أحمد عيسي يعتبر غبقات الشيوخ هدر ا للمال العام وتواصلا اجتماعيا على حساب الدولة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2010, منتصف الليل 1272 مشاهدات 0
كلٌ له غبقته
أحمد عيسى
بدا واضحا من صور الغبقات والتغطيات الصحافية لها أن جميع التيارات السياسية تربطها علاقة ود مع الحكومة من جهة، وفي ما بينها من جهة أخرى، وهو أمر لا نجده منعكساً على حالنا السياسي، فالمعارض والموالي جمعتهما نفس الصورة الجماعية والتي ضمت قياديي التيارات السياسية مع أقطاب الحكومة والمجلس.
على وزن 'كل شيخ وله طريقة'، وفقاً للإخوة الصوفيين، فإننا في الكويت نرى يومياً منذ بداية شهر رمضان المبارك أن كل شيخ من شيوخنا وله غبقة، ومثلما شيوخ الصوفية كثر ولكل منهم طريقته في إيصال العلم لمريديه، فإن شيوخنا أيضا كثر ولكل منهم غبقته التي يجمع فيها مناصريه.
لكل شيخ عندنا غبقته وأسلوبه في الدعوة، فهذا ينشر الدعوة في الصحف، وذاك عن طريق الرسائل القصيرة عبر الهاتف النقال، وبينهما من يرسل دعواته بالبريد الخاص لتصل إلى المدعوين شخصياً، وهناك من يتصل ليدعو أو يكلف مكتبه الاتصال بمدعويه.
مثار الحديث أن الأسرة الحاكمة أعلنت استقبال المهنئين بحلول شهر رمضان المبارك في أول يومين منه، إلا أن أبناء الأسرة وكعادتهم الرمضانية راحوا يقيمون حفلات الاستقبال والغبقات الواحد منهم تلو الآخر وبشكل منفرد، وناتجها جميعا هدر للمال العام وتواصل اجتماعي على حساب الدولة، مع العلم بأن معظم من شاركوا في حفلات الاستقبال المختلفة هم نفس الأشخاص من شخصيات عامة وقياديين وإعلاميين.
الديوان الأميري شكر المهنئين واعتذر عن سوء التنظيم، ولأنه أعلى جهة بروتوكولية في البلاد، ولديه إمكانات مادية وبشرية مهولة، فإنه رغم ذلك لم يحسن إدارة حفل استقبال، ما يجعلنا نتساءل عن قدرة الحكومة مجتمعة على إدارة البلد، إلا أن هذا ليس موضوعنا اليوم، فما يعنينا السبب الفعلي لهذا الصرف الذي صرفه أبناء الأسرة الحاكمة على التواصل الاجتماعي مع الناس، خصوصاُ أن معظم حفلات الاستقبال أقيمت في فنادق خمس نجوم.
الصحف بدورها نشرت صور حفلات الاستقبال والغبقات، وكل منها تسابق الى كسب رضا الداعي، فهذه أفردت لهذا الشيخ صفحة ملونة وصفحتين لشيخ آخر، لأن معيار النشر مرتبط بالدرجة الأولى بنفوذ الشيخ وموقعه على مستوى القرار، بدليل عدم حصول شيوخ آخرين على نفس المساحة، اضافة الى أن بعض الشيوخ انتهزوا الفرصة للتصريح وإيصال رسائلهم المتعلقة بما يدور من أحداث، رغم أنهم على تواصل يومي مع وسائل الإعلام وفي ظل وجود ناطق رسمي للحكومة.
ومن الأسرة الحاكمة وأبنائها إلى التيارات السياسية، فقد بدا واضحا من الصور والتغطيات الصحافية أن جميع التيارات السياسية تربطها علاقة ود مع الحكومة من جهة، وفي ما بينها من جهة أخرى، وهو أمر لا نجده منعكساً على حالنا السياسي، فالمعارض والموالي جمعتهما نفس الصورة الجماعية التي ضمت قياديي التيارات السياسية مع أقطاب الحكومة والمجلس، بل إن ذات الابتسامة والترتيب يكاد يتكرر في جميع الصور، وكأن جميع التيارات حصلوا على ذات الصورة مع تغيير وجوه القياديين، رغم أن بين المجتمعين بالصورة ما صنع الحداد، لكنه شهر رمضان المبارك، شهر الغبقات السياسية والنفوس المتصالحة والقلوب الصافحة والأيادي الممدودة... للخير طبعاً.
تعليقات