يعدد النعوت التى سيصفه بها من يقرأ مقالته.. عبدالله الهدلق يري أن أوباما أخطأ لموافقته على إنشاء مسجد بنيويورك

زاوية الكتاب

كتب 922 مشاهدات 0




 
 أخطأت يا سيادة الرئيس!

 
كتب عبدالله الهدلق
 
2010/08/23    06:01 م

أستميحك عذرا يا سيادة الرئيس الامريكي باراك أوباما، في أن أضم صوتي الى اصوات النواب الامريكيين من الحزب الجمهوري وأنتقد دفاعك عن بناء مسجد بالقرب من الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك او ما يسمى (Ground Zero) واعتبرك – كما اعتبرك النواب الجمهوريون – بعيدا عن شعبك وعن احاسيسه ومع انني احترم تماما حرية العقيدة والعبادة وحق كل انسان في ممارسة عباداته حسب عقيدته، الا انني لا أرى ان من الحكمة بناء مسجد في نفس المكان الذي قتل فيه اكثر من ثلاثة آلاف من المدنيين الامريكيين الابرياء في اعتداء ارهابي نفذته شرذمة ضالة من الارهابيين المتسترين بالدين.
يا سيادة الرئيس ان غالبية الامريكيين يرفضون بناء المسجد بالقرب من موقع هجمات 2001/9/11، مع ايمانهم بان للمسلمين الحق في بناء ذلك المسجد من الناحية القانونية وتنفيذه في مكان آخر، وعلى اصحاب مشروع بناء المسجد ان يستمعوا الى اصداء الحزن والالم الذي سيسببه بناء المسجد لكثير من الناس فيما لو تم بناؤه في موقع الهجمات التي ادت الى سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل، اذ لاتزال الجراح غائرة والاحزان ثائرة والآلام غامرة قلوب من فقدوا احبابهم وافئدة من رحل عنهم اهلهم واقاربهم، وسيجدد بناء المسجد في نفس موقع الهجمات الذكريات الأليمة والاحزان البالغة الدفينة في نفوس الثكالى والمنكوبين.
يا سيادة الرئيس يجب احترام الغالبية المطلقة للشعب الامريكي، فقد عارض اكثر من «%78» بناء المسجد في موقع الهجمات، بينما ايده «%22» فقط من الشعب الامريكي، والمسألة ليست سياسية، بل انسانية وتنظيمية، ولن يضير اصحاب المشروع والمشاركين فيه شيئا بناء المسجد في مكان آخر غير موقع الهجمات وعلى الحكومة الفيدرالية الامريكية اقناعهم بذلك مع احتفاظم بحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية وبناء مسجدهم دون جرح مشاعر اقارب الضحايا واهاليهم وتجديد احزانهم.
اعلم تماما عندما شرعت في كتابة مقالي هذا ان اتهامات تيارات التستر بالدين واحزاب التدين السياسي ونوابه وجمعياته ولجانه وحركاته جاهزة ومعلبة سلفا ليتم اطلاقها بعد نشر المقال لتنعتني بما يلي وتصفني بالأوصاف التالية:
< «محارب لله ورسوله!».
< «دأب على مهاجمة المشاريع الاسلامية!»
< «كاتب يقطر قلمه حقدا وكراهية للاسلام وأهله!»
< «كفاك حرباً على الاسلام والمسلمين!»
< «كيف تكتب هذا المقال المعادي للاسلام واسمك عبدالله انك عبدالشيطان؟!».
أوصاف ونعوت يخيل لمن يقرأها او يسمعها انها موجهة الى «وثني او ملحد او لا ديني!»، وليست موجهة الى مسلم موحد يحمدالله ويشكره أن هداه للايمان وحببه اليه، وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان، ورزقه نعمة الانضواء تحت راية التوحيد «لا إله الا الله محمد رسول الله»، محققا شروطها الستة «العلم، اليقين، الاخلاص، الصدق، المحبة، الانقياد»، وتحت لواء سيد الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، واعلموا ايها المعترضون والمهاجمون ان لكل صاحب فكر أو رأي أو تصور مرتكزات وقواعد بنى عليها فكره أو رأيه أو تصوره ويجب على كل فريق احترام وجهة النظر المخالفة لرأيه، والا يقوده اختلافه معها الى الطعن في عقيدة وايمان واسلام من يخالف رأيه.
اخطأت يا سيادة الرئيس فراجع قرارك وارجع الى الحق فان الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، واحترم رأي الغالبية من شعبك ومشاعر الثكلى والمكلومين وليكن بناء المسجد المزمع بناؤه في غير موقع هجمات 2001/9/11 الارهابية، اما تصريحك لشبكة «N.B.C» الاخبارية بانك غير نادم على اصرارك ودفاعك عن بناء المسجد قرب موقع الهجمات على الرغم من الجدل الذي اثارته تصريحاتك السابقة بالسماح ببناء المسجد فانه نوع من الاستبداد بالرأي والعناد غير المبرر والمماحكة.
نحن نعك يا سيادة الرئيس في أن الدستور الامريكي كفل حرية العقيدة، الا ان الدستور ايضا راعى استياء عائلات الضحايا ومشاعرهم واحزانهم، فلا تكن ايها الرئيس بعيدا عن انشغالات مواطنيك ومشاعرهم واحترم اراء خصومك من الحزب الجمهوري الذين أخطأت بوصفك لهم بانهم لا يقدمون شيئا سوى «السخرية» و«الخوف» واعلم يا سيادة الرئيس انك على اعتاب انتخابات تشريعية حاسمة ستقرر قطعا مصير الاكثرية التي يملكها حزبك الديموقراطي في مجلسي الكونغرس والشيوخ الامريكيين، اذ ربما تؤدي انعكاسات اصرارك على السماح ببناء المسجد في نفس موقع الهجمات الى تضاؤل شعبية حزبك في تلك الانتخابات التشريعية الحاسمة التي ستجرى في 2010/11/2.
استميحك عذرا يا سيادة الرئيس ان كان في مقالي هذا تطاول او تجرؤ، ولكنها كلمة حق يجب ان تقال وموقف صدق يجب ان ينشر.
وشكراً لك يا سيادة الرئيس

عبدالله الهدلق

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك