حنان الهاجري عن جولة رئيس الوزراء: وين وشحقه رايح؟

زاوية الكتاب

دول لا وزن لها وأخرى تعاني من كوارث وبالكاد ترى بالعين المجردة

كتب 6451 مشاهدات 0


كتبت الكاتبة حنان الهاجري مقالا اليوم تتساءل فيه عن اهمية جولة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لدول صغيرة بأمريكا اللاتينية، ومفاد مقالة حنان الهاجري تساول يطرحه البعض مختصره: 'وين وشحقه رايح؟'

ترى مقال حنان الهاجري مقال اليوم، والتعليق لكم:

انتيغوا وباربودا جزيرتان بحجم حبة البندق تقعان على البحر الكاريبي، مساحة الأولى تبلغ 281 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانها أقل من تسعين ألف مواطن، غالبيتهم من ذوي الأصول الأفريقية، وقد سماها كولمبوس بهذا الاسم نسبة إلى سانت ماريا دي لا انتيغوا، أو القديسة ماري العجوز. أما الجزيرة الأخرى -باربودا وتنطق باربيودا- فيعني اسمها الرجل الملتحي، وتبلغ مساحتها 161 كيلومترا مربعا فقط، يعيش عليها أقل من ألف وخمسمائة شخص! وقد استقلت الجزيرتان عن بريطانيا قبل أقل من ثلاثين سنة، ولكن ما زالت الثقافة البريطانية طاغية عليهما، بالاضافة الى اللغة الانكليزية، التي تعد اللغة الرسمية في الجزيرتين. السؤال المستحق هنا بعد هذه المقدمة القصيرة هو: لماذا وضعت الجزيرتان ضمن خطة زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء إلى أميركا اللاتينية؟ ماذا يمكن أن نستفيد من دولة تبلغ مساحتها 442 كيلومترا مربعا، أي نصف مساحة جزيرة بوبيان البالغة 890 كيلومترا مربعا، التي تعتمد بشكل رئيسي على السياحة كمصدر للدخل ولا تُعرف بصناعة أو بحرفة عالمية نستطيع استيرادها. من الممكن تجاوز -وبصعوبة- أن تضم الرحلة محطة توقف في دول مثيلة في البحر الكاريبي كترينيداد وتوباغو (تنطق توبيغوا) التي سيزورها سمو الرئيس أيضا، وذلك لأن هذه الدولة تشتهر بصناعة الغاز الطبيعي والبتروكيماويات، وتعتبر أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال للولايات المتحدة الأميركية والعالم، وفق ما تؤكده إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA. ولكن ما نوعية التعاون الذي نستطيع أن نقيمه مع دول مثل انتيغوا وباربودا أو مع الدولة الأخرى التي ستتم زيارتها وهي غايانا التي تعاني من عدم قدرتها على توفير الكهرباء أو الماء النظيف أو حتى خدمات المجاري لسكانها الذين تعرفوا على البث التلفزيوني للمرة الأولي في عام 1991؟! وكلها دول ناطقة بالانكليزية؟ وبالتالي، يرفض غالبية المتخصصين بمنطقة أميركا اللاتينية الاعتراف بها كدول لاتينية من الأساس! لا أعرف من أوحى الى سمو الرئيس بأن يفضل هذه الدول في زيارته على التوقف في فنزويلا وبوليفيا مثلا، فالأولى مصدر لنفوذ هائل في القارة اللاتينية لفضل ثورة شافيز البوليفارية وعلاقاته المتشعبة والحميمة مع معظم الرؤساء، ومنهم لولا في البرازيل وكريشنر - فرنانديز في الارجنتين وايفو موراليس في بوليفيا، بالاضافة إلى قرب انضمام فنزويلا إلى السوق المشترك للجنوب أو ميركوسور، وهو الامر الذي وافقت عليه كل من البرازيل والارجنتين والأوروغواي وبقيت الباراغواي تتداول الامر في برلمانها، والتي دفع رئيسها فرناندو لوغو قبل أيام باتجاه التصويت لمصلحة فنزويلا، متبعا خطى لولا الذي لم يخف طمعه في فائدتي الطاقة والتجارة التي سيستفيد منها السوق بفضل الوجود الفنزويلي. أما بوليفيا التي تعد اليوم من افقر دول أميركا اللاتينية فهي تنام وتصحو على ما يتجاوز السبعين في المائة من الليثيوم في العالم، والذي من المتوقع أن يقلب أحوالها رأسا على عقب في المستقبل القريب لتحولها الى كويت أخرى. فما الحكمة من وراء اختيار دول غير ذات أهمية لنا أو لغيرنا في هذه الزيارة ونبذ دول لها ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة؟ وعلامَ سنوقع؟ هل على اتفاقيات لا وزن لها مع دول تعاني من كوارث اقتصادية وبالكاد ترى بالعين المجردة على الخريطة؟
الجزر الكاريبية التي ذكرتها هنا لا تصلح الا للسياحة.

حنان الهاجري

 

القبس-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك