا الملتقى الإيماني العملاق، وتبرز للعالم أجمع هذا التلاحم البديع الذي يتسم به المجتمع الكويتي.
وقد شهدت الطرق المحيطة بالمسجد حركة غير عادية لسيارات الخدمات، المتمثلة في سيارات الشرطة والمرور والإسعاف التي تراصت على حافة الطرق على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي طارئ، بالإضافة إلى الحافلات التي بدأت منذ وقت مبكر في نقل المصلين من مواقف السيارات المحيطة بالمسجد إلى ساحات الصلاة، بدلا من أن تتحرك هذه السيارات فرادى فتسبب زحاما كبيرا، فضلا عن أن اللجان المشرفة على فرش السجاد قد تضطر إلى فرش هذه الطرقات لاستيعاب السيل المتدفق من المصلين قبل البدء في الصلاة وخلالها.
وفي ناحية القبلة، وعلى يسار المتوجه إلى ساحة دروازة عبدالرزاق، وبجوار البوابة الأميرية، تقف سيارة البث التلفزيوني المباشر لتحكي للعالم أجمع حكاية مجتمع عريق الإيمان، تكسوه الصبغة الإيمانية التي لا تعرف تفرقة بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالكل يأتم بإمام واحد ويتحرك حركة واحدة، ويسكن سكنة واحدة، ويصيح صيحة واحدة 'آمين' في وقت واحد.
وتفاعلا مع الحدث فان المواقف العامة للسيارات والساحات القريبة من المسجد تفتح أبوابها مجانًا طوال الليالي العشر لاستيعاب سيارات المصلين، بعد أن كانت مواقف السيارات عبر سنوات طويلة تمثل مشكلة كبيرة تؤرق المصلين، إلى درجة أنها كانت تمنعهم من شهود هذا المحفل الإيماني.
ومع إعلان عقارب الساعة انتصاف ليل الكويت كانت ساحات المسجد كلها ممتلئة عن آخرها بجموع المصلين، وتأهب الجميع للدخول في الصلاة بعد 15 دقيقة، إذ اعتادوا أن تبدأ الصلاة بعد منتصف الليل بربع الساعة، كما هو معلن عنه من قَبل في جدول صلاة القيام بالمسجد الكبير الذي عممته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر مختلف وسائل الإعلان، ونشرته على موقعها الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية، مترقبين صوت الإمام ليعلن الوقوف بين يدي الرحمن والقيام للصلاة، وكان الإمام في الركعات الأربع الأولى من هذه الليلة هو القارئ الخاشع فهد الكندري الذي استهل قراءته بسورة الفرقان، وقد اتسمت قراءته بالهدوء الخاشع الذي تنجذب إليه القلوب وتتغذى به الأرواح.
وفي الركعات الأربع الأخرى أمَّ المصلين القارئ الشيخ مشاري بن راشد العفاسي الذي قرأ من سورتي الشعراء والنمل، وتضرع إلى الباري عز وجل في دعاء القنوت بعد انتهاء هذه الركعات الأربع، وفي ركعات الشفع والوتر، إذ انهمرت لدعائه العيون في البكاء، وتعالت الأصوات مؤمنة تعتصر قلوبها خشيةً وتبتلًا.
وبعد انتهاء الركعات الأربع الأولى استمع الحضور إلى خاطرة إيمانية حلق فيها الشيخ الداعية نبيل العوضي في سورة الشعراء ، اذ اشار الى جملة من القصص القراني التي وردت في السورة المحكمة في ومضات نورانية سريعة بين فيها ان التاريخ البشري كثيرا ما يعيد نفسه لافتا الى ان الانبياء من لدن ادم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم رسالتهم واحدة ترتكز على التوحيد مضيفا ان الحقيقة القرآنية التي شدد عليه القرآن الكريم ان الغالبية من الناس يتفلتون من الايمان في قوله تعالى ' وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ' مشاهدة ملموسة في دنيا الناس على مر العصور والازمان .
واشار الشيخ العوضي الى أن قصص القرآن في سورة الشعراء ختمت جميعها مؤكدة عزة الله تعالى وحكمته في قوله تعالى ' ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم ' ، وعرج العوضي على ما كان من موسى عليه السلام وقومه وكيف وقعوا في فخ اليأس والقنوط بقولهم لموسى ' انا لمدركون' وكان جواب موسى عليه السلام جواب الواثق من وعد الله تعالى ' قال كلا ان معي ربي سيهدين ' وسرعان ما جاء الفرج من عند الله تعالى بعد أن تمكن الياس من قلوب بني إسرائيل، إذ جاء الأمر بضرب البحر بالعصا فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ومر موسى عابرا بأمان وأغرق فرعون ومن معه جميعا .
وذكر العوضي بما كان من قوم لوط الذين قلبوا فطرة الله تعالى وانتكسوا على رؤوسهم فكانت العقوبة من جنس العمل ' فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود' محذرا من دعوات بعض منتكسي الفطر في عصرنا الحالي والذين يريدون ان يعيدوا ما كان من قوم لوط باسم الحريات الشخصية .
ودعا العوضي الى التفكر في قصص القرآن الكريم والتعرف على مصارع الاقوام الغابرة وكيف كان النصر والتمكين من حظ اهل الايمان واتباع الانبياء، مؤكدا أن من يفعل ذلك تهن عليه الدنيا كلها.
واستغرب ممن يغدق الله سبحانه وتعالى عليهم النعم ثم هم يكفرون بالله وبدلون نعمة الله كفرا.
تعليقات