بطانة رئيس الوزراء:
زاوية الكتاب((الآن)) تنشر ما منع من النشر
كتب يوليو 29, 2010, 12:19 م 6551 مشاهدات 0
حصلت على مقال للكاتب والمحامي أحمد المليفي منعت من النشر حيث يكتب، وننشرها أدناه دون تعليق:
بطانة رئيس الوزراء !
اخرج البخاري في صحيحه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : 'ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحض عليه وبطانة تأمره بالشر وتحض عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى' وفي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'من ولاه الله عز وجل من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق فإن نسي ذكره وإن ذكر أعانه' دلت هذه الأحاديث الشريفة أن كل من يلي أمور الناس فسيكون له بطانتان من الخير والشر وبطانة ولي الأمر هم أصدقائه ورفقائه وخاصته ووزرائه من الذين يفضي إليهم بسره وهو يصدّقهم فيما يخبرونه به مما يخفى عليه من أمور أعمال سلطاته ورعيته وهم من يثق بهم و يأتمنهم ويستشيرهم ويطمئن إليهم .. وأهمية حديثنا عن بطانة رئيس الوزراء هي باعتباره الشخص الأول المناط به الإشراف وتنفيذ السياسة العامة للدولة وما يتعلق بها من مصالح الناس وأمورهم وعلى ذلك فنقول إن الحكمة تقول : صديقك ووزيرك المخلص والصادق هو من صَدَقك لا من صدَّقك ولعلنا نعرف بعض بطانة رئيس الوزراء ونظن فيهم كل خير كما ونعرف أن بطانة سموه سواء من المقربين والأصدقاء أوالوزراء هم إما مخلصين له أو مخلصين لأنفسهم ولمصالحهم وعلى ذلك فتقاريرهم ورأيهم ومشورتهم غالبا لن تخرج عن هذين الإحتمالين فوزراء حكومته هم بطانة اما صالحة وإما فاسدة ومن خلال قرارات الحكومة فهم يفترقان ما بين الصادق المخلص ومن كان جل همه تقديم فروض الطاعه والولاء والابتسامات الصفراء وبين هذا وذاك يتحدد أحيانا مصير بعضهم ما بين التجديد لهم أو الاستغناء عنهم !
درج العرف في عالمنا العربي المملوء بالبطانات الفاسدة فإن الوزير فيما عدا محاسبته من بعض أعضاء المجالس المنتخبة من الذين غالبا ما تكون قد تعطلت مصالحهم فإنه عدا ذلك يكون في الغالب بلا حسيب ولا رقيب ولو بقي على كرسي الفساد دهرا طالما أنه مطيع ويسمع الكلام ويقدم فروض الطاعة وطالما أن مصالح من روجوا ووسوسوا لتعيينه مستمرة ومحفوظة وفي بعض الحكومات الرشيدة فهناك شرط إضافي لقبول واسطة ووسوسة البطانة سواء لتعين الوزراء أو التجديد لهم وهو أن يكون ذاك الوزير له كتلة برلمانية يستفاد منها من جهة ومن جهة أخرى تحمية عند فشله أوافتضاح أمره فهي حسبه عددية ومصلحية فطالما الوزير لا تسقطه الاستجوابات فهو بعين تلك الحكومات أفضل اختيار ولو فعل السبعة وذمتها !
'كتبنا ويا ما كتبنا ويا خسارت ما كتبنا ' فقد كتبنا و حذرنا من الوزير الذي لا يبقي ولا يذر وقد حذرنا ونبهنا من أخطاء وسوء إدارته ألف مره وبرغم المليون خطأ وخطأ بدءا من قرار اختياره وزيرا مرورا بنكسات وتجاوزات وخسائر وفضايح البلدية والتي زادت بعهده قوافل بعارين الفساد. وأما الأشغال فحدث ولا حرج فبعد الفضيحة الكبرى والتي أدانتها حتى اللجان الحكومية وبالأدلة القطعية وبطريقة 'وشهد شاهد من أهلها' وبرغم هذه الشهادات والبينات والطامات إلا أنه وطبقا لمصالح البطانات الفاسدة وللمعيار وللحسبة الحكومية وأن وراءه كتلة يستفاد منها وأيضا تستطيع حمايته من السقوط برلمانيا كما عبر عن ذلك أحد النواب الطائفيين بقوله بعد الفضيحة المعروفة 'يا جبل ما يهزك ريح' وبالفعل فلم تهزه الرياح المعطرة لو طفحت وفاحت رياحها جميع مناهيل الوطن !
يقال 'ألف عدو عاقل أهون من صديق واحد أحمق' والأحمق هو الذي يريد أن ينفعك فيضرك فكيف إذا احتوت البطانة على أعداء ومفسدون وحمقى ؟ ان نوعية انتقاء واختيار الحكومة لبعض وزرائها انما يدل على نوع البطانة المحيطة بها .. هل تذكرون الوزير السابق 'أبو مسطرة' فقد أزّت البطانة الفاسدة وروجت لاختياره وتعينه فكان أول ما صرح به بعد تعينه كذبه بأنه لا ينتمي لحدس وعلى طريقة الغاية تبرر الوسيلة وعلى مبدأ 'جماعته' بجواز الكذب لمصلحة الدعوة وكما كذبت حدس عندما أعلنت عن أحد كوادرها عندما تم اختياره وزيرا بأنه لا يمثلها ! والحديث عن ذاك الوزير السابق ومسطرته المطعوجة وقراراته الحمقاء والتي أبطلتها جميع المحاكم ونتج عنها تحميل الدوله الملايين بسبب الدعاوى القضائية والمطالبات الضخمة بالتعويض بسبب القرارات الباطلة ومسطرته الفاسدة انما هو مثال حي لحديثنا عن تلك البطانة المفسده وولاءاتها المشبوهة ورغم ذلك فحكوماتنا المتعاقبة لا تخلوا منهم وإن تلك العدوى المستمرة وذلك الوباء الخطير لا يبدو أن الحكومة تود الشفاء منه أبدا !
مقالنا الأخير والذي كان بعنوان 'فيك الخصام وانت الخصم والحكم' ذكرت فيه أن أحد أعضاء المجلس الأعلى للبترول نفى حصوله على أي عقد وبعد ذاك التصريح بيوم واحد فقط أرسل عضو آخر تصريحا وبيانا للصحف يقول فيه انه حصل على بعض عقود النفط بأسعار زهيدة ! وتعليقا على تلك الردود فأعتقد أن ردود بعض الأعضاء وتعقيباتهم بشأن الفضيحة قد زادت الطين بله والأمر علة وقديما قيل اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب !
الكاتب أحمد الصراف وبعد أن كتب منتقدا وطاعنا بمن تلطخت وامتزجت كراسيهم بمصالحهم عاد مرة أخرى وكتب وحوّل اتجاهه ورأيه رأسا على عقب بسبب مكالمة ! وقد كتب يقول إن بعض أعضاء المجلس الأعلى للبترول قد أكرموه بالاتصال به !!
المحامي
أحمد يوسف المليفي
تعليقات