أبرزها انفراد السلطة بالقرار دون ارادة الشعب ..د.الطبطبائي يكتب عن الدروس الضائعة في ذكري 2 أغسطس

زاوية الكتاب

كتب 470 مشاهدات 0





2 أغسطس.. الدروس الضائعة

 
كتب د.وليد الطبطبائى
 

لا يبدو الاعلام الرسمي الكويتي مهتما بشكل جدي بالذكرى العشرين للغزو العراقي الآثم، ذلك الخميس الاسود حين رأينا وطننا الحبيب يضيع أمامنا وفي ساعات قلائل، واذا اهتم هذا الاعلام بالذكرى فعلى النمط المكرر الممل من عرض للبرامج الوثائقية عن الغزو وآلامه وعن ذكرى التحرير.
لكن اعلامنا وحتى الخاص منه لا يبدو معنيا بدروس الغزو الضائعة وكيف مهدت القراءة الخاطئة لارهاصات الغزو ومقدماته للغزو وحرمت الكويت من خيارات سياسية وامنية كثيرة كان من الممكن ان تعيق الطاغية العراقي عن تنفيذ جريمته، وكيف حرم سوء فهم الاحداث المواطن الكويتي من أي من صور الاستعداد النفسي والمادي لمواجهة الغزو والاحتلال، وكيف تركت الحكومة قواتنا المسلحة تواجه الغزو محرومة من ادنى درجات الاستعداد اللازم للقيام بما هو ممكن للدفاع عن الوطن او في اسوأ الظروف القيام بانسحاب لائق الى الجوار الخليجي بدلا من وقوع جنودنا وبالآلاف في اسر مهين من دون ان تعطى الفرصة لكثير منهم لاطلاق رصاصة واحدة في وجه الغزاة.
وهذا الاسترجاع لذكرى الغزو مهم الآن ليس اجترارا للآلام وتكرارا للبكائيات ولكن لطرح اسئلة مهمة عن دروس الغزو الضائعة، خصوصا واننا نعيش في ظل حكومة لو قورنت بحكومة ما قبل الغزو لبدت الاخيرة من افضل الحكومات على ما كان فيها من نقائص واخطاء، فالغزو العراقي وقع في ساعات معدودة ووقف العالم كله ضده، أما الغزو القادم فيتم بالتقسيط وبموافقة أو جهل بعض صناع القرار، وسيادتنا الكويتية تتآكل امام الغزاة الجدد كل يوم، وقد يأتي يوم لاسمح الله لو استمر القرار السياسي في الاتجاه الخاطئ ولم يتحرك اهل الكويت لتصحيح هذا الاتجاه والامساك على يد حكومة لا تفهم الاخطار الاقليمية ولا تقرأ نوايا بعض قوى الجوار فقد نتحول الى ما يشبه الحالة اللبنانية حين كانت الدولة موجودة شكلا ومفقودة ضمنا والقرار أسير لارادة تقع خارج الحدود.
وقد كان من اهم دروس 2 اغسطس ان انفراد السلطة بالقرار دون ارادة الشعب اغراء لقوى الجوار للطمع بالبلاد وبث اصابع التغلغل وسلب السيادة، واذا كانت حكومة ما قبل الغزو صريحة في موقفها برفض وجود مجلس الامة، فان الحكومة الحالية فعلت الشيء نفسه ولكن بوجود مجلس تم شراء اغلبيته بالمصالح والمنافع بحيث شوهت ارادة الامة التي لم تعد مصدرا للسلطات كما نص على ذلك الدستور وتحقق لحكومة 2009 الاستفراد بالقرار كما حكومة ما قبل 2 اغسطس. فاي قراءة نقرأها لواقعنا الاقليمي وهل استفدنا من دروس الغزو أي شيء؟

د.وليد الطبطبائي
 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك