'بالابتسامة' تدخل السرور لقلوب الآخرين
محليات وبرلمانيوليو 7, 2010, 3:29 ص 1292 مشاهدات 0
الحياة مليئة بالتقلبات والأزمات، وهي بلا شك سببا لتقفز بتجاعيد الغضب والحزن والكراهية على الوجوه لتتعلق بها بشدة حتى بعد زوال المواقف السيئة التي يمر بها بعض الناس، إلا أنها أصبحت لصيقة لهم تعبر عن مشاعرهم الخفية التي اعتادوا عليها وليس من السهل أن يتركوا عادة قد أدمنوها بحياتهم، فهذا أب ينتظر بغضب مع ازدحام السيارات خروج أطفاله من المدرسة، وآخر ملزم بأن يتحمل ديونا عليه أجبرته حياة المعيشة عليها، وأم تعيش ضغوطات نفسية بسبب تحملها وحدها لمسؤوليات المنزل، و فتاة تشعر أنها غير محببة من صديقاتها، وشاب خسر مدخراته بالبورصة وفارقت الابتسامة محياه، و هاهي الحياة لا تنتهي بمشاكلها وكل فرد بها يعاني من أزمات ومن مواقف وحكايات مؤلمة تتنوع وتختلف شدتها من شخص لآخر، مما يجبر الكثير منهم بأن لا يبتسموا أبدا ويبقون أسرى للهواجس والإحباط لعدم وجود سبب يدفعهم للابتسامة، وخاصة بحياة تجلب لهم التعاسة فحملوا على عاتقهم رفع راية المشاعر السلبية وتعليقها على وجوههم ودفن أقساها في قلوبهم فعقدوا أحجبتهم عنوانا لها.
ولكن يجب أن يكون لنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فحبيبنا أعظم الناس خلقا وأكثرهم ابتسامة، فعن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان، ،وعن جابر بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: (ما أن رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري، وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يضحك إلا تبسماً .رواه الحاكم . وعن عبدالله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه قال (مارأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الترميذي ، وعن عبدالله بن الحارث رضي الله عنه قال: ماكان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً، رواه الترميذي.
أقل ما يحتاج له المرء في حياته المليئة بالكثير من الصعوبات هي الابتسامة، وهناك فرق بين الابتسامة والضحك، ولعل أفضل حل لنا بزمننا هذا هو الابتسامة للتخفيف من المشاحنات التي تحدث حولنا وعلى أتفه الأسباب، وإذا كانت الابتسامة دوما على الوجوه فسوف تكون قادرة على امتصاص الغضب من حولها، وستتمكن من قهر كل اللحظات المليئة بحزن أو غضب أو حتى أي رغبة للتوجه للعنف، التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، لأن الجميع يتجه للوسيلة الخاطئة للتنفيس عن نفسه، فيتوجه لإتباع سلوكا عنيفا مع الآخرين، وهناك من يكبتها في صدره فتظهر على ملامحه بعض خفاياها، قد تجعل البعض يفضل الهروب على أن يتعامل معه، كإنجاز معاملة أو حتى الاستفسار عن أمر ما، فتجد أحدهم ما أن يشاهد هذه الوجوه المشحونة حتى يتخذ دربا آخر ويسير بطريق آخر.
لقد أصبح بعض الناس الآن أشبه بكتلة مشحونة من المشاعر السلبية، علاماتها كثيرة تظهر للعيان من مثل حركات الجسم و ملامح الوجه وحتى اختيار بعض الألفاظ تدل عليها بوضوح، بينما هناك آخرين قادرين على التحكم بالمواقف التي يمرون بها، فتجدهم يقومون بالفصل بينها وبين سلوكه مع الناس، ويحاول قدر المستطاع أن لا يجعلها تثبت طويلا في عقله، ويعلم نفسه بنفسه نسيان كل ما هو سلبي وإحلال الايجابيات مكانها وطبع الابتسامة على ملامحهم في نهاية الأمر، و كل هذه المحاولات تصقل من خلال السنوات التي يمارس بها حياته، من المواقف التي يمر بها وطبيعة الحياة الاجتماعية التي يعيشها الفرد فهي التي تتحكم بكيفية اتخاذ القرارات والتصرفات والسلوكيات التي يجب أن يقوم بها، و قد تعتبر الابتسامة أمرا صعبا بسبب ما تعودوا عليه بحياة تخلوا منها، لكن لابد أن يحاولوا أن يجعلوا الابتسامة كوسيلة تخفف عليهم بعض صعوبة الحياة والمواقف التي تمر عليهم .
الابتسامة خلق محمود وعربون محبة، كما أنها بلسما لتلك الجراح التي يمر بها الانسان، فهي أفضل وسيلة للتنفيس تمكن الإنسان من استكمال مسيرة حياته، وطريقة لدفعه لنسيان الأمور السيئة وضغوطات الحياة المتنوعة، فما أجمل أن تبتسم وتمضي في الحياة دون ملء القلوب بسوائل الغل والحسد والهموم وغيرها من أمور تثقل الوزن.
ببساطة لنتعلم كيف نبتسم وننشر السعادة في المنزل والعمل والشارع، فهذا ليس الأمر ليس صعبا بأن تبتسم بوجه أخيك أو بوجه من تقابله من الناس، فلن تضطر للحديث مع الناس لتنشر المحبة أو إسقاط بعض المفاهيم الإيجابية المختلفة التي تجمع بينهم انها مجرد ابتسامة بريئة قادرة على أن تتغلغل بين الناس دون أن تنطق بكلمات أو أحرف، ويا ليتها تصبح عدوى تنتقل بين الناس، فكل من يبتسم بوجه أخيه تجد الذي استقبل هذه الابتسامة قد التقط هذه العدوى الجميلة ويبتسم لينقلها لغيره وهكذا دواليك، فبذلك يشجع على نشر هذا المفهوم 'لقد ابتسم لي سأبتسم لغيره'.
تعليقات