'الخريجين':الغزو العراقي اثبت توحدنا وتمسكنا من الداخل
محليات وبرلمانأغسطس 1, 2010, 5:08 م 627 مشاهدات 0
أصدرت جمعية الخريجين بيانا بشأن الذكرى العشرين للغزو العراقي .. في ما يلي نصه:
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأليمة العشرين للاحتلال العراقي البغيض لوطننا، وجمعية الخريجين اذ تستذكر مع الشعب الكويتي هذه الذكري الأليمة فأنها تؤكد أن تماسك جبهتنا الداخلية وتمسكنا جميعا بالنظام الدستوري وبالشرعية الدستورية كان هو الرد القوي والحاسم علي قوي الاحتلال البغيض ومؤيديها، بيد أننا مع شديد الأسف ، لم نستفد من ما مرينا به من مآسي تمثلت باحتلال بلدنا وفقدان أبنائنا الأبطال، شهداء كانوا أو مفقودين، وبمعاناة أسرانا ومرارة وحزن شعبنا إذ أن هناك محاولات خطرة لزعزعة الجبهة الداخلية من خلال تمزيق النسيج الاجتماعي لوطننا كما أن هناك أيضا محاولات من بعض الأطراف المعادية للدستور للالتفاف علي النظام الديمقراطي وتعطيل تطورنا الديمقراطي الذي وضع أسسه دستور 1962.
لقد عانى الشعبين طويلاً من ويلات التوتر والحروب والقتل والخوف والرعب لذلك فإنها فرصة ثمينة الآن أمام الشعبين بعد أن ذهب حكم الطاغية صدام من غير رجعة للتركيز علي عمليات البناء والتطوير والتنمية من خلال تطوير وتمتين العلاقات المستقرة الآمنة واحترام سيادة كلا من البلدين والتعاون المشترك المرتكز علي المصالح الثنائية المشتركة اذ أنه من المستحيل علي أي منا تغيير الحقائق التاريخية والجغرافية الثابتة ، وكما تعلمنا دروس التاريخ الإنساني فان العواطف الجياشة والانفعالات المؤقتة لا تبني أوطانا مستقرة بل علي العكس فقد تساهم هذه العواطف السلبية في تدمير الأوطان.
أننا في جمعية الخريجين اذ نكرر ما قلناه في مثل هذا الوقت من العام المنصرم من أن الظروف العالمية في تغير دائم وكذلك هي مصالح الدول الكبرى وتحالفاتها، وعلينا نحن كشعب وحكومة أن نعي أن العلاقات بين الدول تحتمها المصالح فلا صداقة دائمة ولا عداء دائم، كما علينا أن ننظر الى مستقبل وطننا ومكانته إقليمياً ودولياً وانعكاس ذلك على علاقتنا بحلفائنا وجيراننا. إن العالم لن يقف عند عام 1990، والعراق الآن لا يحكمه صدام، وأميركا والغرب ليسا خصوما للعراق بل حلفاء إستراتيجيون، والأمم المتحدة ليست في مواجهة دولة تسلطية قامت باحتلال جارتها كما كان الحال عند احتلال الكويت، ولذلك لم يعد ممكناً استخدام المنطق ذاته والأسلوب نفسه في التفاهم بشأن القضايا العالقة بين الدولتين، إذ علينا الآن ألا ننتظر حتى تفرض علينا الظروف واقعاً نراه آت لا محالة بل علينا أخذ زمام المبادرة لما يحقق مصالحنا ويحفظ حقوقنا. لذلك فانه من الحكمة، بل من الواجب الوطني، أن نفكر في المستقبل وأن نعمل في إطار المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة ونستثمر جميع الفرص لتأمين علاقات أخوية سليمة مع جيراننا جميعا بما يصون مصالحنا الوطنية ويحافظ عليها.
والآن في هذه الذكرى الأليمة العشرين للاحتلال العراقي لوطننا فإننا في جمعية الخريجين ، على قدر ألمنا من ما عانيناه خلال تلك المحنة الا أننا يجب ألا نتوقف عند تلك المرحلة الا لاستخلاص الدروس والعبر ومنها أن تماسك جبهتنا الداخلية وتمسكنا بنظامنا الدستوري الديمقراطي هما اللتلان تمنحان القوة لبلدنا الصغير الذي جعلته الجغرافيا السياسية يقع في وسط منطقة حيوية للاقتصاد العالمي لكنها مع كل أسف منطقة ملتهبة ومضطربة وغير مستقرة سياسيا وهو ما يتطلب تضافر جهود دول المنطقة وشعوبها للعمل سويا علي استقرار إقليمنا وإبعاد شبح الحروب والتدمير التي عانينا منها كثيرا لان ذلك سيساهم في التفرغ لعملية التنمية والتطوير والبناء والنهضة وسيحافظ علي ثرواتنا ومواردنا المالية والطبيعية من أجل استخدامها لمصلحة شعوب المنطقة ولازدهار دولها وتقدمها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
تعليقات