لو أن لدينا المستشار 'بول'، لتنبأ لنا بجدوى الميزانية المقدرة بسبعة وثلاثين مليارا، التى بصم عليها النواب بالعشرة.. مقطع من مقالة عبدالله المسفر
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2010, 12:38 ص 816 مشاهدات 0
المستشار بول ؟!
عبدالله المسفر
ربما من أكثر المحظوظين في بطولة كأس العالم الأخيرة، وأكثر من نال شهرة في هذا المونديال هو الأخطبوط الألماني 'بول'، وإن كان اسم الأخطبوط له معنى في العربية كريه، إلا أن هذا الأخطبوط بغض النظر عن اسمه تنبأ بنتائج مباريات المسابقة وصدقت توقعاته، وحقق 'بول' شهرة خلال شهر لم يحققها أي إنسان في حياته مهما كانت عظمته ومكانته، فـ'الأثول' بول حقق ما لم تحققه مثلا أشهر المطربات العربيات 'أم كلثوم' طوال حياتها، وعلى الصعيد المحلي لا يعادل عبدالله الرويشد مثلا في شهرته واحدا على ألف من شهرة هذا الأخطبوط.
وفي رأيي أن الاهتمام الغربي بـ'بول' وإن كان على سبيل المزاح لهو نبوءة ببداية النهاية للإمبراطوريات الغربية التي آمن كثير من أهلها، وصدقوا مصادفات 'بول' المحظوظ لديهم والكريه لدينا، ولكن، رغم إيماننا جميعا بأن الأخطبوط أو ما شابهه لا يستطيع أن يعلم الغيب، ترى ماذا لو أن 'بول' هذا كان حقيقة ويستطيع أن يتنبأ بالفعل بما سوف يحدث؟ ترى ماذا كنا سنفعل؟ تخيلوا لو أن لدينا 'بول' هنا في الكويت؟ أعتقد أنه سيكون أفضل من هؤلاء المستشارين الحكوميين الذين نستوردهم من الخارج ولم يجدوا نفعا، وكانت كل نبوءاتهم خاطئة! تخيلوا لو أن لدينا 'بول'، أكيد كان سيتنبأ بجدوى تلك الخطة التنموية، وتلك الميزانية المقدرة بسبعة وثلاثين مليارا، والتي أقرها النواب وبصموا لها بالعشرة.
الخطة دارت عجلة زمنها، ولم نشاهد مطرقة تدق لتنفيذها، فماذا كان 'بول' سيفعل؟ وبماذا كان سيتنبأ لنا حول هذه الخطة التي ستكمل عامها الأول في مارس القادم دون تقدم؟
حقيقة كنا نتمنى أن يكون لدينا 'بول' ليحدثنا عن مشكلة الرياضة ويرشح لنا من نختار 'حلول الشيخ طلال واللا الأخ مرزوق؟ وعلى طاري مرزوق كان من الممكن أن يقول لنا 'بول' هل فعلا سيرث مرزوق كرسي رئاسة المجلس من خاله الخرافي؟ وهل ستتحول الكراسي في بلدنا إلى (كراسي) عائلية'؟
حتما لو كان لدينا 'بول' كنا سنجد البدون يتمنون مرور 'بول' في الصليبية أو الصليبخات أو الجهراء ليسألوه عن نهاية قصة البدون والنواب الذين يتاجرون بقضيتهم؟ وإذا كان الألمان لديهم 'بول' فلماذا لم يسألوه عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بنا؟ وليتهم يسألونه عن أحوال البورصات العالمية وبورصة الكويت على وجه التحديد؟
وفي النهاية أقترح على نواب الاستجوابات سؤال 'بول' قبل خوضهم أي استجواب، ومعرفة إذا ما كان النواب الآخرون سيقفون معهم أم سينافقون الحكومة كما هو معتاد؟ وعن نفسي وصلت في نهاية المقال إلى قناعة، وهي أن عدم وجود 'بول' نعمة لنا، لأننا لو علمنا الغيب لرضينا بالواقع!!
خارج نطاق الموضوع:
النائب عسكر العنزي يطالب وزير الدفاع بعودة تعيين أربعة بدون تم فصلهم من الدفاع لتزويرهم جوزات سفر سورية، هذه هي حال نواب الأمة الحكوميين أو حتى لا نظلم الحكومة، هذه هي حال النواب المتمصلحين من الحكومة مع الأسف الشديد، وإذا كان عسكر صرح بأنه على استعداد للتضحية بابنه من أجل البدون، وهذا طبعا ليس لسواد عين البدون إنما لمصالح انتخابية، نقول لعسكر ضحِّ بابنك كيفما تشاء، ولكن أمن الوطن لا يمكن التضحية به من أجل مصالحك الانتخابية، ونطالب وزير الدفاع بعدم السماع لهرطقات عسكر العنزي، ومناصرته للمخالفين والمزورين، وإن تخسر الحكومة صوتا لها في المجلس فإنها تكسب ثقة الشعب، وأكيد كل نائب شريف.
تعليقات