يشهد له بأنه من أوقف مشروع المصفاة الرابعة ومصانع الداو السكراب .. الفزيع يناشد الرئيس تعزيز النهج الإصلاحي والبدء بتطهير القطاع النفطي

زاوية الكتاب

كتب 820 مشاهدات 0




وقفة حق يا بو صباح

 
كتب المحامي نواف سليمان الفزيع
 
2010/08/09    08:43 م

إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح.
في البداية، حمداً لله على سلامتكم وعودتكم الميمونة للبلاد بعد جولة مكوكية كان الله في عون مرافقيكم فيها، ففي 22 يوماً زرتم 9 دول ولا نعتقد أن هذا الماراثون الجوي كان فيه من الوناسة شيء (كما يعتقد البعض) متمنين أن تعود هذه الجولة على الكويت بكل خير.
سمو الرئيس نعلم أنكم قارئون للتاريخ وتملكون فيه ثقافة عريضة وقارئ التاريخ متمعن في تجارب الغير طالب الاستفادة منها فما بالنا يا سمو الرئيس لو وقفنا على تاريخنا أو تاريخ المرحلة السابقة وما دار فيها من يوم مجيئكم لرئاسة الحكومة.
أتيتم بشعار الإصلاح متبنين تبعاته الثقيلة وكانت الشفافية مصدراً مهماً في تحركاتكم وتصريحاتكم إذ لم تنكروا هذا الفساد الذي ورثتموه.
سمو الرئيس وعبر هذا النهج خلق له مؤمنين من الشعب الكويتي متطلعين لخطواته الإصلاحية ومستبشرين بشفافية جريئة تنم عن روح قيادية تريد أن تصنع لها في التاريخ مكانة مضيئة.
سمو الرئيس نعم نشهد على أنكم مارستم الدور الإصلاحي كما تناديتم إليه في عديد من المواقف بشجاعة تعلمون فيها أنها ستكلفكم سياسياً من حلفاء مزعومين كانوا يظنون أن لهم حظوة عند سمو الرئيس تؤثر فيه فيما لو اتخذ أي قرار قد يضرب مصالحهم التجارية.
حلف الكم تاجر خاب ظنهم عندما أوقف بو صباح الكثير ونحن هنا نشهد عليها ان بو صباح هو من أوقف مشروع المصفاة الرابعة عندما اقتنع بحجج معارضي المشروع ولم يجامل أحداً على حساب القانون كما أوقف جريمة كبرى اسمها شراء مصانع الداو السكراب والتي لم تتقدم أي دولة حتى الآن لشرائها بمثلما حاول بعض المتنفعين في المجلس الأعلى للبترول وبعض القياديين في القطاع النفطي الإيحاء له بأن الصفقة مغرية وأن دولا أخرى مهتمة بها وها نحن قد مر علينا قرابة السنة ولم تتحرك دولة واحدة لشراء مصانعهم السكراب.
بو صباح وعندما اقتنع بعدم جدوى المشروع وبحقيقة الدوافع لتمريره أوقفه كما أوقف مشروع محطة الصبية في فترة من الفترات عندما وصلت قيمته الى 870 مليون دينار وسمع حججاً منطقية تنسف هذه التكلفة المبالغ فيها والتي تخفى وراءها فاسدون.
لا ننكر هذا الشيء بل نشهد عليه ونبصم بالعشرة وها نحن يا سمو الرئيس نريد منك أن تدعم هذا النهج أكثر من أجل الكثير من المؤمنين بنهجك الإصلاحي، بعد أن فقدوا الأمل بالإصلاح لشواهد أخرى كادت ان تنسف الإصلاح الذي تناديتم إليه وحتى نبتعد عن التشاؤم يا سمو الرئيس ونعيد الأمور السابقة في يدكم الكريمة فإن ثمة قرارات نرى أنها ستصفي أذهاننا الإصلاحية من جديد.
لقد كانت الخطوة الشجاعة من وزير النفط في رده على سؤال النائب أحمد السعدون موقفاً يحسب على نهج حكومة إصلاحية عندما كشفت الإجابة وبكل شفافية المتعاقدين مع القطاع النفطي وهم أعضاء في مجلس أعلى للبترول يسيطر وبحكم مرسوم إنشائه ونص المادة 16 من قانون مؤسسة البترول على القطاع النفطي.
هذه الخطوة يجب ان تتبعها خطوات اخرى أهمها إلغاء هذه العقود وإحالة الموضوع الى النيابة العامة بخلاف إيقاف من سمح بها عن العمل.
لا يجب على الحكومة أن تترك هذا الموقف بهذا السكوت المريب والذي قد يفسر على أنه خوف من المتنفذين.
ونتمنى أن يكون هذا الجواب أول الخطوات الإصلاحية لتطهير القطاع النفطي.
كذلك فإننا وعلى الرغم من اختلافنا السياسي الكبير مع خط وزير الدولة الأخ روضان الروضان إلا أننا هنا نشد على يده في قراره الشجاع بتعيين 7 نواب لرئيس الفتوى والتشريع.
ان تركز السلطة قد يؤدي إلى الفساد، واللامركزية جزء مهم من أي خطوات إصلاحية وما قام به الأخ الروضان يصب في مصلحة اللامركزية.
تأكيداً لكلامنا في هذه الناحية نتمنى أن ترجع الحكومة للتجربة المصرية في هذا الشأن والتي على أساسها قامت العديد من ملامح جهاز الفتوى والتشريع، اسألوا عن الجهاز المشابه لجهاز الفتوى عندنا وعدد النواب فيه، خصوصاً وأن مسؤوليات الفتوى والتشريع كبيرة وتغطي مساحات كبيرة في الدولة كقضايا وكاستشارات.
إن أي معالجة للمركزية تصب في صالح المال العام، فهل تعلم الحكومة عن القضايا التي خسرتها الفتوى وكلفت المال العام فيها الكثير؟
لا نقلل من قدر وجهود الكثيرين في الجهاز ولكنه كأي مؤسسة أو مرفق تحتاج لتطوير وتوزيع المسؤوليات، أما من يحارب هذا الاتجاه وبالتعاون مع نواب حلف الكم تاجر فمعروفة أسبابهم ومصالحهم التي تدفعهم لأن يبقى الوضع على ما هو عليه وبالتالي يحكمون السيطرة.
نقولها يا سمو الرئيس… لا يجب أن يُترك الروضان يواجه هذه المعركة وحده ونقولها للروضان اطلع للناس واكشف ما يدور خلف الكواليس.
في النهاية يا سمو الرئيس، وزيران مارسا ما تناديتم إليه من إصلاح وشفافية وأمامكم الأمر واضح مثلما عودتمونا في المصفاة والداو، نريدها منك يا بو صباح وقفة حق للكويت وللإصلاح الذي تنادون به.

المحامي نواف سليمان الفزيع 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك