عبدالوهاب السنان يكتب عن نموذج سيئ لمزدوج الجنسية
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2010, 11:48 م 762 مشاهدات 0
الازدواجية في الجنسية
كثير من الناس يعانون ليل نهار، ويتألمون ويتحسرون على أنهم يعيشون بدون جنسية، ويكون هؤلاء مستعدين لتقديم الغالي والنفيس لكي يحصلوا على جنسية البلد الذي يقيمون فيه طوال حياتهم. وعلى النقيض بتنا نسمع وبصورة متكررة عمن يكون لديهم بدل الجنسية الواحدة جنسيتان مختلفتان، وأصبح هذا الأمر الغريب مشهورا ومألوفا، بل والأغرب أنك تسمع قصصا عجيبة وحوادث غريبة في هذا الشأن نحن في غنى عنها، فلقد أخبرني أحد الاصدقاء الذين أثق في حديثهم ان له صديقا كويتيا يحمل جنسية دولة خليجية أخرى وأنه ويحمل جوازي سفر، أحدهما كويتي والآخر لتلك الدولة، وهذا إن لم يكن بغريب ولا عجيب، فالأغرب والأعجب ان هذا الشخص يعيش في الدولة الثانية لأنها بالطبع بلده الاصلي، لكنه يؤجر بيته في الكويت الذي تسلمه طبعا من الحكومة الكويتية، ثم انه موظف في إحدى الوزارات في بلدنا ويتقاضى راتبا، بالرغم من عدم وجوده داخل البلد، وليت الأمر انتهى عند هذا الحد، بل حتى والدته المتوفاة من 20 سنة بعيدا عن الكويت، وهي أيضا مزدوجة الجنسية يقبض لها هذا الشخص معاشها بالكامل من الكويت، لأنه يحمل توكيلا عاما منها منذ حياتها، لذا فإنه يتسلم راتبها من «التأمينات» ويتاجر في الإقامات باسمها ويعطي تراخيص للمحلات والشركات باسم هذه المتوفاة.
أفلا يستحيي هذا من نفسه ومن الدولة التي فتحت له ذراعيها واحتضنته في كنفها، وبعد ذلك من والدته التي رحلت عن عالمه ساخطة على أفعاله المشينة وأعماله الحقيرة؟ أين مجلس الأمة من أخطاء الحكومة؟ ولماذا لا يحاسبها على هذا الخطأ؟ وأين بالله حكومتنا الرشيدة النشيطة المتيقظة ليل نهار من هذا الاستهتار ومن هذه الأعمال التخريبية التي لا تصدر إلا عن إنسان باع دينه وشهامته ومروءته من أجل الدينار؟!
تعليقات