الفضالة يشكر من تضامن معه

مقالات وأخبار أرشيفية

1420 مشاهدات 0


 

من الصعب على الإنسان ترجمة معاني العرفان إلى كلمات تسطر على ورق، فالتفاف الناس بكافة أطيافها حول قضيتي ورسالتي خلال الأسبوعين الماضيين لا يمكنني وصفه بمساحة صغيرة في صحيفة، أو في رسالة إلكترونية، إلا أنه لابد لي من تسجيل ما تجود به كلماتي بحق هذا الالتفاف الذي لن أنساه ما حييت.

أقدر صعوبة أن يقف شخص دفاعاً عن آخر غير موجود وخلف قضبان السجن، وبالرغم من هذه الصعوبة فقد شعرت خلال أيامي التي قضيتها هناك بمحبة الناس ليس لخالد بل للمبدأ وللوطن ، وإن تجسد هذا الأمر بصورة ما بشخصي المتواضع، فإن ذلك يستوجب مني الشكر.

شكراً إلى جميع الشباب والشابات الذين واصلوا الليل بالنهار داعمين للقضية إيماناً منهم بأن مصير الوطن مرتبط بمصيرهم ومصير أبنائهم مستقبلا .

شكراً للمدونين الذين كانوا للقضية قلباً نابضاً، شكراً للسياسيين والكتاب الذين اجتمعوا من كافة الأطياف خلف قضية واحدة، فحققوا حلماً طالما سعيت إلى تحقيقه وأنا خارج الزنزانة.

شكراً  لكل أم دعت لي في صلاتها، ولكل أب واسى أسرتي في محنتها، شكراً لكل من وقف رغم اختلافي معه مؤمناً بنواياي الخالصة تجاه وطني.

شكراً  لزملائي وإخوتي في التحالف الوطني الديموقراطي والمنبر الديموقراطي وكافة القوى الوطنية التي كانت دائما بيتي وإرثي الذي أتعلم منه وأستند عليه، فكانوا سنداً لي ولعائلتي.

شكراً  لمن انتقدني ونصحني مخلصاً، فكما للتجربة القاسية دروسها، فإن لفضيلة الاختلاف الحضاري دروساً لا تقل قيمة وأهمية، لطالما كان الاختلاف في الرأي والوسيلة يعزز الاتفاق في الوصول إلى غاية وطن أجمل.

و لوالدي و أسرتي، احترت ما بين الاعتذار والشكر، الاعتذار لأنكم مررتم بهذه التجربة القاسية غير مختارين لذلك ، والشكر لأنكم عبرتموها مرفوعي الرأس فخراً بإبنكم، عالمين بصدق نواياه وحرصه على وطنه، فكنتم صامدين متماسكين وداعمين، والشكر لأنكم زرعتم في داخلي بذرة حب الوطن، فأصبحت شجرة وارفة الظلال خرجت من رحم هذا البيت الكويتي المخلص لوطنه قبل كل شيء ، ولزوجتي صاحبة القلب القوي، غبت عنك عشرة أيام لم يغب طيفك عني طوالها، لا بأس إن سرق منا العمل السياسي عشرة أيام، فباقي العمر لك.

ولِسَـنـَد الصغير، قد لا تستطيع يا ابني أن تفهم اليوم ما يجرى حولك، ولكن سيأتي اليوم الذي نجلس فيه معك أنا ووالدتك، لنريك حب أهل الكويت للحق، وتكاتفهم والتفافهم حوله، وسنروي لك كيف دخل والدك السجن مرفوع الرأس، وبدأ معه شباب بلدك تحركاً صادقاً بإسم الكويت، يرسمون من خلاله وطناً جميلاً يلبي طموحاتك وطموحات جيلك. فاحلم يا إبني وارسم مستقبلك، لأن أهل بلدك يعملون اليوم حتى تتمكن أنت وإخوتك من تحقيق أحلامكم حين تكبرون. إن وطننا يا سند هو سندنا الوحيد، وهو الأرض التي نعود لنرتمي بأحضانها حين يأخذ الله أمانته، فانشد بإسمه وافخر، وتأكد أننا سنحرص جميعاً لأن يكون الوطن الجميل الذي تستحقه أنت ورفاقك.

خالد سند الفضالة

18 يوليو 2010

الآن-مجتمع

تعليقات

اكتب تعليقك