الفرص النفطية الضائعة

الاقتصاد الآن

أصول الشركات العملاقة فرصة لمؤسسة البترول؟!

1471 مشاهدات 0


الفرص النفطية الضائعة. 

تمر بعض الشركات النفطية العملاقة  حاليا بفترة تعتبرعصيبة أو صعبة في محاولة للتخلص من بعض أصولها القوية وتحاول ان تتخلص منها لأسباب عديدة منها ضرورية ملحة مثل شركة بي. بي. البريطانية وهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لها ومحاولة الحصول على ما يزيد من 30 مليار دولار لسد نفقات التزاماتها المالية تجاه الكارثة البيئية في خليج المكسيك.

ولكن هناك شركات أخرى تحاول ان تتخلص من أصولها ومن كيانها الإستراتيجي في قطاعات نفطية مختلفة و تشمل قطاع انتاج النفط الخام و الغاز وقطاع التصنيع و التكرير و قطاع التسويق و خاصة قطاع التجزئة اي محطات توزيع وقود السيارات في اجزاء مختلفة من بقاع العالم، وهذا ما ينطبق على  شركتي رويال شل الهولندية الأنجليزية و' كونكو فيلبس' الأمريكية.

وقد  تكون حاجة كونكو فيلبس أكثر ضرورية حيث تريد ان تستعيد مكانتها وقيمة أسهمها لتعيد قيمتها السوقية الطبيعية إلى ما كانت عليها بعدما تكبدت خسائر نتيجة لشراء أصول غالية الثمن، وتحاول الآن التخلص من بعض اصولها مثل حصتها من انتاج النفط الخام في روسيا في شركة لوك أويل و التي تقارب حوالي 20% .

وشركة شل عرضت جميع اصولها في قطاع التجزئة في شرق و شمال أفريقيا بالكامل بالإضافة الى عمليات التنقيب والانتاج في نيجيريا وكذلك مصنع انتاج تحويل الغاز إلى منتجات نفطية خفيفة في جنوب أفريقيا.

و تحاول كذلك التخلص من أصولها في أوروبا وتحديدا في اليونان والمحافظة فقط على مناطق استراتيجية في أوروبا  مثل موطنها الأصلي في وجودها بهولندا و بريطانيا وكذلك في ايطاليا و التي تحقق لها فوائد و تدفقات نقدية مستمرة.

وقاربت على بيع أصولها في نيوزيلاندا بقيمة تقارب المليار دولار، والآن تحاول بيع مصفاة لها في كندا.

وهذه فرصة ذهبية للقطاع النفطي الكويتي للنظر و تقييم هذه الأصول و خاصة واننا لدينا شركات تابعة في هذه المجالات سواء في قطاع التصنيع و التكرير وفي قطاع التسويق 'التجزئة' وكذلك في قطاع الأستكشافات الخارجية من النفط الخام و الغاز و للوصول إلى الإرقام المطلوبة حسب أستراتيجية الشركات المعنية وفي أقصر وقت..

وهي فرصة يجب متابعتها و معرفة على الأقل قيمة هذه الأصول وهي تجربة فريدة من عدة اطراف تصب في صلب استراتيجية القطاع النفطي.

بالإضافة إلى انها خبرة في التعرف وما هو موجود و معروض في الأسواق النفطية والإستفادة القصوى وإضافة هذه المعلومات القيمة لأرشيف المؤسسة.

و لكن الأهم هو التعرف و معرفة المعروض من الأصول ومن أكبر الشركات النفطية العملاقة، وقد نجد شريكا ملائما في احدى القطاعات والتي تصب في مصلحة الكويت على المدى البعيد.

أما شركة بي.بي. فأنها مضطرة على ان تنكمش بأسرع وقت ممكن و الحصول على ال 30 مليار دولار قبل فوات الآوان لغطاء تكاليفها في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم المضي قدما و ان تبدأ من جديد.

و لهذا بدأت بعرض أصولها في روسيا من النفط الخام وقد تشمل ايضا محطات الوقود ومع انها كانت أول شركة نفطية خارجية تفتح محطة تزويد بنزين في روسيا.

وستبيع إجمالي أصولها في المانيا من مصافي و محطات توزيع الوقود و كذلك موجوداتها في فنزويلا والمانيا قد تكون فرصة مناسبة لشركتنا (Q8 ) بالإستثمار بعدما انسحبت منها قبل أعوام قليلة لصغر تواجدها و عدم وجود فرص لشراء محطات في مواقع استراتيجية مناسبة، وهي فرصة مواتية الآن .

و لكن السؤال الصعب هل من هناك من فكر في مؤسسة البترول الكويتية بهذه الفرص المتاحة وهل هناك من أثار هذا الأمر للنقاش و الحوار أوعلى الأقل الإستفسار من هذه الفرص الموجودة و كيف نستطيع ان نقفز و نسرع في تحقيق أستراتيجية مؤسسة البترول و بأقل التكاليف. 

بيع أصول الشركات العملاقة هي فرصة سعيدة للشركات النفطية الوطنية مثل الصينية و الهندية و الماليزية و قد ينتهي المسار باستحواذ الشركات الصينية على النصيب الأكبر من هذه الأصول النفطية حيث اشترت تقريبا حصة شل في نيجيريا بحوالي 3 مليارات دولار.

ويضل السؤال من هو المسوؤل من عدم متابعة هذه الفرص النفطية الموجودة في القطاع النفطي الكويتي و التي ايضا من صلب اهتماماتنا تحت الظروف الحالية من وجود تدفقات مالية كبيرة لدى المؤسسة و امكانية أرتفاع أسعار النفط الى ما فوق معدل الـ 90 دولار للبرميل و استغلال الفرصة الآن ومع سعر النفط عند معدل ال 75 دولار و الإستفادة القصوى من امكانية شراء بعض أصول الشركات النفطية العملاقة في ظل الأسعار الحالية.

ويبقي السؤال و التساؤل هل من متابع لهذه العروض، ومن هو صاحب القرار؟!

كامل عبدالله الحرمي     كاتب ومحلل نفطي مستقل      

كامل عبدالله الحرمي- كاتب ومحلل نفطي

تعليقات

اكتب تعليقك