الصوم صيانة للكبد وتجديد لخلاياه
عربي و دوليأغسطس 21, 2010, 4:12 م 997 مشاهدات 0
يعتقد الكثيرون أن نسبة كبيرة من مرضي الجهاز الهضمي لا يستطيعون الصوم، وأنه من الأفضل لهم الإفطار في رمضان، إلا أن ذلك قول يجانبه الصواب، فبجانب كون الصوم عبادة باعتباره أحد الفرائض الخمسة الأساسية في الإسلام، فهو يمنح الراحة اللازمة للجهاز الهضمي والكبد من العمل المتواصل طوال احدي عشر شهرا في السنة في عمليات الهضم والامتصاص والتفاعلات الكيميائية والحرق والتخزين وغيرها، ويعد علاجا للسكر وزيادة الوزن وضغط الدم المرتفع والتهاب المفاصل والكبد الدهني والقولون العصبي وغيرها .
وبداية يساعد الصوم الجسم ـ كما يقول الدكتور عبد الرحمن الزيادى أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس ـ في التخلص من الشوائب والسموم المتراكمة بداخله بسبب التفاعلات الكيميائية المصاحبة للتمثيل الغذائى، وإذا ما التزم الصائم بتناول الطعام مرتين فقط في أوقات الإفطار والسحور، فإن ذلك يمثل فرصة حقيقية لخفض الوزن وتحسين حالة الكبد الدهني وإراحة للغدد الهضمية المفرزة لإنزيمات الهضم وضبط مستوي السكر، وتخفيف آلام المفاصل، مما يكون له مردود إيجابي علي كافة أجهزة الجسم، نتيجة للعمل في مواعيد ثابتة يتخللها راحة طويلة، لأن وزن الجسم يتحدد بناء على التوازن بين الطاقة المكتسبة من الطعام والطاقة المفقودة فى أنشاطة الجسم. فعندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام لعدة ساعات فى اليوم يلجأ الجسم للاعتماد على التعذيه الداخلية أو ما يسمى باحتياطي التغذية فى الجسم والذي يمثل نحو40% من وزن الجسم، مما يفيد مرضى السمنة والراغبين فى إنقاص الوزن، حيث وجد أن وزن الجسم ينقص حوالي 12% بسبب الصوم خلال شهر رمضان، شريطة الالتزام بالقواعد الغذائية السليمة عند الإفطار وزيادة المجهود العضلي بالاستمرار في العمل اليومي وعدم اللجوء للنوم معظم ساعات النهار.
ويعد الصوم ذي أهمية كبرى بالنسبة لمرضي ارتجاع الحامض المعدى للمرىء، لأنه يقلل من إفراز الحامض المعدي، ومن ثم التقليل من التهابات المرىء، ولذلك ينصح الدكتور الزيادي هؤلاء المرضى بعدم ملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار أو السحور، عدم النوم قبل مضى ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام وهى الفترة اللازمة لإفراغ محتويات المعدة، وتفادى تناول الأطعمة الرمضانية الغنية بالزيوت مثل المكسرات أو الأكلات الغنية بالدهون لأنها تؤجل إفراغ المعدة وتؤدى لزيادة إفراز الحامض المعدي وبالتالي زيادة التهابات المرىء.
وبالنسبة لأمراض الكبد، فإن للصوم تأثير مباشر وارتباط وثيق بالوظائف التى يؤديها الكبد. فمن المعروف أن الكبد يلعب دورا حيويا فى الحفاظ على ثبات البيئة الداخلية للجسم 'التكييف المركزى' بتقليل التغييرات التي يمكن أن تحدث فى الجسم نتيجة الصيام مثل الحفاظ على مستوى السكر فى الدم وغيرها، والصيام لفترة تقل عن 24 ساعة ليس له تأثير ضار على الكبد، بل أنه يتيح للكبد فترة راحة من التفاعلات الكيميائية وعمليات الاحتراق والتخزين التي تحدث به بعد كل وجبة مما يتيح لخلايا الكبد فرصة للتجديد.
أما عن تأثير الصوم على مرضى الكبد، فيختلف تأثيره تبعا لشدة ومرحلة المرض، فمن الممكن لمرضى السمنة والكبد المتشحم أن يستفيدوا من الصيام وذلك بحرق الدهون وحمايتهم من مضاعفات السمنة ومرض السكر وضغط الدم، يستطيع مرضي الالتهاب الكبدي المزمن والتليف المتكافىء أن يصوموا ويتناولون العلاج مع الإفطار والسحور. أما بالنسبة لمرضى الكبد الحاد أو المصابون بتليف كبدى مصحوبا باستسقاء أو غيبوبة كبدية فمن غير الممكن لهؤلاء أن يصوموا لحاجة أجسامهم إلى تناول الأدوية والعلاجات اللازمة بصفة منتظمة ولإتباعهم نظاما غذائيا يصعب عليهم معه استعادة ما فقدوه من البروتينات المخزونة فى الكبد أثناء فترة الصيام. كذلك قد يصعب الصيام علي المرضي المصابين بأورام فى الكبد. وبصفة عامة، تختلف حالات التليف الكبدى المصاحبة لمرض السكر من مريض لآخر حسب شدة مرض السكر.
نصائح عامة
وأخيرا يوجه الدكتور الزيادي للصائمين نصائح عامة لمساعدتهم علي تجنب اضطرابات الجهاز الهضمى بعد الإفطار من أهمها أن الصائم مثل لاعب الكرة يجب عليه قبل نزوله إلى الملعب أن يقوم بعملية إحماء وإلا حدث له شد عضلى، كذلك تكون معدة الصائم فى حالة هدوء طوال اليوم ويجب عليه ألا يجهدها ويملأها فجأة بالطعام، وإلا أصيب الصائم بتقلصات معدية واضطرابات فى عملية الهضم، لذا يجب على الصائم في البداية أن يتناول شيئا دافئا، ثم يقوم لصلاة المغرب وبعدها يبدأ في تناول إفطاره، ثم يتناول الحلوي بعد الإفطار بمدة كافية وعليه أن يحاول الاعتدال وترشيد كمية الطعام والعمل بالحديث الشريف ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك.
تعليقات