حملة «نبيها أربع» السعودية لتعدد الزوجات، ناصر العبدلي يراها ستحرك المياه الراكدة في الصيف بعد ان عطل مجلس الامة

 

ديموقراطيات 
«نبيها أربع» 

كتب ناصر العبدلي : 

 
على وقع خطوات حملة «نبيها خمس» للدوائر الانتخابية يجري تدشين حملة طريفة على الفيس بوك بعنوان «نبيها أربع» لتشجيع الشباب على الاقتران باربع زوجات دفعة واحدة، اذا كان هناك مجال لذلك او بالتدرج اذا لم يتوافر الخيار الاول، وقد جمعت تلك الحملة حتى الآن حسب القائمين عليها نحو 300 مشارك ما بين مؤيد ومعارض.
الاكثر طرافة في الحملة هو تعليق احدى المشاركات على ما يدور انها تفضل ان يفوتها قطار الزواج على ان يدهسها ضمن اربع زوجات، فيما ترى اخريات ان خيارات الحملة ليست سوى مقدمة لارتفاع عدد المطلقات والمريضات نفسيا في المجتمع، لكن في المقابل هناك من يؤيد الحملة من النساء تخوفا، حسب رأيهن، من ان يفوتهن القطار او يلجأن للزواج خارج البنى الاجتماعية.
القائمون على الحملة لم ينتبهوا الى ان خطواتهم تلك حسب الردود ربما تخلق مشاكل اجتماعية لا حصر لها لو قيض لها النجاح، واستجاب عدد كبير من المواطنين رجالا ونساء لها، وربما تؤدي ايضا الى تداعيات اجتماعية يستمر تأثيرها الى ما لا نهاية، فنكون كمن ودع مشكلة الى مشاكل اكبر تهدد بتقويض الاستقرار الاجتماعي.
التشجيع على الزواج باربع يأتي في وقت وصلت نسبة الطلاق في المجتمع الكويتي الى %45، اي ان كل مائة حالة زواج، يحدث فيها 45 حالة طلاق لم يمض على ارتباط بعضهم ببعض سوى اشهر قليلة، فكيف يمكن التشجيع على مثل تلك الخطوة الا اذا كان الهدف نمو نسبة الطلاق ليرتقي الى ارقام قياسية اسوة بخطة الحكومة نحو التنمية الشاملة؟
الحملة تطرح تساؤلا فيما اذا كان ذلك الخيار سيحل ضيفا على مشروع قانون الحقوق السياسية والاجتماعية للمرأة الذي ينظره مجلس الامة، ثم ما رأي النائبات الاربع في مجلس الامة د. معصومة المبارك، د. سلوى الجسار، د. رولا دشتي، ود. اسيل العوضي في مثل تلك الحملة، وهل سيؤيدنها حفاظا على اصوات الرجال المؤيدين والنساء المؤيدات لحملة «نبيها اربع» ام سينحزن الى المعارضات حتى ولو كان ذلك على حساب نجاحهن في الانتخابات المقبلة؟
ثم ماذا ستفعل الحكومة تجاه تلك الحملة.. هل ستقر مشروع قانون تبعث به الى النواب لحث وزرائها على الزواج باربع مع بعض الاستثناءات، ام انها ستعارض تلك الحملة انسجاما مع موقف النائبات اللاتي سيعارضنها؟!
المؤيدون والمؤيدات للزواج من ثانية وثالثة ورابعة ينعتون من يعارض تعدد الزوجات من الرجال بالخوف والجبن، وعدم القدرة على تنفيذ مثل تلك الخطوة، في حين يصفون من تعارضه من النساء بالانانية والاستحواذ، ولكل مبرراته، لكن الحقيقة ان تلك الحملة ستحرك المياه الراكدة في الصيف بعد ان عطل مجلس الامة وذهبت الحكومة في جولة سياحية.

ناصر العبدلي