البلالي: الصيام مدرسة عظيمة توقظ الشعور الإنساني

مقالات وأخبار أرشيفية

المسجد الكبير استقبل 60 ألف مصلًّ في الليلة الثانية من العشر الأواخر

884 مشاهدات 0


توافدت على باحات المسجد الكبير منذ ساعة مبكرة من ليل أمس جموع المتهجدين والقائمين لإحياء الليلة الثانية على التوالي من ليالي العشر الأواخر من رمضان، في مشهد إيماني يتأهب له مسجد الدولة الكبير في كل عام، وقد جاءت الوفود مشتاقة للطاعة وإحياء هذه الليلة والعيش في هذا الجو الإيماني المهيب، والاستمتاع بما يتلى من آيات الذكر الحكيم على ألسنة ثلة من القراء الكويتيين المتميزين، بالإضافة إلى التزود بالعلم النافع والموعظة الحسنة من دعاة ربانيين، ولوحظ تضاعف الأعداد بشكل كبير، مقارنة بالليلة الأولى، إذ بلغ عدد المصلين 60   حرصوا على الحضور مبكرًا، لاغتنام النفحات الإيمانية التي أودعها الله عز وجل في هذه الليالي المباركة.  
وقد كبَّر المصلون تكبيرة الإحرام، إيذانا بالبدء في الصلاة خلف القارئ خالد الجهيم الذي أمتع الحضور بقراءته التي استهلها بالآية الـ 35 من سورة الكهف وحتى الآية الـ 74 من السورة نفسها في الركعتين الأولى والثانية، ومن الآية الـ75 من سورة الكهف وحتى نهاية السورة في الركعتين الثالثة والرابعة، وكان لافتا للقلب قبل النظر ما اتسمت به التلاوة من خشوع.
أما الركعات من الخامسة وحتى الثامنة فقد حلَّق القارئ المحبوب ذو الجماهيرية العريضة في العالم العربي والإسلامي الشيخ مشاري العفاسي فيها بجموع المصلين في بستان سورة مريم عليها السلام من أولها وحتى الآية الـ 64 في الركعتين الأوليين، ومن الآية الـ 56 من سورة مريم إلى الآية الـ 37 من سورة طه، ورفع بعد ذك أكف الضراعة للباري عز وجل بأن يتقبل الصلاة والصيام والقيام، راجيا الرحمة والمغفرة لجموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد تعالت أصوات الأفئدة مؤمنة خلف العفاسي الذي ألهب القلوب في صورة إيمانية بديعة.
وبعد انتهاء الركعات الأربع الأولى جلس الجميع يتدارسون كتاب الله، متلمسين أن تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة وتتنزل عليهم السكينة، وهم يستمعون إلى الداعية الشيخ عبدالحميد البلالي في خاطرة إيمانية ركز فيها على جملة من القيم الإيمانية السامية التي يخرج بها المسلم الصائم من مدرسة رمضان، مؤكدًا أن أهم ما يخرج به الصائم من هذه الشعيرة العظيمة هو تقوى الله عز وجل، تحقيقا لقول الله تعالى 'لعلكم تتقون'.
وأضاف الداعية البلالي أن الصيام يوقظ الشعور الإنساني في النفس البشرية، ويذكر المسلم بنعم الله الكثيرة ومنها نعمة الشبع، إذ إنه يشعر بحال الفقراء المعدومين الذين يحرمون من الطعام أحيانا.
وحث البلالي جموع المصلين على اغتنام هذه الأيام المباركة والتماس ليلة القدر التي تعدل في عبادتها أكثر من 83 عاما، داعيا الله عز وجل أن يمتع بلاد المسلمين عامة والكويت خاصة بنعمة الأمن والإيمان.

الآن - فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك