الفداوي يظل طول عمره فداوي.. ما يصير حر.. فهد البسام متحسرا على شخص لم يسمه

زاوية الكتاب

كتب 2959 مشاهدات 0




 
فهد البسام / نقطة / حسافه عليك..
 فهد البسام 
 
 
كنت طويلا باسقا شامخا فتقاصرت، كنت بارزاً ظاهراً صادماً فتواريت، كنت مؤهلا للقيادة والتقدم فاستعجلت، كنت مغروراً متعاليا متكبراً لكن أحببناك، أحببناك كذلك لأنك كنت واضحا جريئا فتضاءلت اليوم، وكنت يسارياً وطنياً متمرداً حراً فصرت يمينيا متطرفا وادنى وأقل، فقد علمتنا الأيام ان اليساري الحقيقي حر، يخطئ ويصيب، يتطرف ويعتدل، يتقدم احيانا ويتراجع أحيانا اكثر، لكنه يبقى حرا، فحتى الطيور يسارية يا سيدي، فما الذي حدث لك؟! ما سر هذه الانقلابات و«التطورات»؟!
لا أخفيك، أيام الجامعة كنا نتمنى ان نكون أنت، واليوم جميعنا نحمد الله انه لم يستجب لأمنياتنا إنه الحكيم العليم مقدر الأقدار ومقلب القلوب..
ما السر؟! ما الحكاية؟! ما الصدمة التي أدت ربما لذلك؟!
فكــــرت ونجـــمت وقـــلبت كثــــيرا كقـــــارئة فنــــجان نـــزار لكني لم اعرف ابدا مشوارا يشبه مشوارك، حاولت كشف حجابك بشتى الطرق، فسرتها بالمنطق المصلحي وجدتك لا تحتاج لشيء لتفعل ذلك، فسرتها بالمنطق الطبقي فلم أكتشف فقدانك لشيء يبيح لك ذلك، فسرتها بالمنطق السياسي فزدت ضياعا على ضياعي، فسرتها حتى بالمنطق الديني فلم أعرف لماذا استبدلت الذي هو ادنى بالذي هو خير؟!
لم اصل ابدا لنتيجة او بصيص فكرة إلى ان، إلى ان، إلى ان فسرها لي أحد حكماء هذه الارض القلائل حين قال «من شابه أباه فما ظلم.. الفداوي يظل طول عمره فداوي.. ما يصير حر.. هذه أمور تبقى عالقة بالجينات»، انتهى كلام الرجل وكأني سمعته يقول في سره... ولو طوقته بالذهب، لكني أزيد عليه وأنا على أمل.. والعكـــس صحيح يا سيدي..


فهد البسام

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك