'الإسراء والمعراج' والإعجاز المحمدي

محليات وبرلمان

2701 مشاهدات 0


من المعجزات النورانية ولألئ المحمدية التي سطرها التاريخ الإسلامي العريق ومن أهم الأحداث التي مرت على التاريخ الإسلامي هي معجزة الأسرى والمعراج التي غيرت وجه التاريخ وغيرت الوجه البشرية بشكل عام، حيث انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وثم عروجه إلى الملأ الأعلى والوصول إلى سدرة المنتهى في ليلة واحدة.

وعندما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معجزة الإسراء للناس كذبوه من كذبوه واستنكروا عليه من استنكر إلا أن أصحابي الجليل ابو بكر الصديق قالها ان كان 'قد قالها فقد صدق'، والمقصود من هذه المعجزة هي تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وإطلاعه على معجزات الخلق وعجائب خلق الله سبحانه وتعالى، ولأهمية الحدث وشأنه استدعى الله سبحانه وتعالى نبيه لأمر مهم وهو فرض  (الصلاة) حيث أمره الله تعالى بالصلاة وأداءه وفرضت عليه فهي بالعمل خمسا وفي الأجر خمسين.

وذكرى المولى القدير في كتابه الكريم في سورة الإسراء - بسم الله الرحمن الرحيم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من ءاياتنا إنه هو السميع البصير)، حيث أثبتت هذه الآية معجزة الأسرى بالنص القرآني وأنه يجب علينا نحن المسلمين الإيمان بهذه المعجزة بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أسري به ليلا من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى على 'البراق' وأنه قد أسري به بالجسد والروح عليه أفضل الصلاة والتسليم.

ومن عجائب ما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إسرائه رأى الدنيا وهي على شكل امرأة عجوز، وهي علامة على أنها فانية ولم يبقى من عمرها شي، وكذلك علامة على أهل فتنة للمتعلقين بها وهي ليست على شيء، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم 'إبليس' وهو متنحيا عن الطريق، كما رأى المجاهدين في سبيل الله على بصورة أقوام يزرعون ويحصدون في يومين، كما رأى اناس تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من نار وهؤلاء هم خطباء الفتنة، كما رأى النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم قوما بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع فهؤلاء من يتكلمون بكلمة الفساد، كما رأى أناسا يسرحون كالإنعام على عوراتهم رقاعا فهؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ورأى قوما ترضخ رؤوسهم ثم تعود كما كانت فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال هؤلاء من تثقلت رؤوسهم عن تأدية الصلاة، ورأى أيضا أناسا يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الحلال فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الزناة، ورأى أيضا أناسا يشربون من الصديد (وهو ماء منتن الرائحة) فقال جبريل عليه السلام هؤلاء شاربو الخمر، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوما يخمشون وجوههم وصدورهم بإظفار نحاسية فقال جبريل هؤلاء الذين يمشون بالغيبة.

ومن عجائب ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم خلال معراجه للسماء فقد رأى مالك خازن النار، ورأى البيت المعمور وهو بيت فوق الكعبة المشرفة ولكن مكانها في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض، كما انه يدخل هذا البيت كل يوم سبعون ألف من الملائكة يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدا، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة بها من الحسن الذي لا يوصف، يغشها فراشا من ذهب، واصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة ورؤاها النبي صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم العرش فهو من أعظم المخلوقات وحوله الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، ومن المعجزات وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مستوى يسمع به صرير الأقلام، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى بفؤاده لا بعينه إكراما له وإجلال.

ولا ننسى أخي المسلم ان معجزة الإسراء وهذا النور المحمدي الذي سطر لنا ما جاء للتسلية بل جاء للموعظة الحسنة ونورا يهدي به الله لمن يشاء، وتحذيرا لكل من كان له قلب.

الآن - تقرير

تعليقات

اكتب تعليقك