بيان الداخلية بحق البذالي يفتقد الذوق والتقدير بحق مواطن كان من المفروض أن يخدم برأي عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2010, 8:44 ص 1865 مشاهدات 0
البذالي مواطن كان من المفروض أن يخدم
كتب عبداللطيف الدعيج :
مع تقديرنا لوزارة الداخلية فان بيانها ضد المواطن خميس البذالي يفتقد الى الذوق والتقدير والمواساة المفترضة لاب مكلوم. بغض النظر عن كل شيء، فان احتمال لجوء المواطن البذالي او «المدعو» حسب بيان الداخلية الى الكذب والافتراء على وزارة الداخلية، ان احتمال لجوئه الى ذلك بعيد جدا، وليس من الممكن تقبل فكرة ان يسعى مواطن الى الادعاء على وزارة الداخلية لا لشيء الا لانه يسعى الى الشهرة او الانتقام من الوزارة. اللهم الا اذا كان مريضا او في حالة غير سليمة عقليا. لكن بغض النظر عن كل الاحتمالات والنظرات التشاؤمية فان وزارة الداخلية كان من المفروض ان تنظر الى شكوى المواطن خميس البذالي وادعاءاته نظرة «ابوية» كما يدعي مسؤولونا عندما يجتهدون في كسب رضانا ويتهافتون على ولائنا كالعادة. نعم نظرة ابوية او حانية تتعاطف مع الاب المكلوم تترفق به. بيان وزارة الداخلية كان، على عكس ذلك تماما، هجوما وتحاملا بل وتهديدا ووعيدا بالمقاضاة.
كان المفروض في وزارة الداخلية ان تنظر الى شكوى الاب بتعاطف، وبتفهم قائم على انه مستاء وغاضب وفي حالة غير عادية بسبب الحادثة. في هكذا حالة من يلوم ابا ان استاء او خالف المنطق او «طلع من طوره» كما نصف كل من يصدم عاطفيا بما لا قبل لانسان به؟ هجوم وزارة الداخلية وبيانها «شديد اللهجة» - على طريقة النظم العربية - يؤكد ان وراء الاكمة ما وراءها. وان هذا الهجوم وهذه الرعونة الزائدة انما القصد منهما التغطية على الاخطاء وتحويل الوزارة من متهم الى ضحية مفتعلة.
هناك احتمال كبير في ان يكون المواطن البذالي مبالغاً في ادعائه، واحتمال اكبر في انه يتوهم الكيدية وانه بالغ في الشك والريبة. لا شك لدينا ايضا في كل ذلك.. لكن كل هذا كان من المفروض ان يدفع وزارة الداخلية ورجالها «المؤهلين» لخدمة المواطن الى ان يتحلوا بالصبر وان يتعاطفوا مع المواطن البذالي وان يقدروا ظروف القضية، وبالتالي يتعاملون مع اتهاماته او بالاحرى حالته العاطفية بمسؤولية وبتقدير لوضعه ولحالة ابنه المجني عليه. هذا كان من المفروض ان يحدث، لكن بيان الداخلية الصارم او شديد اللهجة، نحا نحو تهديد المواطن، بل تهديد اي مواطن آخر يشتكي او يتذمر من خدماتها او اداء اداراتها لمسؤولياتها بان مصيره المقاضاة او التحول الى متهم «يسب الحكومة» وان الوزارة ستتخذ «الاجراءات القانونية ضده... وانها لن تقبل المساس والنيل من سمعة وزارة الداخلية واجهزتها الحريصة على حفظ الارواح والممتلكات والامن العام لكل مواطن ومقيم». عفوا بيانكم شديد اللهجة يدينكم.. ان لم يكن بدعوى التغطية على اخطائكم فبدعوى قلة الذوق وانعدام اللباقة المفترضة في اجهزة مخصصة «لخدمة المواطن».
عبداللطيف الدعيج
تعليقات