مُعددا مناقب شيخ الإسلام ومدافعا عنه .. صلاح آل بن علي يرد على مقالة الدعيج بعنوان 'ناصر المحمد في مواجهة ابن تيمية'
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2010, 10:32 ص 1173 مشاهدات 0
رداً على مقال الدعيج
'ناصر المحمد في مواجهة ابن تيمية'
كتب ردود :
جاءنا من السيد صلاح يوسف صقر آل بن علي الرد الآتي على مقالة الزميل عبداللطيف الدعيج يوم الثلاثاء الماضي 6 يوليو تحت عنوان «ناصر المحمد في مواجهة ابن تيمية» وفي ما يلي نصه:
«أيهما أولى بالحماية من قبل دولة الكويت مواطن كويتي مثل الشيخ ناصر المحمد يعيش بيننا ام شخصية تاريخية تحولت الى رمم وليس للكويت والكويتيين ادنى علاقة بها؟»
فقرة تضمنتها مقالة الكاتب في القبس السيد عبداللطيف الدعيج تحت عنوان «ناصر المحمد في مواجهة ابن تيمية» العدد 13328 بتاريخ 6 يوليو 2010.
لقد استوقفتني هذه العبارة واشتكاها ضميري ووجداني فوجدتني ممتشقا معصمي وقلمي مسطرا دفاعي وايضاحي.
لقد قرن الله عز وجل العلماء بمعيته سبحانه وتعالى حيث قال: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم» (سورة آل عمران).. والعلماء هم ورثة الانبياء، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم اهمية العلم والساعين في طلبه، حتى ان النملة في جحرها والحوت في الماء والطير في الهواء لتستغفر لمعلمي الناس الخير وطالبي العلم، كما جلّى النبي صلوات الله عليه وآله وسلم ما للعلماء من الفضل بعد الله الحكيم العليم في تعليم الامة شؤون حياتهم الدنيوية واحوالهم المعيشية، وبيان ما استغلق عليهم في ممارسة عباداتهم وفقه معاملاتهم.
ولما كنا امام شخصية تاريخية ذات كعب عال في العلم، وهامة شامخة لا تدركها اكبر الهامات، وعالم رباني قيضه قيوم السموات والارض في زمن سجر فيه بحر الفتن، وتلاطمت فيه امواج الفرق، وعصفت فيه رياح المحن، فكثر فيه خبث الجدل وتناغمت فيه مزامير الدجل، فكان الجبر بالامر والقهر بالقدر والاجتراء بالعطل، وما شابه تلك الفرق الضالة المضلة والتي افتأتت على الدين واجترأت على عقيدة التوحيد ونالت من عبادة المسلمين.
لما كان ذلك كذلك انبرى لها بجدارة شيخ الاسلام الامام الهمام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا وعن المسلمين كافة خير الجزاء، وحشرنا واياه على حوض رسول الله، فكان الصارم البتار في استئصال شأفة الكفار، وكان الصاعق المرسل لمن جهم وعطل، بل انه كان اعلم بضلالات تلك الفرق وشبههم منهم انفسهم، فأرشد الى الطريق من حاد عن جادته، وبين السبيل لمن تنكبه، وفند حججهم بالكتاب والسنة وما زالت آثاره ممتدة، وعلومه بالبحث جمة، وطلابه بالعلم عُدة، فانبلجت به بفضل الله انوار الصباح البهية، وتلألأت بفقهه كواكب العلم الدرية، فأشرقت شمس ابن قيم الجوزية، واتسقت في فلكها نجوم ابن تيمية السنية.
ولما كان من الاهمية بمكان عند النقد او الكلام في الرجال ان نوضح بالرد على ما قيل في المقال انه لا بد ايها الاخ الفاضل عبداللطيف الدعيج وقبل ان تحمل لواء الدفاع عمن انتقد او اختلف مع العلماء، ان تتحقق من مدى إلمام ومعرفة المتكلم بمراتب الرجال واحوالهم ووفق كتاب «الرد الوافر» حيث ان الكلام في الرجال ونقدهم يستدعي امورا في تعديلهم وردهم، منها ان يكون المتكلم عارفا بمراتب الرجال واحوالهم في الانحراف والاعتدال، ومراتبهم من الاقوال والافعال، وان يكون من اهل الورع والتقوى مجانبا للمعصية والهوى، خاليا من التساهل، عاريا عن غرض النفس بالتحامل مع العدالة في نفسه، والاتقان والمعرفة بالاسباب التي جرح بمثلها الانسان والا لم يقبل قوله فيمن تكلم وكان ممن اغتاب وفاة بمحرم.
واذا نظرنا في طبقات النقاد من كل جيل، الذين يقبل قولهم في الجرح والتعديل، رأينا ائمة بما ذكر موصوفين وعلى سبيل نصيحة الامة متكلمين، كمن كان في المائة وستين من الهجرة وما قاربها من السنين في طبقة النقاد المهرة.
ولقد صدق العلامة الامام قاضي قضاة الاسلام بهاء الدين ابو البقاء محمد بن عبدالبر يحيى السبكي الشافعي، رحمه الله، حيث يقول لبعض من ذكر له في ابن تيمية: «والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية الا جاهل او صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يبعده هواه عن الحق بعد معرفته به». (المرجع: «كتاب الرد الوافر على من سمي ابن تيمية شيخ الإسلام.. كافر» تأليف ابن ناصر الدين الدمشقي المتوفى 842 للهجرة).
وعودا على بدء فإنه لا يسعني في هذا المجال والمقال ان احصي مناقب شيخ الاسلام ابن تيمية او اوفيه حقه في البيان، فمن اراد ان يعرف عن شيخ الاسلام ابن تيمية فليرجع الى الكتب والمراجع المتاحة من خلال المكتبات التقليدية او من خلال شبكة المعلومات الالكترونية، ليدرك عن كثب قيمة واثر هذا العالم الجليل سواء في التعرف الى الكم الهائل من مؤلفاته وقيمتها، او التعرف الى طلابه والذين هم علماء الامة من بعده، واثارهم المكتوبة الى قيام الساعة ـ رحمهم الله.
ولا يسعني في ختام ايضاحي الا ان اؤكد ان شخص الكاتب الاستاذ عبداللطيف الدعيج محل تقديري واعزازي، ليس على سبيل الاطراء، بل انني امام قامة عالية في عالم الكتابة والمقال وكثيرا ما اقاسمه اتجاهاته نحو النقد البناء والشأن الوطني، وكثيرا ايضا ما اتباعد عن حروفه وسطوره وكلماته، بيد انه يحدوني الامل في ان تربطني العلاقة انا والاستاذ عبداللطيف بشيخ الاسلام ابن تيمية، وكفى بالهداية التوفيقية نعمة وفضلا ان تكون لنا علاقة بشيخ الاسلام ابن تيمية، وحسبنا شرفا وفخرا ان يكون رباطنا رباط الاسلام، ولا اخال الاستاذ عبداللطيف ـ وهو من يحمل قلبا واعيا وفكرا مسؤولا في الشأن الوطني والانساني والاخلاقي ـ لا اخاله يضن علينا بهذه العلاقة، داعيا الله العزيز القدير ان يسخر قلب وقلم كاتبنا الكبير نحو نصرة دينه وسنة نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، وان يستمر باسهاماته وابداعاته نحو خدمة وطننا الغالي الكويت.. وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى.
وختاما قال احد الصالحين اذا اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر في ما اقامك. ولا اجد ابلغ من بيت المتنبي لأعبر به عن فضل ومقام شيخ الاسلام ابن تيمية حيث يقول:
وإن تفق الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال
صلاح آل بن علي
تعليقات