ذعار الرشيدي يشكك فى أن الحكومة ستنجز خطتها التنموية والتى يتبقي أمامها 32 ألف ساعة!

زاوية الكتاب

كتب 428 مشاهدات 0





 32 ألف ساعة بأسلوب «الأوروغواي»
 
الاثنين 19 يوليو 2010 - الأنباء
 

اضبطوا ساعاتكم، فبعد 32 ألف ساعة بالضبط ستنتهي حكومتنا الموقرة الرشيدة من إتمام كامل خطتها التنموية، كما وعدتنا، ولمن لا يجيد الحساب فالـ 32 ألف ساعة تعادل 1360 يوما تقريبا، أي ثلاث سنوات ونصفا، هكذا تعدنا الحكومة، وهذا يقوله موقع «كونا» الذي وضع على يساره ساعة تحسب تنازليا الوقت المتبقي لتنفيذ كامل الخطة التنموية الموعودة.
منذ اللحظة التي تقرأون فيها المقال سيكون المتبقي على تنفيذ كامل المشاريع 32 ألف ساعة، طبعا أنا شخصيا أشك وأظن ان الـ 32 ألف ساعة ستلحقها 32 ألفا أخرى ونحن لم نر لا ناقة مشروع ولا جمل تنمية.

هل أنا متشائم؟ لا أبدا، بل واقعي، أتعامل مع الأمور بواقعية شديدة جدا تماما كما يلعب الهولنديون الكرة بواقعية، فأمامي تجارب سابقة ومشاريع معلقة وشواهد حية على التقصير الحكومي في تنفيذ مشاريع أبسط وبكثير من تلك التي تعد حكومة الـ 32 ألف ساعة بتنفيذها في الفترة المقبلة، تلك المشاريع البسيطة لم تنفذها بل مازالت معلقة بين سماء التسليم وأرض التعديلات المتلاحقة والأوامر التغييرية.

فما الذي يمكن أن يتغير من أمر حكومتنا خلال الـ 32 الألف ساعة المقبلة لتنهض من قمقم تباطئها وتنفذ ما تعد به من مشاريع، حتى الآن ما من دليل واحد على أن الحكومة تغيرت أو أن أسلوبها تغير، فهي تلعب تماما كما تعلب أوروغواي، بأسلوب «كيفما اتفق».

لاتزال حكومتنا حكومة ردة فعل، وليست حكومة فعل، وحتى عندما أرادت أن تمارس دور الفاعلة مارسته على الناشطين والسياسيين والكتاب والصحف والمدونات، لكن فيما يخص مصالح العباد وخلق الله من مشاريع فهي تنتظر وتضع خدها على يدها بانتظار رحمة فرج قد تهبط من السماء، وأبسط ما يمكن أن نقوله مثلا أو ندلل عليه مشروع جامعة الشدادية هل رآه أحد منكم؟ هل زار موقعه أي منكم؟ يقول المسؤولون عنه في كل عام «العام القادم سنبدأ به» وكل عام يكررون ذات الجملة، وصرفت الملايين على دراسات ودراسات تدرس الدراسات وأوامر تغييرية، واسألوا ديوان المحاسبة عن هذا المشروع واسألوا وزارة المالية وجهازها الرقابي على هذا المشروع الذي يبتلع الملايين دون أن يدق مسمارا واحدا به.

الشدادية مجرد أنموذج، والقائمون عليه والمسؤولون عنه نماذج تقليدية للتعاطي الحكومي مع هذا المشروع الذي صدر به مرسوم أميري رقم 30 في العام 2004 لإنشاء تأسيس مدينة جامعية خلال 10 سنوات، ومرت 6 سنوات الآن ودخلنا في السابعة ولايزال مجسمات على ورق مع سور بني وتم تغيير مكانه مرتين بسبب خطأ في اختيار مكانه، أي انه مرت الآن 52 ألف ساعة ولم تنفذ الحكومة هذا المشروع وتريد أن تقنعنا بأنها وخلال الـ 32 ألف ساعة القادمة ستنجز كل ما ورد في خطتها المليارية التي طرحتها في أكثر من 500 صفحة، لا أعتقد ولا أظن، فوعود الحكومة ليست بأكثر من حلم ليلة صيف عابرة.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك