2010 هي سنة (الشتائم). برأي مبارك صنيدح

زاوية الكتاب

كتب 874 مشاهدات 0


 

 

سنة الشتائم

 
كتب مبارك صنيدح
 

نحن نشاهد ثقافة خطرة تزحف علينا تحت مسمى الحرية
 
إذا كانت في تاريخ الكويت سنوات معروفة ومشهودة مثل سنة الهدامة والطبعة..وسنة البطاقة وغيرها..فلقد أضفنا في 2010 سنة جديدة وهي سنة (الشتائم).
مجلس الأمة يفتتح دور الانعقاد بشتائم وينهيه بسباب..وتفرغ القضاء لسيل القضايا المرفوعة على النواب والكتاب والوزراء والقنوات الفضائية في معارك كلامية سقفها السب والقذف والشتم ومس الكرامات وإهانة الاشخاص..وتجمعات وتظاهرات ومسيرات في الاندلس والعقيلة من وراء مسلسل القذف والشتم..وتبعها استجواب لوزير الاعلام.
وكثير من الحبر يسال وكثير من الكلام يقال ونحن نعيش مرحلة هبوط اضطراري في ميدان (السب والقذف)..وأمام محطة مهمة وفاصلة شكلت منحنى ومنعطفا خطيرا ونحن نشاهد ثقافة خطرة تزحف علينا تحت مسميات الحرية والديموقراطية وهي ثقافة القذف والشتم.
ولذلك يجب الوقوف بإصرار مع الحق والعدل ونحن نحاول تأمين حريتنا وتأمين كرامتنا امام السيل الجارف من نهر القذف الشتائم..ولابد من هزيمة خيول السِباب التي تحاول الاستبداد على الساحة السياسية..وليس لك الحق في أن تمارس حقك المشروع للتظلم للقضاء عنما تهدر كرامتك ويمس شخصك وتتهم بالباطل.
الدفاع عن الدستور وعن الحرية والمال العام والوحدة الوطنية لايستدعي ممارسة السب والقذف..ارفع صوتك الحر مدويا مجلجلا..واشعل في نفسك فتيل الشجاعة ولنستنشق رائحة البارود من فمك وانت توجه سهام النقد للأداء الحكومي وتذود عن حمى الدستور وتحارب اركان الفساد ومثيري الفتنة والتخاذل النيابي..لكن يجب ان تعرف ان الحرية لايمكن بلوغها حتى تعرف حدودك وخطوطك الحمراء..وان قيمنا الأخلاقية هي التي تضبط ايقاع الحياة السياسية.
ويدرك جلادو السمعة والكرامة انهم ليسوا أحراراً في الانفراد بالضحايا في وجود القضاء الشامخ ملاذ المظلومين والمفترى عليهم..وان الدستور والقانون يحمكنا وليس شريعة الغاب.
وكما أن هناك حرية بالدستور..فهناك ايضا سجن بالقانون.

مبارك صنيدح 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك