المنطقة تعيش في أجواء حرب ونحن غارقون في محليتنا برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2010, 1:53 ص 1059 مشاهدات 0
خارج التغطية
أجواء حرب
ناصر المطيري
الأجواء في المنطقة أجواء حرب على الضفة الشرقية للخليج بعد أن أنهت ايران تركيب مفاعل بوشهر النووي، فتصاعدت لغة التهديد وتوجيه ضربة أميركية «بذراع اسرائيلية»، وتمترست طهران بمواقفها المتصلبة تجاه حقها في الطاقة النووية وجاء رد الرئيس أحمدي نجاد بأن الرد الايراني على ضرب ايران سيشمل الكرة الأرضية.
ومن حولنا تخرج التصريحات الاستباقية من بعض دول الخليج بعدم السماح باستخدام اراضيها لضرب ايران وينشغل الاعلام العربي والخليجي والأوساط الاعلامية الغربية بالحرب المرتقبة التي لانعلم مداها وماهو مصيرنا من وراء اندلاع شرارتها ان هي وقعت بالفعل.
كل تلك التفاعلات والأحداث وما يجري حولنا من ترقب ومخاوف الا أنه من الغريب والعجيب أننا في الكويت بعيدون كل البعد عن هذا الهاجس وكأن الكويت تقع بالقرب من موريتانيا على ضفاف المحيط الأطسي وأنها لا تبعد عن مفاعل بوشهر مئتي كيلومتر! فنحن مشغولون بمشاكلنا الداخلية والجدل على مشروع التنمية وتمويلها، منكفئون على الداخل الكويتي الضيق بمصالح أقطابه غير آبهين بما يدور حولنا نتابع «الطبخات السياسية» وتحالفات المرحلة وموازين قوى النفوذ للهيمنة والاستحواذ على الكراسي دون استشعار للخطر المحدق بأمننا الخارجي.. نناقش بحدة دخول صحفي اسرائيلي للكويت وكانها قضية حدود ووجود ولاننظر لبراميل البارود حولنا ولا نأبه لاختراق شبكة تجسس تابعة للحرس الثوري الايراني لمواقع كويتية حساسة.
الأحداث الجارية في المنطقة ورغم ارتفاع درجة حساسيتها وما تشهده من تصعيد لم تحرك شعرة لدى نوابنا لطلب عقد جلسة خاصة في مجلس الأمة لاستيضاح سياسة الحكومة تجاه تطورات نذر الحرب في المنطقة، بل نجدهم يتسابقون للمطالبة بعقد جلسة برلمانية طارئة من أجل مناقشة تمويل خطة التنمية أو اية مواضيع داخلية تتعلق بتكسب سياسي شعبي وتسجيل مواقف.
للاسف أننا في الكويت غارقون في محليتنا بانكفاء عميق، فالحدث المحلي مهما كان صغيرا اليوم هو المهيمن على ما عداه بل هو الحدث الطاغي على ما يدور ويمور من أحداث في العالم، فلا أهمية لما يجري حولنا من تطورات ومتغيرات كبيرة وخطيرة، المهم مايثار نيابيا وحكوميا وصحافياً على ساحتنا المحلية الصغيرة من قضايا ومشكلات وتصريحات ومناوشات سياسية وكأننا في جزيرة معزولة عن العالم لاشأن لنا بمحيطنا الاقليمي بتفاعلاته أو «مفاعلاته».
تعليقات