ماضي الخميس ينصح النواب والوزراء والمسؤولين بالاستعانة بشركات علاقات عامة للرد على وسائل الإعلام

زاوية الكتاب

كتب 868 مشاهدات 0





ماضي الخميس / عندما تتحول الإشاعة إلى حقيقة!
 ماضي الخميس 
 
 
كتبت يوم السبت الماضي مقالا استغرب فيه صمت الوزراء والمسؤولين عن الرد على الاتهامات والاشاعات التي تتداولها وسائل الإعلام، وحين تلتقي بالوزير أو المسؤول وتسأله عن الموضوع يرد بأنها إشاعات وكلام جرايد، ولا أدري لماذا لا يُرَد على كلام الجرايد هذا حتى لا يكبر ويتضخم ويتمدد ويصبح كلام استجوابات!
هناك حاجة فعلية إلى التفاعل بين المسؤولين وما ينشر عبر وسائل الإعلام، وكم من قضية كبرت وتضخمت بسبب التراخي في معالجتها منذ أول الأمر، والحالات كثيرة ذكرت بعضها في المقال السابق، ويعرف القراء الكثير منها وآخرها التصريحات التي نسبت لوزير المالية بخصوص راتب شهر رمضان المصروف مقدماً الذي ما زال الناس يتندرون به، مع أن وزير المالية ينفي لمن يسأله أن يكون قد وعد بذلك، ولا أدري لماذا لا ينفي علناً، وهناك الكثير من اللغط أيضاً فيما يثار من استئثار بعض النواب بامتيازات واستثناءات تمنح لهم استرضاءً من الحكومة لهم لكسب مواقفهم، أخيرها وليس آخرها الهجوم الساخر الذي تتعرض له النائبة الدكتورة سلوى الجسار بسبب تعيين زوجها رئيساً لهيئة المعاقين، وأن هذا التعيين جاء مجاملة للدكتورة وليس بسبب كفاءة الدكتور! وظل الطرفان صامتين... الحكومة والنائبة، مما زاد من كمية النقد الذي صاحب هذا التعيين.
ولو أردنا حصر الحالات الكثيرة لتراخي المسؤولين عن توضيح الحقائق في بعض القضايا العامة التي تكون محل اهتمام الرأي العام فلن ننتهي، وحين نتابع بعض تلك القضايا نستغرب تراخي المسؤولين في الدفاع عن أنفسهم.
وذات مرة كان أحد الوزراء السابقين مثاراً للجدل، وتعرض لاتهامات كبيرة تتعلق بالذمة المالية، وتجاوزات لا يمكن أن تصدق بشأنه، خاصة وأن له سمعة حسنة لدى المواطنين، وتاريخا مشرفا في مواقف وقضايا كثيرة، لكنه صار فجأة بين فكي الاستجواب الذي يتطلب الضغط عليه بكل الطرق، وصمت الوزير، وراح ضحية الصمت، وأعفي الوزير عن الوزارة وهو يحمل علامات استفهام كثيرة لم يجب عنها، وزاد صمته ورفض الحديث بعد ذلك، ولم تتح له الفرصة حتى يومنا هذا للدفاع عن نفسه، ولم تتح لنا الفرصة لمعرفة الحقيقة. والحالات بهذا الشكل كثيرة، ولا ندري أيصمتون رغبة منهم في الصمت، أم يجبرون عليه!
إن التعامل مع وسائل الإعلام يحتاج إلى ذكاء ووعي ومتابعة دقيقة، كما يحتاج إلى إدراك بمدى أهمية الإعلام وتأثيره، وقد أعطتنا الحياة السياسية في الكويت الكثير من الدروس والعبر... كيف أن كلمة من الممكن أن تتحول إلى أزمة، وإشاعة تتحول إلى حقيقة، وإهمال يقودنا إلى استجواب يكون في الغالب ثمنه غالياً.
قلت سابقاً ان أعضاء مجلس الأمة والوزراء والمسؤولين في حاجة إلى شركات علاقات عامة من أجل أن يحسنوا من أدائهم ويكتسبوا خبرات في حسن التصرف مع وسائل الإعلام وفي التفاعل الجماهيري خاصة وأننا في بلد للجمهور تأثير كبير على متخذ القرار، كما يجب على كل مسؤول أن يكتسب مهارة عالية في إدارة الأزمات، وهي حالة مستمرة ودائمة ولا تنتهي في بلدنا. ودمتم سالمين.


ماضي الخميس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك