لدراسة اثر التغير المناخي في جزيرة 'كبر'
مقالات وأخبار أرشيفيةأغسطس 15, 2010, 12:29 م 911 مشاهدات 0
نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة اخيرا رحلة الى جزيرة كبر لاجراء عدد من الدراسات البيئية ضمن الخطط الحديثة للجمعية حيث خصصت المرحلة الاولى من الرحلة لدراسة اثر التغير المناخي على الشعاب المرجانية في البلاد خصوصا في الجزر الجنوبية منها.
وقال رئيس الجمعية محمد الاحمد في تصريح صحافي اليوم ان الهدف من الرحلة هو تقييم مدى تأثر الشعاب المرجانية في تلك المنطقة بتغير درجات الحرارة على مدار 24 ساعة يوميا وخلال مدة ستة اشهر تقريبا موضحا ان الرحلة نظمت بمشاركة الباحث في علوم البحار الدكتور ثامر الرشيدي وفريق الغوص التابع للجمعية.
واضاف الاحمد ان الرحلة تضمنت وضع اجهزة حساسة لقياس درجات حرارة الارض والمياه على فترة متواصلة لمعرفة المحتوى الصخري للشعاب المرجانية الحية والميتة للتربة على اعماق مختلفة ولمعرفة درجة حرارة المياه.
وافاد بانه سيتم وضع 10 مجسات في مواقع مدروسة وبعدها سيتم الغوص واسترجاع هذه المجسات الالكترونية التي تعمل على حفظ البيانات للعمل على تفريغها وفق نظام خاص لديهم ثم اعادتها الى مواقعها.
وبين انه في المرحلة الثانية سيتم التنسيق مع جامعة (اخن الالمانية) لتوفير مجسات الكترونية اكثر تطورا لترصد درجات الحرارة وترسلها فورا الى مركز خاص في مقر الجمعية.
وقال الاحمد ان الجمعية تتوقع من هذه الدراسة اعطاء صورة واضحة عن مدى معاناة هذه الشعاب من التغييرات المناخية وامكانية ارجاع اسباب ابيضاض بعضها والذي يعزى الى التغير المناخي بشكل واضح لافتا الى ان ذلك سيعطيهم مزيدا من الصور الاوضح لوضع الشعاب في البيئة البحرية في البلاد.
واشار الى ان الملوثات والمؤثرات السلبية على هذه الشعاب كثيرة منها تغير المناخ وتسربات الزيت وغيرها خصوصا ان هذه الشعاب تمثل حالة نادرة لوجودها في ذلك الموقع على مستوى العالم.
واوضح ان هذه الدراسة هي احد المشاريع التي اطلقها فريق الغوص في الجمعية لهذا العام وستستمر مدة عام ونصف العام لتقييم هذه التجربة لافتا الى تطبيقها في الجزر الجنوبية الاخرى مثل قاروه وام المرادم بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية.
وذكر انه بعد نقل البيانات الخاصة بدرجات الحرارة سيتم ربط البيانات الحقلية المباشرة بالبيانات غير المباشرة وتوفير صور فضائية من الارشيف وربطها مع صور جديدة ليتم تقييم مدى تأثر هذه الشعاب بالعوامل المناخية.
واعرب عن شكره لفريق الغوص في الجمعية مؤكدا استمرارالفريق في مهامه سواء بمتابعة الشعاب او في انشاء محميات سمكية او شعاب اصطناعية.
من جانبه قال الباحث البيئي المختص في علوم البحار الدكتور ثامر الرشيدي ان الشعاب المرجانية تعتبر موطنا بنسبة 25 في المئة من الحياة البحرية والتأثير عليها يؤثر في البيئة البحرية المحيطة وفي مخزون المنطقة من الثروة السمكية.
واضاف الرشيدي ان الشعاب المرجانية هي كائنات بحرية حساسة بالنسبة لدرجة الحرارة وتعيش في البحار الضحلة نسبيا ودرجة الحرارة المثلى لها بين 25 و 32 درجة سيليزية مشيرا الى ان اي ارتفاع في درجة الحرارة عن هذا المعدل يمكن ان يؤدي الى اندثارها وموتها.
واوضح ان التقارير والدراسات الحديثة اكدت وجود اندثار كبير بالنسبة للمرجان في منطقة الخليج العربي والمياه البحرية الكويتية خلال السنوات القليلة الماضية بسبب التغييرات المناخية التي ادت الى ارتفاع درجة حرارة سطح الارض وتأثرها بالانعكاسات الخطيرة لظاهرة الاحتباس الحراري والانشطة البشرية في المنطقة.
واشار الى ان هذه الدراسة تعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة لرصد درجة حرارة الشعاب المرجانية كل ساعة بالتوازي مع درجة حرارة المياه والتربة المحيطة وذلك من خلال غرس المجسات في بقاع البحر وعلى المرجان نفسها لاستخراج المعلومات وتجمعيها مدة عام ونصف العام تقريبا.
وافاد بان الدراسة تركز على التأكد من صحة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على هذه الشعاب وهي جاءت بالتوازي مع تغير درجات الحرارة في المنطقة وارتفاعها بشكل ملحوظ خلال ال 20 سنة الماضية مبينا ان اخر درجة سجلت لمياه البحر وصلت الى 37 درجة سيليزية وهي درجة لا تتحملها الشعاب.
واكد انه سيتم حسب النتائج التي تخرج من هذه الدراسة وسيتم اطلاق التوصيات اللازمة لوضع الحلول بهدف الحفاظ على هذه الثروة الكبيرة شاكرا الجمعية على تبنيها ودعمها هذا المشروع مما يدل على اهتمامها بالبيئة البحرية الكويتية وحماية المرجان من خطر الاندثار.
تعليقات