سعود العصفور لايري في الصورة الإيجابية لكريمو أية رسالة مبطنة لغزو ثقافي

زاوية الكتاب

كتب 1812 مشاهدات 0



 


 سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / كريمو... خوش آمديد
 
 سعود عبدالعزيز العصفور 
 

لا أعلم لماذا يتشنج الكثيرون عند قيام ممثل كويتي بلعب دور مقيم إيراني وإظهاره بصورة إيجابية؟ هل السبب هو استخدام مؤلف العمل للغة أجنبية كالفارسية في مسلسل كويتي؟ أم سيطرة الشعور بالمؤامرة على تفكير هؤلاء واعتبار ذلك نوعا من أنواع الغزو الثقافي؟ كلا السببين لا أعتقد أن لهما ما يدعمهما وأعتقد أن الأسباب الحقيقية تبتعد عنهما ابتعاد الغالبية العظمى من مسلسلاتنا المحلية عن الإبداع.
استخدام اللغة الأجنبية في مسلسلاتنا المحلية ليس وليد اليوم، بل استخدمت لغات ولهجات عديدة منذ بدايات الأعمال الفنية، فمنظر الوافد الأجنبي من المناظر التي تكررت كثيراً حتى وصلت إلى حد الاستهلاك والابتذال في عدد غير قليل من تلك الأعمال، وقد كان للأميركي والبريطاني والفرنسي والياباني والبلجيكي والتركي وجود في أعمال بعضها خالد في الذاكرة الفنية الكويتية، ولم تثر تلك الأعمال أي حساسية تذكر عند عرضها، حتى أن بعضها لا يزال يعاد على شاشات التلفاز كمثال على إبداعات الفنان الكويتي في السابق.
أما إظهار الوافد الأجنبي بصورة إيجابية واعتبار ذلك نوعا من أنواع الرسالة المبطنة التي قد تكون مدخلا لغزو ثقافي في ظل توجس البعض من نوايا النظام الإيراني تجاه دول المنطقة، فهو لا يزيد عن كونه تحميلا للأمر أكثر مما يحتمل، وتضخيما لأمر لا يستحق التضخيم، فالوافدون في البلاد سواء كانوا من الجارة إيران أو من غيرها من بلاد العالم المتعددة يضمون في مجاميعهم كل أشكال التنوع البشري، ففيهم الإيجابي والسلبي، المخلص والجاحد، الأمين والسارق، الملتزم والمتمرد، مثلهم في ذلك مثل نظرائهم من المواطنين. لسنا مجتمعاً من الملائكة، وبالتأكيد ليسوا جميعهم مجتمعاً من الشياطين، ولا بد من وجود النماذج الإيجابية في أوساطهم، وهذا ما عمل على إظهاره مؤلف العمل ومخرجه وأعتقد أنهم وفقوا في ذلك.
الانغلاق على الذات والخوف من كل شيء يأتي من خلف ذلك البحر لا يضر إلا أصحابه. الحذر واجب، والانتباه ضرورة، والاحتياط مهم، لكن التعاون وتبادل المنافع أمر حاسم في منطقة ملتهبة مثل هذه المنطقة، وليس من مصلحتنا القطيعة مع جيراننا، وليس من مصلحتهم مقاطعتنا. لـ«كريمو» وأمثاله من الأشراف والطيبين، نفتح قلوبنا قبل بلادنا وأهلاً ومرحباً بكم، بغض النظر عن نقاط انطلاقهم، ولغيرهم ممن هم على غير ذلك، نغلق بلادنا وقلوبنا ولا أهلاً ولا مرحبا.
*
«داوود حسين» فنان من العيار الثقيل، إذا أراد الإبداع وجده، وإذا أراد الابتذال وجده أيضاً. العمر يمضي ولا يستمر إلا الإبداع والتميز.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك