50 ألف في الليلة الثالث والعشرون من أواخر رمضان

مقالات وأخبار أرشيفية

994 مشاهدات 0


القراوي: جهود المؤسسات الرسمية والأهلية لخدمة المصلين تجري على قدم وساق.

العوضي: سيبقى البشر عاجزين عن خلق ذبابة أو استعادة ما تسلبه.

احتضن مسجد الدولة الكبير ليلة أمس التي وافقت ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك (الرابعة على التوالي من ليالي العشر الأواخر من رمضان) 50 ألف مصلًّ حرصوا على الحضور مبكرا منذ ساعات الليل الأولى رغم ما شهدته البلاد من ارتفاع نسبي في نسبة الرطوبة، في مشهد يعكس الأجواء الإيمانية والروحانية التي تكسو الكويت في هذا الشهر الكريم، لاسيما في هذه الأيام.

حضر الصلاة جمع غفير من كبار الشخصيات يتقدمهم وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإنابة مطلق القراوي الذي حرص على الحضور مبكرًا وقام بجولة تفقدية في جنبات وساحات المسجد للوقوف على استمرارية الخدمات والتجهيزات التي أُعدت لتوفير الأجواء المناسبة وسبل الراحة للمتهجدين، إذ أشاد بالترتيب والتنظيم الذي يظهر في جنبات المسجد الكبير لاستقبال المصلين على مدى ليالي من العشر الأواخر من رمضان والذي اعتبره صورة مشرقة يظهر وجه الكويت الحضاري، ويأتي بشكل يتناسب والوجه الحضاري للمسجد الذي يعد معلما دينيا وحضاريا لدولة الكويت، مثمنا دور الجهود الشعبية المتمثل فيما يؤديه المتطوعون الذين يقفون جنبا إلى جنب مع إخوانهم في إدارة المسجد، بالإضافة إلى الجهات المشاركة الأخرى.ووصف القراوي العمل في المسجد بأنه قائم على قدم وساق، وشمل جملة من التجديدات تضمنت الصيانة الكاملة للساحة الشرقية، وترتيب الممرات وشبكة الإمدادات الكهربائية والتغيير الشامل لسجاد المسجد.وأشار إلى أن المسجد يعمل بكل طاقاته وإمكاناته من أجل تهيئة الأجواء الإيمانية للمصلين وتوفير سبل الراحة والأمان لهم.وشكر القراوي الجهات المشاركة في هذا العرس الإيماني، وكذلك المتطوعون، وخص بالشكر بنك الكويت الوطني وبنك بوبيان ومكتبة البابطين، وحسينية معرفي لفتح مواقف السيارات الخاصة بها أمام جموع المصلين.

وفي أجواء صمت فرضه الخشوع، خيمت على المكان في الساعة الثانية عشرة والربع سرى صوت الإمام الشيخ مشاري العفاسي، مكبرا تكبيرة الإحرام ليعلن البدء في الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى لأداء الصلاة.

حلق العفاسي بالمصلين في بستان سورتي الأنبياء والحج التي بدأت مصورة مشهدا من مشاهد يوم القيامة، إذ لا فرق بين الناس أمام الله سبحانه وتعالى، فالكل سواسية كأسنان المشط، في إشارة من رب البرية سبحانه وتعالى إلى أن الجميع في هذه الدنيا عند الله سواء، لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وفي الركعات الأربع الأخيرة وركعات الشفع والوتر أمََّ المصلين القارئ فهد الكندري الذي أمتع الحضور بقراءته من سورتي الحج والمؤمنون، بالإضافة إلى دعائه الباكي الذي أدمى القلوب وأجهش العيون، لاسيما وهو يدعو للوالدين، ويناجي الله تعالى، راجيا رحمته ومغفرته، إذ تعالت الأصوات مؤمنة خلفه في تفاعل كبير.

وبعد الركعات الأربع الأولى ألقى الشيخ الداعية نبيل العوضي خاطرة إيمانية دعا فيها المصلين إلى ضرورة التحلي بصفات اهل الإيمان التي ذكرها الله تعالى في بداية سورة المؤمنين والتي أهمها الخشوع في الصلاة والقيام بها كمن يودع دنيا الناس، أو أنها آخر صلاة له في الحياة، وتساءل قائلا: فمن يدري لعل الله تعالى لا يبلغ الإنسان صلاة أخرى بعد هذه الصلاة؟

وأوضح العوضي أن سورة المؤمنون ذكرت قصة الخلق الأول ومراحل خلق الإنسان بتفصيل معجز، إذ أشارت السورة إلى أدق مراحل الخلق وأكدت أن مرجع الناس الى الطين والتراب، مشيرا إلى انه عبر هذه الرحلة الإنسانية من يتصف بالصفات التي ذكرت في أول السورة فسيكون من الوارثين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون، داعيا إلى ضرورة الوفاء بالعهد الذي بين الإنسان وربه وهو تحقيق العبودية الكاملة لرب الأرض والسماء والإحسان في معاملة الخلق.

وزاد أن سورة الحج بها من الآيات الكونية ما يدعو إلى التدبر والتأمل والوقوف مع النفس ومن لا يؤمن وهو يسمع هذه الآيات فلن يؤمن أبدا، فمن ذا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض؟ مشيرا إلى أن الله عز وجل ضرب مثلا في آخر السورة بأحقر المخلوقات وهي الذبابة ولم يضربه بالفيل ولا بالحوت ولا بأضخم المخلوقات متحديا الخلق بان يخلقوا مثل تلك الذبابة ولن يستطيعوا، ويسِّهل عليهم التحدي فيدعوهم إلى استعادة ما يسلبهم الذباب إياه، مؤكدا أنهم لن يستطيعوا! فهم اضعف من ذلك، لافتا إلى أن سجدة التلاوة في الصلاة أعظم من غيرها على اعتبار أن السجود هو تلبية لأمر الله عز وجل الذي رفضه اللعين الطريد إبليس عندما أمر بالسجود لآدم، لافتا إلى أن السجود يرقى بالإنسان إلى مراتب العبودية الحقة لله تعالى ويقهر الشيطان.

الآن - فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك