التسابق المحموم أفقد الاستجواب أهميته وأصبح مجرد متعة للحكومة برأى مبارك صنيدح
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2010, 1:05 ص 743 مشاهدات 0
سجين المعارضة
كتب مبارك صنيدح
خلف قضبان الحديد وفي قفص الاتهام وقف المتهم (الاستجواب).. وبدا وجهه مثقلا بالشحوب والاصفرار..وقد تساقطت اهدابه وذبلت جفونه.. شارد الذهن مشوش الفكر ويتجرع مرارة الهزائم المتكررة.. وخروجه من (مونديال) الاستجوابات بنتائج مخيبة للآمال.. ويتذكر ليلة الاستجوابات الرباعية بفصولها المثيرة وصفعاتها الموجعة.. ومتذمرا من قرار المعارضة بحبس حريته بعد تاريخه الحافل وسجله المشرف.
وبادرته بالحديث.. مع انك استجواب هادم لذات الوزراء.. ومفرق جماعات القوى السياسية.. وكاشف نوايا وخبايا النواب.. لكنك اليوم تتعرض للاستجواب على نتائجك غير المشرفة وخذلانك لنواب المعارضة وفريسة سهلة للحكومة ونوابها خلال دور الانعقاد الماضي.. والاستجواب على يديك اهدرت كرامته.. وتمكنت الحكومة من حلق شعر (شمشون) الاستجواب على الزيرو.. ووضعه في قفص واصبحت الفرجة عليه (ببِلاش).
نطق الاستجواب بعد ان لملم ركام تصدعه..وجه اللوم والعتاب لنواب المعارضة بعد فشلها واحراجي و(مرمطتي) في الاستجوابات السبعة المتتالية ولم استطع ان التقط انفاسي ومنها اربعة في ليلة واحدة.. التسابق المحموم افقد الاستجواب اهميته واصبحت الاستجوابات مجرد متعة للحكومة مع فريقها النيابي ويستمتعون بالانتصارات المتتالية وبالضربة القاضية مع الرحمة.
في حاجة لاسترجاع كرامتي التي سلبت مني فتاريخي حافل بالانجازات.. فكم من مجلس حل دستوريا وغير دستوري.. وحكومات قدمت استقالتها واعلنت عدم تعاونها مع المجلس من وراء استجواباتي.. وكم من وزير ذهب وراء الشمس.. والآن أحمل إرثا (صعيديا) للثأر وتبرئة سمعتي من الاستعجال و(الكروته) السياسية.. واعود الى سابق عهدي ومجدي.. لقد كنت أزلزل القلوب.. وتصطك لي الركب وأقض المضاجع.. وينتفض الوزير من رأسه الى اخمص قدمه.. ويكاد يغشى عليهم من الموت السياسي بمجرد ذكر اسمي.
ياسيدي (الاستجواب).. لا تحمل المعارضة اكثر مما لا تحتمل.. ويجب ان تدرك انك لست (فزاعة) ولا (بعبع).. انما انت احدى الادوات المهمة في الرقابة الشعبية العلنية في تحقيق الرقابة الفاعلة.. وأداة سياسية مغلظة تهدف لمراقبة ومحاسبة الوزراء على ادائهم من تقصير او اهمال او تجاوز على المال العام.. واستعد امجادك وذكرياتك ولكن يجب ان تدرك ان مجلس الأمة مختوم على قفاه بختم الحكومة.. وهناك مؤامرات تحاك ضدك بالاستمرار بسرية الاستجوبات ومناقشتها خلف الأبواب المغلقة وتجريدك من اقوى اسلحتك وهي الرقابة الشعبية.
سيتم اطلاق سراحك بكفالة شعبية وضمان محل اقامتك بين صفوف المعارضة.. ولكن لاتقدم على خطوة الا وأقدامك راسخة بالأدلة ومحصن بالادوات الدستورية.. ومصلحة الوطن نصب عينيك بعيدا عن الشخصانية والبهرجة الاعلامية وضغط الجماهير.. فصفعات دور الانعقاد الماضي لازالت آثارها واضحة.
مبارك صنيدح
تعليقات