ماضي الخميس يثني على عودة السعدون إلى بيت الحكمة

زاوية الكتاب

كتب 1285 مشاهدات 0



ماضي الخميس / السعدون الذي عاد إلى بيت الحكمة!
 ماضي الخميس 
 
 
أعجبتني صورة الرئيس أحمد السعدون بجوار صاحب السمو أمير البلاد، أعجبني أن يكون هناك لقاء اسبوعي بين سمو الأمير والرئيس السابق أحمد السعدون، أعجبتني ملامح الوقار والحكمة التي بدت على محيا الرئيس السعدون، هذا هو السعدون الذي نحبه ونحترمه ونقدره، السعدون الحكيم الذي يطفئ الحرائق ولا يشعلها، الذي يضع يده بيد كل من يريد الخير لهذا البلد، الذي يضع حكمته وخبرته ومعرفته رهنا لاشارة أولي الأمر ما دامت في صالح الكويت والكويتيين، السعدون الذي يسعى لأهل الكويت جميعاً، والذي لا يترك واجباً إلا قام به، السعدون الذي يكون أول المعزين وأول المهنين وأول المبادرين في مناسبات أهل الكويت جميعاً.
نريد السعدون الذي كنا نعرفه، وكنا نقف وراءه وكنا نهتف له، السعدون الذي ينتقل معه كرسي الرئاسة أينما جلس، والذي يتمثل به قول الزعيم الهندي غاندي حينما شارك في أحد الاحتفالات في بريطانيا وقال له المنظمون مكانك في الأمام أيها الزعيم... فقال (أينما يجلس غاندي يكون الصف الأول)... هذا هو السعدون الذي نريد.
نريد السعدون الذي ان اختلفنا معه حاورنا، وان أخطأنا وجهنا، وان تمادينا ربت على أكتافنا ونصحنا وقال الأيام ستعلمكم، نريد السعدون الصامت الذي إذا تحدث صمت الجميع، وإذا أرغد أنصت الكل وتحسسوا مواقع الخطأ لأنه سيكشف الحقيقة بلا شك، وإن قال أوجع، نريد السعدون الذي يقود ولا يقاد، يوجه ولا يُوَجَه، يزرع ولا يحصد، ومثله حصادهم في قلوب الناس وفي ذاكرة الوطن، لا نريد السعدون الذي يقف على كل رصيف يقذف المارة بالحجارة، ويبحث عن أي سبب لصناعة قنابل متفجرة، ويشعل الحرائق في كل اتجاه، وإن تحدث قال ما لا نفهم، وإن قال غابت الحجة والقناعة من قوله!
عاد السعدون إلى بيت الحكمة، عاد يحاور ويشاور وينقل نبض الشارع بصدق واخلاص إلى ولي الأمر الذي يحب أن يعرف الحقيقة من مصادرها، الذي يعرف صدق السعدون ويصدقه، الذي يريد لهذا البلد أن تسير على الخير وتعبر الأزمات، وأن نتكاتف جميعاً ونتحد، ونضع يدنا بيد بعض من أجل وطن آمن بعيداً عن الصراعات والنزعات الشخصية والرغبات الذاتية، لدى سمو الأمير الجميع مواطنون لا فرق بين وزير ونائب ومسؤول ومواطن، الجميع على مسافة واحدة، يستمع لهم ويحاورهم ويوجههم ويتمنى عليهم.
السعدون الحكيم هو من نريد ونفتقد ونبحث عنه، وهو معيار الاتزان في السياسة والمجتمع، نفرح بعباءة الحكمة التي يرتديها، وبجمال الوقار الذي يتحلى به.
*
كنت قد قلت في مقال سابق في الأسبوع الماضي في رسالة تمني على الشيخ أحمد الفهد قائد مشروع التنمية في الكويت ما يلي (أتمنى على الشيخ أحمد أن يجعل المواطنين يشعرون جميعاً أنهم جزء من هذا المشروع المهم، وألا يشعروا أن هذه الخطة مقتصرة على أناس معينين، ودورهم التاريخي هو إفشالهم وافشالها مثلما حدث مع مشاريع كثيرة عرقلوها لأنهم لم يكونوا طرفاً فيها!). وقد صدق احساسي حيث نشرت جريدة «الراي» يوم السبت الماضي أن هناك اقتصاديين يسعون بشتى الطرق إلى اجهاض فكرة تأسيس الشركات الواردة في الخطة لتكون حصة الأسد من نصيبهم، وأكرر القول للشيخ أحمد الفهد بضرورة ايجاد وسيلة لاشراك أهل الكويت في هذه الخطة جميعاً، وأن يساهم كل في تخصصه في تنفيذ مشاريعها حتى يشعروا جميعاً أنهم شركاء فيها... من حيتان الاقتصاد إلى اصحاب المشاريع الصغيرة، الذين يجب أن تشملهم الخطة ليشعروا بالتنمية من خلال نمو مشاريعهم وازدهارها، وليفرح الجميع وينتعشوا... ودمت سالماً يا بوفهد... ودمتم سالمين.


ماضي الخميس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك