تحذيرات في تربية الأبناء تقدمها لنا ازدهار العنجري
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2010, 12:31 ص 1772 مشاهدات 0
تربويات
احذروا تلك الأمور في تربية الأبناء
كتب ازدهار عبدالله العنجري
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض... ما أجمل الأطفال وما أحلى شقاوتهم البريئة والتي قد تكون أحيانا مزعجة بعض الشيء ولكن ذلك يدل على أنهم اطفال صغار لم تكتمل شخصيتهم بعد فالطفل إذا مد يده على شيء في المنزل يعني أنه ذكي وانه يريد أن يستكشف العالم من حوله وفي الغرب يطلقون على تلك المرحلة«الباحث الشقي أو المستكشف الصغير» وإذا لم يقم الطفل بذلك الاستكشاف فذلك قد يجعلنا نشك بذكائه وقدرته على التفوق مستقبلا ولنا في حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال«عراقة الصبي في صغره زيادة في عقله عند كبره» رواه الترمذي وعراقة الصبي هي لعبه وحيويته وقوة حركته وتفاعله واجتماعه مع غيره.
إن بداية تكوين الشخصية تبدأ في سن مبكر فيجب ألا يضرب الطفل ضربا مبرحا فضربة خفيفة في حال مد يده إلى شيء مؤذ أو خطر كالكهرباء أو نار أو أساء إساءة ما أو بدل الضرب يجب أن تكون هناك لغة مفهومة بين الوالدين والطفل يفهمها الطفل فورا مثل التعبير بالوجه بإشارة بالعين مثلا فبذلك يفهم الطفل أن ذلك الفعل غير مرغوب فيه أو أن تكون هناك كلمة تصدر من الأم أو الأب مثل كلمة«كخ، أح، وع»، وهذا يتعلمه الطفل من صغره كردة فعل من والديه تجاه أي فعل سيئ يصدر منه وذلك الأسلوب أفضل بكثير من الضرب.
ويكره الاسلام ضرب الطفل المسلم ضربا مبرحا وينهانا نهيا قاطعا عن ضربه على الوجه لأن الوجه هو خلقة الله التي كرمها فالشرع لايقر معاقبة الطفل بشدة.
وأريدأن أوضح امرا هاما وخطيرا والكثير من أولياء الأمور يتبعونه ولايعلمون بمدى خطورته على ابنائهم وهو عند معاقبة الطفل من احد الوالدين لابد من اتفاق وتفاهم الوالدين على ذلك ويجب ألا يبتسم أو يتساهل الطرف الآخر لمعاقبته.
وإذا أخطأ الطفل فالإنتقاد يوجه للفعل وليس للشخصية ولابد من توضيح ذلك للطفل بأن ذلك السلوك الذي صدر منك هو الذي أزعجني وهو سلوك سيئ وغير مرغوب به وتوضيح مضار ومساوئ ذلك الخطأ الذي صدر من الطفل وتصحيحه له.
واحذر من وصف الطفل بصفات سيئة أو بكلمات سيئة ونابية إذا أساء مثل«ياغبي يا كسلان، ياراسب، ياقبيح، وغيرها..» ويجب اتباع تلك النصيحة لمراحل عمره المختلفة، وإلا سوف تنعدم ثقته بنفسه وهناك حديث آخر لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يدعونا على الرفق ويقول«إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولاينزع من شيء إلا شانه».
ومن يضرب اطفاله ينبغي عليه التوقف فورا عن ذلك للعوامل التالية:
يولد الضرب العناد ويسهم في كراهية التعليم ويولد الكراهية في الاسرة ويسبب الفشل وفيه اهانة للطفل ولايجوز شرعا ضرب الوجه، كما انه يولد العدائية عند الاطفال ويسبب القلق والاضطرابات النفسية ويقتل الضرب روح التفكير والابداع ويميت الشجاعة ويولد الانطواء والخجل ويزعزع ثقة الطفل بنفسه والضرب يعلم ضرب الغير والكذب والنفاق ويولد التمرد والملاحظ انه كلما قلت ثقافة الاسرة زاد فيها الضرب والضرب يساهم كذلك في هروب الطفل من البيت ويساهم في الانحراف والتفكك الأسري.
قال استاذ في الطب النفسي ان ضرب الاطفال المتواصل قد يدخلهم إلى مصحات الأمراض النفسية والعقلية أو مؤسسات الاحداث أو قد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم والجنح ويسبب بدخولهم إلى السجن نظرا للحقد الذي يتركه في نفوسهم.
وتأديب الطفل هو التوجيه والتنبيه عن الاخطاء والتعليم مع احترام شخصية الطفل ومنحه الحب والحنان والعطف، وبهذا الاسلوب السليم في التربية لاينشأ الطفل محروما أو مهانا فيحقد ولايصبح مدللا منعما فيفسد.
والتربية الصحيحة هي تمضية أغلب الأوقات مع الأبناء وتربيتهم وتنبيههم بالأمور المختلفة ذلك يجعل الابناء مطيعين لوالديهم محبين لاسرتهم واثقين من انفسهم مترابطين مع بعضهم البعض ومن الامثال لذلك«من أدب ولده صغيرا سربه كثيرا» أو«التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».
أعزائي أولياء الأمور إذا غضبتم من اطفالكم ارفعوا أيديكم واستغفروا ربك وادعو لابنائكم بالهداية وحسن الخلق واشكروه على نعمة الأبناء فالكثير محرومين منها.
باحثة اجتماعية أولى ومنسقة تربوية
تعليقات