نحن نعيش أزمة أخلاق برأى الشيخ علي الجابر ملقيا باللائمة على بعض النواب والكُتاب ومقدمي البرامج التليفزيونية
زاوية الكتابكتب أغسطس 28, 2010, 11:55 م 1483 مشاهدات 0
أزمة أخلاق
علي الجابر الأحمد
تدني مستوى الأخلاق الذي يشهده واقعنا اليومي لم نر له مثيلاً من قبل، والملاحظ أنه أخذ بالانتشار الواسع، والبركة في بعض النواب والكتاب ومقدمي البرامج التلفزيونية، فأصبحنا نشاهد ونسمع اموراً لم نعهدها في الشارع وفي العمل وحتى في المنزل وكأن ما يعرف بالاخلاق مسألة غدت من الماضي، ناهيك بالمتغيرات التي دخلت على واقعنا من الانفتاح الثقافي الكبير والعولمة والفضائيات والانترنت، وكان نصيبنا منها الجانب السلبي الذي اثر في تدني مستوى الاخلاقيات العامة، فكل ما حولنا يشير إلى أننا نعاني من ازمة اخلاق كبيرة، فالألفاظ التي تخدش الحياء نسمعها في الشارع والاماكن العامة وكأنها شيء متعارف عليه، وفي المدارس تخلى التلاميذ عن براءتهم وتراهم يتحدثون بأمور نستغرب سماعها، وكثير من الشباب لم يعد للحكمة وجود لديهم واصبحت الرعونة واللامبالاة والتحرش منهجاً يفتخرون به، عزز من ذلك ما تنشره بعض الصحف ووسائل الاعلام التي تشحن الشباب بالحقد والكراهية واستخدام الالفاظ السيئة وتداولها بدلاً من دعوتهم الى التبصر والمنطق والسير في الاتجاه الصحيح، فالمشكلات الاخلاقية افرزت جانبا سلبيا على الفرد والمجتمع، يضاف الى ذلك ما جاء به الانترنت والموبايل ليزيدا في تشويه منظومة الاخلاق والثوابت والقيم والمبادئ ومظاهر عدة لأزمة الاخلاق تتمثل في الانتكاسة الحاصلة بين الابناء والآباء وعدم احترام الصغير للكبير والتهاون في قيم العمل، وتدني مستوى الحوار بين الصفوة والقدوة فما بالنا بالآخرين ناهيك بالمفردات اللغوية السىئة التي يتم تداولها ولغة الهزل والابتذال، وغدت العصبية هي المسيطرة في مجتمعنا، نتمنى على جميع الاخوة الكويتيين ان يترفعوا عن الالفاظ والمفردات السيئة التي اضحت شائعة لديهم للاسف رغم انها لم تكن في قاموس الآباء والاجداد الذين حرصوا كل الحرص على العناية والاهتمام بأصول التربية الحسنة المستمدة من شريعتنا الغراء ومبادئنا وتقاليدنا التي نفتخر ونعتز بها، فكان نتاج جهدهم ثمراً يانعاً عزز من القيم الاجتماعية وساعد على خلق مجتمع سليم معافى .
فيا حبذا لو استدركنا اخطاءنا وصححنا هذا الاعوجاج اللا أخلاقي السائد حالياً، قبل ان تستفحل هذه المشكلة وتضحى ظاهرة تلقي بآثارها السلبية على تعاملاتنا، سيما وان الدين معاملة فلندفع باللتي هي احسن، ولنتذكر دوما اننا ككويتيين ننحدر من نسل رجال اعتزوا بالخصال الحميدة والاخلاق الرفيعة وكانت البطولة والشيم الحسنة ملتصقة دوما بهم، نريد ان نعلم ابناءنا كل ما هو حسن لا أن نعلمهم كل ما هو سيئ .
نأمل في حملة تتكاتف بها جهود الجميع نسعى من خلالها الى تطبيق القوانين والتشريعات التي تضبط مسار حياتنا وتشدد على الجانب الاخلاقي منها، فالمدرسة يجب ان تعود الى مكانها الاول من حيث التربية والتعليم، وكذلك عودة المنزل والاسرة الى مكانهما الاصلي وتركيز الوالدين على رعاية ابنائهم ورقابتهم والاشراف المباشر على تربيتهم، بالاضافة الى تشريع حزمة من القوانين وتعديل القائم ليتناسب مع هذا العصر ويتلاءم مع سلوك المجتمع الحالي، والحد من الانتشار الواسع للتكنولوجيا السيئة التي تطيح بالاخلاق وتنحدر بها الى حافة الهاوية، باتخاذ هذه المعايير والعمل على تطبيقها نأمل في القضاء على أزمة الاخلاق التي تفشت في مجتمعنا بشكل اصبح نذير شر علينا وعلى الاجيال المقبلة .
كثيراً ما تم التحدث في هذا الموضوع لكتاب الصحافة ولاستغرابنا من الحال التي وصلنا لها نكرره لأهميته حتى ينصلح الحال فليست هذه من شيمنا ولا من اخلاقنا .
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً
تعليقات