'إتجاهات' يرصد مواقف 'الشعبي' خلال دور الانعقاد الثاني

توحدت في 20 قضية من أصل 24 وتعد الأكثر تماسكا وانسجاما بين الكتل

* قدمت ثلاثة استجوابات لثلاثة شيوخ ومساءلة العبدالله هي الأقوى
* تمثل أحد جناحي المعارضة في البرلمان والطاحوس قدم الاستجواب الثاني للمحمد
* وقعوا على جميع طلبات طرح الثقة وأيدوا 'الوطني' في الرياضة
* خلافـ 'الخصخصة' ظهر للعلن في قاعة عبدالله السالم بين السعدون وبقية أعضاء الكتلة
* ندوتي البراك والطاحوس حضرها آلاف المواطنين وشهدت مسيرات احتجاجية هي الأكبر في البلاد
* البراك حمل لواء الدعوة إلى حل مجلس الأمة مع الطبطبائي على قاعدة أن' المجلس الحالي الأسوأ'.

يطلق مركز اتجاهات للدراسات والبحوث (اتجاهات) تقريره الثالث عن اتجاهات تصويت ممثلي الكتل البرلمانية في مجلس الأمة بعد فض دور الانعقاد الثاني في إطار محددات البحث العلمي المنهجي، وبعيداً عن الانحياز لأي توجهات أيديولوجية أو فكرية أو سياسية في إطار قيم الموضوعية والاستقلالية من واقع جداول ونتائج التصويت على 24 قضية تم اختيارها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الموضوعات التي تصدت لها الكتلة خلال دور الانعقاد، وكان المركز قد أطلق تقريرين مماثلين عن كتلتي التنمية والإصلاح والتجمع السلفي، وفيما يلي تقرير حول أداء كتلة العمل الشعبي.

بدأ دور الانعقاد الثاني لمجلس الأمة بينما كان عدد أعضاء كتلة العمل الشعبي ثلاثة نواب ، هم : رئيس الكتلة و زعيمها النائب المخضرم احمد السعدون ، و الناطق الرسمي باسم الكتلة النائب مسلم البراك ،والنائب خالد الطاحوس الذي فاز بعضوية المجلس للمرة الأولى في انتخابات مايو 2009 ، وجرت العادة على احتساب النائب الصيفي مبارك الصيفي ضمن أعضاء الكتلة منذ بداية الفصل التشريعي الثالث عشر على الرغم من انه لم يعلن انضمامه إليها بشكل رسمي ، على النحو الذي جرى مع النائب علي الدقباسى الذي انضم إلى صفوف الكتلة رسميا في يناير 2010.
و هكذا باتت الكتلة توصف بعد انضمام الدقباسي الى صفوفها بـكتلة ' 4 + 1' ، وهي ' أحد جناحي المعارضة الرئيسيين في البرلمان '، كما تتسم بقدر هائل من النشاط في اداء الأدوار المنوطة بهم كما هو الحال في كتلة التنمية والإصلاح ، و يسري ذلك على كل الوظائف المنوطة بالنائب ، التشريعية و الرقابية.
على الصعيد الرقابي، خرج من الكتلة ثلاث إستجوابات في دور الانعقاد الثاني الأول لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على خلفية اللوحات الإعلانية والثاني لوزير الأعلام الشيخ أحمد العبدالله على خلفية عدم تطبيق قانون المرئي والمسموع والثالث لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر الحكومة على خلفية قضية التلوث وبذلك تكون كتلة العمل الشعبي قدمت نصف استجوابات دور الأنعقاد الثاني البالغ عددها 6، ويعد الاستجواب المقدم للوزير العبدالله هو الأقوى حيث حصل النائب علي الدقباسي على 22 مؤيدا لطلب طرح الثقة بالوزير مقابل 23 رفضوا تأييدها

'تحليل اتجاهات التصويت'

- لا يستطيع أي مراقب منصف أن ينكر اضطلاع كتلة العمل الشعبي بدور كبير على الصعيد الرقابي، و يكفي للتدليل على ذلك الإشارة إلى انه من بين ستة استجوابات قدمت في دور الانعقاد الثاني حظيت الكتلة وحدها بنصيب الأسد إذ قدمت ثلاثة من بين الاستجوابات الستة رغم أن نوابها يمثلون 10% من قوة المجلس التصويتية.
ـ الاستجوابات الثلاثة التي قدمتها الكتلة كانت لشيوخ من أبناء الأسرة الحاكمة ، و هو أمر مهم إذ تحظى الاستجوابات التي تقدم عادة لوزراء شيوخ بأهمية أكثر.
ـ واحدا من هذه الاستجوابات الثلاثة قدم إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ، و هو الثاني لسموه خلال دور الإنعقاد، بعد الاستجواب الذي قدمه النائب فيصل المسلم ـ يلاحظ اصطفاف الكتلة بجميع أعضائها خلف كل الاستجوابات التي ترتب عليها تقديم كتاب بطرح الثقة في الوزير المستجوب ، سواء كان الاستجواب مقدما من الكتلة أو من غيرها ، إذ أيد النواب الخمسة : السعدون ، البراك ، الدقباسى ، الطاحوس ، الصيفي كتاب عدم التعاون مع رئيس الحكومة في أعقاب استجواب فيصل المسلم ، كما أيدوا سحب الثقة من كل من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بعد الاستجواب الثاني المقدم من عضو الكتلة النائب مسلم البراك بشأن اللوحات الإعلانية ، ووزير الإعلام وزير النفط الشيخ احمد العبد الله بعد الاستجواب المقدم من عضو الكتلة نفسها النائب على الدقباسى .
ـ لم يتوقف إجماع الكتلة عند حدود الاستجوابات ، بل امتد ليشمل غيرها من أدوات الرقابة البرلمانية و على رأسها تشكيل لجان التحقيق ، إذ أيد النواب الخمسة بالإجماع تشكيل لجنة التحقيق في عقود طوارئ الكهرباء لعامي 2007 و 2008 ، في حين بدا هنالك تباينا في الآراء حيال مقترح إحالة قضية تقييم أصول مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلى ديوان المحاسبة الذي اعترض عليه السعدون و الصيفي و أيده الدقباسى و البراك و غاب عن التصويت عليه خالد الطاحوس .
ـ اظهر أعضاء الكتلة قدرا عاليا من الالتزام بالقضايا التي تمثل أولويات بالنسبة إلى السلطتين التشريعية و التنفيذية ، بدا واضحا في إجماع النواب الخمسة على تأييد مشروع قانون الخطة الإنمائية للدولة ، لكنهم عادوا و رفضوا ـ بما يشبه الإجماع الخطة السنوية ـ في غياب الصيفي ـ و ترتب على ذلك بطبيعة الحال الإجماع على رفض مشروع قانون الموازنة العامة للدولة ، و من ثم التصويت ضد مطلب الحكومة بفتح الاعتماد التكميلي على عدة أبواب في الموازنة .
ـ رفض الأعضاء الخمسة مشروع لجنة الشباب و الرياضة في المجلس بشان قانون التوافق مع ميثاق اللجنة الاولمبية الدولية
ـ أيد النائب أحمد السعدون قانون الخصخصة فيما رفضه باقي أعضاء الكتلة ، رغم إقتراحهم ل18 تعديلا كشرط لتأييده ، و رغم الأخذ بالكثير من هذه التعديلات إلا أن الخلاف بين السعدون والنواب الأربعة في وجهات النظر حول القانون خرج للعلن تحت قبة عبدالله السالم، و تكرر هذا الأمر نفسه مع قانون صندوق المتعثرين الذي شهد الانقسام بالنسبة ذاتها ( 1 : 4 ) .
ـ وفي قانون شراء فوائد قروض المواطنين ، الذي أيده النواب الخمسة بالإجماع في المرة الأولى التي اقره فيها المجلس و صدر بقانون ، عادوا جميعا إلى التصويت لصالحه في المرة الثانية عندما ردته الحكومة إلى المجلس بمرسوم مسبب .
0كتلة العمل الشعبي تعتبر من أكثر الكتل إلتزاما وانسجاما في التصويت والمواقف تحت قبة عبدالله السالم من بين الكتل البرلمانية إذ أنسجم أعضاءها في التصويت على 20 قضية من أصل 24 محل البحث وبنسبة 83% .

'أنشطة الأعضاء'

ساهم أعضاء الكتلة في 656 نشاطا بمتوسط 131,2 لكل عضو وبنسبة 16,4% من إجمالي الأنشطة البرلمانية حيث ساهم أعضاء الكتلة في 135 اقتراحا بقانون و 250 اقتراحا أثناء الجلسة و 102 رغبات كما قدموا 155 سؤالا منهم 22 لوزير المالية مصطفى الشمالي ومثلهم لوزير النفط والإعلام الشيخ احمد العبد الله وهو ما يفسر تركيز الكتلة على قضايا النفط وتطبيق قانوني المطبوعات والمرئي والمسموع وجاء الوزير الثالث الأكثر استهدافا بالأسئلة ' الشعبي ' وزير الصحة حيث تلقى 21 سؤالا وهو ما يترجم اهتمام الكتلة بملف الخدمات الصحية.

'أبرز قضايا و مواقف الكتلة'

- عقد النائب مسلم البراك ندوة جماهيرية حاشدة في ديوانه بمنطقة الأندلس على خلفية قضايا الوحدة الوطنية تبعتها مسيرة سلمية شارك فيها ألاف المواطنين تقدمها نواب الشعبي ونواب آخرين ،كما عقد النائب خالد الطاحوس في ديوانه في منطقة العقيلة ندوة مماثلة حضرها الآلاف وشارك فيها نحو 20 نائبا.
_ رفضت كتلة العمل الشعبي حضور الاجتماع التشاوري الذي دعا إليه رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لنقل رسالة حملها له سمو الأمير إلى النواب ،و تذرعت بعدم وجود جدول واضح للاجتماع و قال الناطق باسمها النائب مسلم البراك ان سمو الأمير يملك حق استدعاء اى نائب و في اى وقت للاستماع إلى توجيهات سموه كما ان الدستور لم يعط رئيس المجلس صلاحية نقل الرسائل .
- قادت الكتلة حملة لتمديد دور الانعقاد عبر الدعوة إلى رفض مشروع الموازنة العامة للدولة الذي يشترط إقراره قبل رفع الدورة ، و أصدرت الكتلة بيانا بهذا المعنى أيده 29 نائبا ، لكن هذا التكتيك فشل ، و مرت الميزانية و رفع دور الانعقاد في موعده المقرر .
- أعلنت الكتلة عن رفضها أسلوب الحكومة في التعامل مع القضية الرياضية و اعتبرت إخلاء وإغلاق مقر اتحاد كرة القدم بالأغلال والسلاسل لا يقل عن خطأ الاستيلاء عليه، وأعلنت الكتلة عن تأييدها للاستجواب الذي قالت كتلة العمل الوطني أنها تعتزم تقديمه إلى رئيس الوزراء حول الشأن الرياضي.
- حمل النائب مسلم البراك ـ بالتعاون مع زميله في كتلة التنمية والإصلاح وليد الطبطبائي لواء الدعوة الى حل مجلس الامة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة ، على قاعدة ان ' المجلس الحالي اسوأ مجلس في تاريخ المجالس المتعاقبة.
- يحسب للنائب مسلم البراك تبنيه قانون المعاقين بقوة ومتابعته حتى إقراره في خلال دور الأنعقاد الثاني.
- انضمت كتلة العمل الشعبي إلى كتلة التنمية والإصلاح في تصديها لصفقة 'طائرات الرافال الفرنسية'.