'مسجات التهنئة' غيبت التواصل الإجتماعي

محليات وبرلمان

أكاديميون ورجال دين بينوا أثارها السلبية: جاهزة سلفا

1988 مشاهدات 0

مسجات التهنئة

اجمعت آراء أكاديميين واختصاصيين في علم النفس ورجال دين على أن التواصل باستخدام تقنية الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف النقالة بدلا من التواصل الاسري والزيارات الاجتماعية في المناسبات اثر سلبا على مفهوم التواصل الأسري عموما وبصلة القربى على وجه الخصوص.

واتفقت الاراء على ان الرسائل النصية تحتوي على جمل وعبارات تهنئة 'معلبة الكترونيا وجاهزة سلفا' وأصبحت الشغل الشاغل بين المهنئين مع اطلالة كل مناسبة سواء اجتماعية او عامة ام دينية للمباركة والتهنئة دونما ادراك لخطورة ذلك على نسيج الاسرة والمجتمع على حد سواء.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عايد المناع لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان 'الوجه السيىء لانتشار ثقافة الرسائل الهاتفية للتهنئة بالاعياد أو بحلول شهر رمضان المبارك أو حتى عبر غيرها من وسائل اتصال ومثلها (الشات) أو المدونات والمواقع الاجتماعية مثل (الفيس بوك) عبر شبكةالانترنت هو أنها حلت محل الزيارات الشخصية والسهرات العائلية الواجبة لتبادل التهاني' .

وأضاف الدكتور المناع ان كثيرا من الشباب يعتبرون أنهم قاموا بواجبهم في الحفاظ على صلة القربى في مثل هذه المناسبات بتهنئتهم للأقارب عبر هذه الوسائل'.

واوضح ان الآراء تتباين حيال هذا الامر بين مؤيد ومعارض ومدافع ومستنكر لكن يمكن القول ان هذه الوسائل تحولت الى سلوك وثقافة بين الناس علما ان هذه التقنيات قلبت الأمور رأسا على عقب خصوصا الرسائل عبر الهواتف النقالة والتي اصبحت الحل لناحية التواصل بين الاهل والأقارب والأصدقاء بما يلغي الشعور بالعلاقات الحميمةالتي تربط بين الأهل والأصدقاء والمعارف تحت ذريعة الواقع وظروف الحياة المادية ذات الايقاع السريع وان لا وقت للجميع الى درجة انهااصبحت طريقة لايمكن الاستغناء عنها بسهولة سيما وانها غير مكلفة وسريعة وتؤدي الغرض المراد وتمنع الحرج وغيرها من أعذار واهية.

وقال الدكتور المناع ان وسائل التكنولوجيا الحديثة لن تكون بديلا ناجحا عن الشعور بالدفء الأسري والتناغم العائلي اضف الى ذلك أفضلية التواصل المباشر من القطيعة على اعتبار ان أغلب ما يحدث من مشكلات وعنف أسري عائد الى القطيعة.

واشار الى أن تبادل (المسجات) بين أفراد الأسرة الواحدة كبديل عن التهنئة المباشرة وجها لوجه يؤدي الى كثير من المشكلات ويخلق نوعا من الفتور سرعان مايتطور الى حالة من الجفاء الاجتماعي مسببا حالات نفسية سيئة متعددة على المدى البعيد لاسيما بالنسبة لزيارة الأبناء لابائهم باعتبارها واجبة على وجه الخصوص لما يمثله الاباء والامهات من قيمة قيمة كبيرة جدا.

وقال اننا مع التكنولوجيا ووسائل التقدم العلمي لكن من الضروري استخدامها باتقان وعدم السماح لها بالسيطرة على أذهاننا وتفكيرنا ولا أن تلغي أبسط العادات والنواحي الاجتماعية التي نشأنا عليها.

من جانبه قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان ل(كونا) انه لا بأس باللجوء الى الرسائل النصية بمختلف أشكالها وصورها لتبادل التهنئة في الأعياد والمناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك مع الأصدقاء والمعارف لكن بحدود كما لايجب أن يعول عليها كثيرا فالخطير هو ان تغيب هذه الرسائل مكانة الانسان الاجتماعية والنفسية لتحل محلها أما مع أفراد الأسرة الواحدة فمن الأفضل الذهاب والتهنئة بشكل شخصي وجها لوجه.

وذكر ان انتشار ثقافة التهنئة الالكترونية ادت الى تأثير اجتماعي سلبي معدوم الروح لأنها ثقافة قوامها كلمات 'الكترونية' جاهزة والتي يصعب أن تعبر حقيقة عما بداخل الفرد من مكنونات أو ان تعبر عن مشاعره الحقيقة.
ورأى ان الاستخدام السيئ والمبالغ به للتكنولوجيا يجعل منها عبئا علينا وتفقدنا العديد من العلاقات الاجتماعية وتقلص العلاقات الأسرية بل تتحول الى ما يشبه اللغة العائلية الرسمية ومايحدث من ذلك مخالف لتعاليم الدين الاسلامي التي اوصت بتقوية الروابط بين الأشقاء والابناء والاهل.

ومضى القشعان قائلا ان وسائل التكنولوجيا من الصحيح انها حلت بعض المسائل الا انها لن تكون بديلا عن العلاقات الانسانية اذ ان اللجوء الى مثل هذه الوسائل تصيب الآباء بالاحباط والاكتئاب والحزن وتولد لديهم حالة من القلق على أبنائهم وكذلك شعورا بأنهم لا يمثلون قيمة لديهم ما يؤدي الى فتور مكانته لدى قلب والديه.
واشار الى ان استخدام الرسائل النصية يتم في الظروف الصعبة وأضعف الايمان ان تكون التهنئة عبرالاتصال الهاتفي عندما ينتهي المرء من اداء عمله لكن إذا كان الشخص على سفر هنا يمكن ان تحل الرسالة مكانه حتى عودته.

من جانبه قال أستاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتور خالد القحص في تصريح مماثل انه 'مع دخول شهر رمضان المبارك يتم تبادل (مسجات)التهنئة بين المواطنين والمقيمين عن طريق رسائل الجوال النصية والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل تقنية حديثة للتواصل بين الناس'.

واضاف الدكتور القحص ان البعض يبررون ذلك بأنها غير مكلفة وتختصر الوقت فيما بعضهم يتفنن في الرسائل ولكل شخص حسب مكانته الخاصة لكن من المؤسف ان يعيد البعض ارسال رسائل التهنئة مرة أخرى دونما انتباه اواعتبار لمسح على اسم المرسل الأول الموجود من شخص آخر. واشار الى ان ثقافة الرسائل الالكترونية طغت على عادات وتقاليد المجتمعات التي تكون أقرب الى النفوس وأكثر وقعا وحميمية الى حد أدى الى بروز بعض العلاقات المتوترة بين أفراد المجتمع.

وحذر القحص من ان استخدام الرسائل النصية القصيرة بشكل مفرط يعد ظاهرة خطيرة تشكل تهديدا لثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية وعاداتنا الأصيلة مثل تبادل الزيارات وصلة الرحم التي يرى فيها البعض انها تعبر بشكل أفضل عن الألفة والمودة كما ان مثل تلك الرسائل تؤدي الى الغاء خصوصية حفاوتنا بحلول شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

واشار القحص الى ان الرسائل النصية القصيرة أثرت على سلوك وثقافة الناس ووجدوا فيها مخرجا في مناسبات الفرح والحزن حتى انها أغنت عن عناء الاتصال المباشر او اللقاء الشخصي بذريعة أنها تعطي مساحة من الحرية لان يقول المرسل ما يريد للشخص الآخر دون حرج.

وقال ان الرسائل الهاتفية لعبت دورا ايضا في تقديم خدمات متعددة كالفتاوى الدينية والخدمات والاستشارات النفسية والطبية والرياضية وغيرها من الخدمات وقد تأثرت العلاقات الاجتماعية كثيرا بالرسائل الهاتفية والى وقت قريب استبدلنا الزيارات بالاتصال الهاتفي والآن نستبدل الاتصال الهاتفي بالرسائل الهاتفية .

من جانبه قال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الاوقاف سابقا وليد الفاضل ان التهنئة المباشرة والمصافحة تترك اثارا نفسية ايجابية على شعور ونفسية الوالدين بشكل خاص وعلى أفراد الاسرة بشكل عام فالدين الاسلامي حث على تبادل التهاني بشهر رمضان المبارك والأعياد شخصيا لتدعيم تعاليم وأواصر الدين بين أبناء الأمة الاسلامية من جهة ومن جهة أخرى لتقوية الروابط الأسرية وصلة القربى.

واضاف الفاضل ان الذين يعتبرون الرسائل النصية بديلا عن زيارة الوالدين والأخوة لتقديم التهنئة هم بذلك يهملون أهم أركان التواصل مابين الاباء والابناء والذي نادى وحث عليها الدين الاسلامي ومن الجائز في حالة الضرورة القصوى الاستعاضة عنها اذا كانت الزيارة لبعض الاهل والاقرباء تسبب نوعا من الحرج او المشاكل.
واشار الى انه على المسلم ان يطبق ماجاء بالسنة الشريفة وان لا يلجأ الى هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة بصورة مندفعة دونما تفكير لعواقبها الوخيمة التي تنسف حميمية العلاقات الانسانية ويترتب عليها نوع من التفكك الاسري وقطع لصلة الرحم على المدى البعيد.

وشدد على ان كل مسلم مدعو للتمسك بما شرعه المولى عز وجل وكما جاء بالنصوص القرآنية والسنة النبوية لأن في تبادل التهاني بصفة شخصية برا بالوالدين وصلة للرحم ورحمة لابناء المجتمع ونحن كمسلمين مطالبون بتطبيق واجباتنا الدينية من تزاور و تراحم لتدعيم وبناء مجتمعنا الاسلامي.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك