سعود السبيعي يقترح النظر إلى طائرات الرافال على أنها مجرد صفقة سياسية
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2010, 10:33 ص 1191 مشاهدات 0
حسابات سياسية على أجنحة الرافال
سعود السبيعي
أنا على يقين أن كل صفقات وصفعات الأسلحة في أغلب دول العالم الثالث وخصوصاً دول الخليج هي من باب المجاملة السياسية لا الحاجة الملحة وبشكل واضح وأدق هي عبارة عن إتاوات تدفعها الدول الضعيفة إلى الدول الأقوى المتحكمة بخيوط اللعبة السياسية في العالم بل إن الكرة الأرضية هي في الواقع كرة قدم يتقاذفها هؤلاء الكبار كيفما يشاؤون وهم من يقرر السلام ومن يقرر الحرب وهم من يختار لنا العدو المحتمل والصديق المتصل.
كل ذلك نفهمه جيداً وندرك أنه ابتزاز لابد منه ومجاملة لذيذة علينا أن نبتلعها.
في الكويت أحدثت مباحثات صفقة طائرات الرافال الفرنسية لغطاً كبيراً قبل ان تتم ومازالت الصفقة مثل بيض الخفنقع.
ويبدو أنها ستتطور إلى أزمة في دور الانعقاد المقبل، فقد سبق أن أعلنت كتلتا «التنمية والإصلاح» و«العمل الشعبي» في مجلس الأمة عزمهما التصعيد إلى المساءلة السياسية للحكومة ورئيسها في حال تم التوقيع على الصفقة بينما أكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مؤخراً عزم الحكومة على المضي في تحقيق الإنجازات على طريق التنمية وتجاوز كل العقبات التي تعترض ذلك دون أن يشير بشكل خاص إلى صفقة الرافال وما إذا كان يعتبرها من الإنجازات التنموية التي يقصدها بالخطة الإنمائية!
المعترضون على الصفقة استندوا في معارضتهم إلى ان التقارير الفنية للضباط الكويتيين والطيارين والمهندسين والفنيين تؤكد عدم صلاحية وتناسب تلك الطائرات مع عملية التسليح في الكويت، وقالوا إن ديوان المحاسبة انسحب من تقييم الصفقة ومتابعتها بسبب عدم تعاون وزارة الدفاع التي لم تزود فريق الديوان بأي تقرير أو مراسلات خاصة بصفقة طائرات الرافال.
تلك اللجنة الفنية التي وضعت التقارير السلبية تم حلها وتشكيل لجنة جديدة لإعادة تقييم الطائرات التي تم رفضها سابقاً وقامت اللجنة بزيارة المصنع والاطلاع على قدرة وفاعلية الطائرة في القتال والدفاع، ومن المتوقع ان تنتهي من وضع تقريرها النهائي قريباً.
في الواقع إن كل أنواع الطائرات والأسلحة الثقيلة مهما كانت فاعليتها وكفاءتها لن نستخدمها لا في السلم ولا في الحرب لأننا في السلم لسنا بحاجة إليها وفي الحرب هناك من تعهد بحمايتنا بموجب اتفاقيات أمنية طويلة الأمد.. لذلك يجب النظر لمثل تلك الصفقات من جانب سياسي لا من جانب فني.. فإذا كانت المكاسب السياسية مجدية وتخدم مصالحنا الأمنية في الداخل والخارج فيجب تغليب الجانب السياسي لأنه هو من يشعل الحروب وينشر السلام، أما إذا كانت الرافال لعب عيال فالأولى راحة البال.
تعليقات