إقبال الإحمد تنعي البغدادي وقلمه الليبرالي ولاتبدو مرحبة بانتقال الدويلة إلى جوارها، وترى فرقا بينه وبين البغدادي 'بُعد السماء عن الأرض'

زاوية الكتاب

كتب 1874 مشاهدات 0




ذهب البغدادي وجاء الدويلة 

كتب إقبال الأحمد : 

 
ملخص رؤيته.. أن الليبرالية مرتبطة بالحريات وليس برفض الدين.. وهذه الرؤية لم تتولّد عنده مصادفة أو بمنحة من أحد.. ولكنها جاءت بعد دراسة مستفيضة له في الفكر الاسلامي، وبعد أن تسلح بمناهج الفكر النقدي، وبعد أن قرأ آلاف الكتب لكبار المفكرين الإسلاميين، ومن كتب في موضوعات تتعلق بالاسلام والفكر والفلسفة.. القديم منهم والحديث.. لهذا احترمت أنا وغيرى الآلاف الآلاف خطه ونهجه وفكره.
قبل فترة، وبعد ان تردت الحالة الصحية للدكتور أحمد البغدادي الذي كان يتلقى العلاج بالخارج، كتبت أدعو أن يعود المفكر الكويتي البغدادي إلى وطنه الكويت ليحتضنه ويضمه الى صدره.. فكان ان عاد ليحتضنه قبره ويضمه بين جنباته.. ليواجه ربه وهو صاحب المبادئ الواضحة والافكار المستنيرة الحرة.. شخصية ليبرالية نظيفة في طرحها وفلسفتها.. أوضح آلاف المرات من المتلونين أصحاب المصالح الشخصية البحتة ممن يتحدثون باسم الدين.. مستغلين بساطة الناس وعفويتهم.
بكل هدوء انسحب د.البغدادي من دنيا النفاق والصوت العالي وإظهار عسل الكلام وفي الجوف علقم الفكر ومر الكلمات.. انسحب من حياة أصبحت تعج بالأشكال الخاوية من المضمون.. تعج بالابتسامات الصفراء التي تخفي وراءها حقد النفوس وكره الفكر النير.. لمجرد أنه لا يعجبهم ولا يتفق مع اعوجاجهم.
للأسف فقدت الصحافة الكويتية قلما متزنا أبيض واضحا مضيئا لا يعرف اللف والدوران، ولا يعرف التلاعب بالكلمات.. وتلوين السياسات وأسلوب القول حسب المكان الذي يكتب فيه.
فقدت الصحافة الكويتية قلما لم يعرف أبدا المنطقة الرمادية.. فمكانه كان إما المنطقة البيضاء أو السوداء، اما الميل هنا يوما ويوما هناك...فذلك كان سياسة محاربيه ومن جروه إلى السجن، وحاولوا كسر قلمه وهم الخاوون فكريا السطحيون في رؤيتهم.
كتبت في مقالي السابق أن د.البغدادي عندما فكر أكثر من مرة بالهجرة خارج وطنه.. فكر بذلك لأنه استشعر أن وطنه بدأ يلفظه بالفكر المتزمت والصوت العالي الخاوي.
قد تكون مصادفة أن يغادرنا قلم راق رائع واضح شفاف أمين صادق، وهو قلم البغدادي رحمه الله في صحيفة السياسة.. ويحل علينا قلم السيد مبارك الدويلة قلما جديدا يجاورنا الصفحة.. يكتب بأسلوبه وطريقته.. ليعكس فكره ومبادئه وطريقة تعامله مع الآخرين وكيفية تقبل الرأى الآخر، وأسلوب الرد والحوار.. وقد شاهدناه كثيرا في موقع آخر بأفكار وطريقة تفكير مختلفة كثيرا وبعيدة عما قال ويقول.. بُعد السماء عن الأرض.
رحمك الله أستاذنا الكبير د.البغدادي.. والله المعين.

إقبال الأحمد

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك